Tuesday, June 4, 2024

بين الوثنيّة والمسيحيّة

 


تقتصر معلوماتنا عن تحوّل هيكل دمشق إلى كنيسة على النصوص التاريخيّة. بعبارة ثانية لا يوجد نقوش كتابيّة معروفة تؤرّخ هذا الحَدَث الشديد الأهميّة في تاريخ المدينة أو على الأقلّ لم يقدّر لهذه النقوش أن تصلنا. يحسن قبل التعرّض لكتابات المؤرّخين، نقلاً عن الدكتور آلان جورج، أن نستذكر بعض نقاط العلّام في التاريخ الديني للعالم القديم عموماً والشرق الأدنى خصوصاً. 

- يفترض أنّ أوّل اضطهاد ممنهج وواسع المدى للمسيحييّن كان في عهد الإمبراطور نيرون بعد حريق رومية عام ٦٤ للميلاد. من شبه المؤكّد أنّ الأهوال التي أنزلها قيصر بالمؤمنين وأرقام آلاف الشهداء والضحايا مبالغٌ بها إلى أبعد الحدود ومنهم من يعتقد أنّها مُخْتَلَقة جملةً وتفصيلاً (ساهمت رواية Quo Vadis والفيلم الذي تمخّضت عنه في جعل القصّة من المسلّمات).    

- اضطهاد المسيحييّن في عهد ديكيوس (منتصف القرن الثالث للميلاد) حقيقي وكذلك ملاحقتهم في أواخر القرن الثالث تحت ديوكليتيان والخلاف على التفاصيل ليس إلّا.   

- صدر مرسوم ميلان عام ٣١٣ في عهد قسطنطين الكبير ليسمح للمسيحييّن بحريّة العبادة. 

- مُنِعَت القرابين الوثنيّة عام ٣٤١ في عهد الإمبراطور Constans وأُغْلِقَت كافّة المعابد الوثنيّة عام ٣٤٦.

- شُرِّعَ الحكم بالإعدام على عابديّ الأوثان في عهد Constantius الثاني.

- أعاد يوليان المرتدّ (الجاحد) عبادة الآلهة القديمة خلال حكمه القصير ٣٦١ - ٣٦٢. لا يوجد دليل مقنع على اضطهاد جدّي للمسيحييّن في عهده وإن ذكر القدّيس أمبروز عن دمشق خصوصاً أنّ اليهود أحرقوا كنيستيّ المدينة المسيحيّتين.  

- دقّ ثيودوسيوس الكبير آخر إسفين في نعش المعتقدات القديمة عندما حرّم (٣٩١ - ٣٩٢) دخول الهياكل والأضاحي والنذور إلى الآلهة وحتّى حرق البخّور في حِمَاها. هناك خلاف على مدى تطبيق هذه التشريعات في عهده بيد أنّ المسألة كانت مسألة وقت قبل أن تُهْدَم الهياكل أو تحُوَّل إلى كنائس مسيحيّة مرّةً وإلى الأبد.







Illustrations: 

David J. B. Trim. Christian Intolerance and the Sword of Persecution.

Tim O'Neill. ”Review – Catherine Nixey “The Darkening Age”


Alain George
The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021. 

No comments:

Post a Comment