Thursday, June 6, 2024

تقصّي موقع كنيسة دمشق في الكتابات الإسلاميّة التاريخيّة

 


استعرضنا سابقاً عدداً من آراء الأكاديمييّن عن موقع كنيسة يوحنّا المعمدان ضمن هيكل المشتري ومساهمة الدكتور عدنان البنّي استناداً إلى تنقيبات صحن الجامع الأموي في مطلع ستّينات القرن العشرين. سبق الكلام عن الصمت شبه المطبق عن الكنيسة في المصادر السابقة للإسلام أو على أقلّ تقدير ما وصلنا منها. منشور اليوم محاولة لإجابة سؤال محدّد: ذكر موقع الكنيسة في الكتابات الإسلاميّة. الأسطر التالية تعريب مع الاختزال والتصرّف عن الصفحات ٥٧ - ٥٩ من كتاب الألمعي الدكتور آلان جورج:

النصّ الملحق أعلاه عن الصفحة ٢٥١ من الجزء الثاني لكتاب تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر. تواجد باب الكنيسة حسب النصّ في قبلة المسجد أي جداره الجنوبي "اليوم المحراب الذي يصلّى به". تتّفق هذه الرواية مع الكتابة اليونانيّة على جدار الجامع الجنوبي فوق البوّابة المثلّثة القديمة وهي الوحيدة بين أبواب المعبد الأربعة التي تحمل نقشاً كتابيّاً مسيحيّاً وتدلّ أيضاً على انتقال المدخل الرئيس من الشرق (باب جيرون) في العهد الوثني إلى الجنوب في العهد المسيحي البيزنطي. كتب ابن عساكر في القرن الثاني عشر للميلاد متّكلاً كالعادة على سلسلة الإسناد التي تعود في هذه الحالة إلى يعقوب بن سفيان الفسوي الذي زار دمشق أكثر من مرّة في ثلاثينات وخمسينات القرن التاسع. 


لنقفز إلى القرن الرابع عشر وكتاب البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي:


"وقد كان موضع هذا المسجد كنيسة يقال لها كنيسة يوحنّا، فلمّا فتحت الصحابة دمشق جعلوها مناصفةً، فأخذوا منها الجانب الشرقي فحوّلوه مسجداً، وبقي الجانب الغربي كنيسةً بحاله من لدن سنة أربع عشرة إلى هذه السنة" (أي من عام  ١٤ للهجرة = ٦٣٥ للميلاد وهو تاريخ فتح دمشق حتّى عام ٧٠٥ عندما أمر الوليد بهدم الكنيسة). 


السؤال هنا هل كانت القسمة للكنيسة أم لحرم المشتري (المعبد الداخلي أو temenos) حسب طرح Creswell؟ 


كرّر ابن شاكر الكتبي المعاصر لابن كثير في عيون التواريخ ما كتبه هذا الأخير مضيفاً أنّ الدخول - للمسلمين والمسيحييّن - كان من الباب القبلي الذي كان في الأصل باب المعبد. 


نستخلص من هذه المصادر ما يلي:

- باب الكنيسة كان في الجنوب (ابن عساكر وابن شاكر).

- الكنيسة كانت في القسم الغربي من المعبد الروماني (ابن كثير والكتبي).



يتبع. 














Alain George
The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021. 

No comments:

Post a Comment