Sunday, June 2, 2024

هويّة البنية تحت صحن الجامع الأموي

 


الصورة الملحقة لأسبار صحن الجامع الأموي (المكان بين قبّة الخزنة شمالاً وحرم الصلاة جنوباً) عام ١٩٦٢ - ١٩٦٣ مأخوذة من كتاب الدكتور محمّد مطيع الحافظ اقتبسها عنه الدكتور آلان جورج. الأسطر التالية مأخوذة مع الاختزال والتصرّف من الصفحات ٤٨-٥١  من كتاب هذا الأخير.


زوّدنا الدكتور عدنان البنّي بالمعطيات التالية:


- جرى التنقيب في مستطيل طوله عشرين متراً من الغرب إلى الشرق.

- كشفت الحفريّات أسساً لا تقلّ سماكتها عن ستّة أمتار (تحليل جورج آخذاً بعين الاعتبار الامتداد الذي لا يظهر في الصور إذ يحجبه بلاط الصحن من جهة وآكام التراب المستخرج من الفجوة من جهةٍ ثانية) وعمقها عن أربعة أمتار. 

- أسفر التنقيب أيضاً عن قطعة من جذع عمود محزّز قطره ١,٨ متر.

- نرى في إحدى صور البنّي بعض الأنابيب فوق الأسس باتّجاه شرق - غرب. هذه الأنابيب على الأرجح إسلاميّة ولا علاقة لها بالبنية قيد الحديث. 


هذه البقايا سابقة للجامع والعهد الأموي قطعاً والسؤال هنا هل هي مسيحيّة (بيزنطيّة) أم رومانيّة؟


أفاد جورج أنّ الكنائس، مع استثناءات محدودة، لا تتطلّب أسساً بهذه الضخامة حيث أنّ ارتفاعها يقلّ عن قدس الأقداس (cella أو naos) في الهياكل الوثنيّة. ما نراه تحت صحن الأموي إذاً أشبه بالعمائر الرومانيّة الضخمة (كما في قدس أقداس هيكل بل Bel في تدمر الذي نسفه أشباه البشر في آب أغسطس عام ٢٠١٥) منه بالمسيحيّة.


يعزّز وجود قطعة العمود المحزّز المغروزة بين الأسس احتمال كون البنيّة لمعبد روماني هامّ وخصوصاً قدس أقداس هذا المعبد (في حال انتمائها إلى الأعمدة المحيطة peristyle بالهيكل مثلاً) ويصعب تفسير وجودها في هذا المكان لو كانت لاحقةً للعهد الروماني. 


يتبع.
















Alain George
The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021. 

No comments:

Post a Comment