ارتأى المندوب السامي Henri Ponsot تعريف المهتمّين والهواة بالتراث الأثري السوري عَبْرَ أطلسٍ مصوّر لعددٍ من أهمّ معالم البلاد صدر عام ١٩٣١. يحتوي المُجَلّد على مائة وستّين صورة جيّدة النوعيّة بالأبيض والأسود. بإمكان القرّاء الاطّلاع على سيرة وأعمال الكتّاب الثلاثة (René Dussaud و Paul Deschamps و Henri Seyrig) بالضغط على أسمائهم في الروابط الفائقة.
المعنيّةُ سوريّا الانتداب بما فيها لبنان قبل اقتطاع لواء اسكندرون، والمقسّمة إداريّاً إلى "دول" سوريّا والعلوييّن والدروز والتي لا تشمل فلسطين ولا شرق الأردن الواقعتين تحت الانتداب البريطاني. الصور متعدّدة المصادر، التُقِطَت على عشراتٍ من السنوات، وضمّت بعض اللقطات الجويّة البديعة من مطلع عهد الطيران. كافّة الصور مرفقة يصفحةٍ من الشرح تعطي نبذةً تاريخيّة وفنيّة ومعماريّة عن الأثر المدروس، وكلّ هذا بالفرنسيّة.
تغطية إقليم شديد الغنى بالآثار كسوريّا بمائة وستّين صورة - أو حتّى بألفٍ وستّمائة - غير وارد بطبيعة الحال، ولا يمكن إعطاء حتّى مدينة سوريّة متوسّطة حقَّها بهذا العدد الضئيل من اللقطات. يبقى هذا الكتاب الجميل مع ذلك مرجعاً قيّماً خصوصاً في ضوء التغيّرات التي طرأت على العديد من المعالم المصوَّرة في العقود العشرة التي انصرمت على نشرِهِ.
لا يتعرّض المؤلّفون لجميع المدن السورية، وهو أمر مستحيل في حيّزٍ محدودٍ من هذا النوع، بيد أنّهم ركّزوا على ما اعتبروه أهمّ من غيره تاريخيّاً أو جماليّاً أو عاطفيّاً، أي المتعلّق بحنينِ الفرنسييّن إلى عهدِ الحملات الصليبيّة وفَخْرِهِم بها. هناك تركيز خاصّ على العمارة العسكريّة الصليبيّة، وعلى سبيل المثال يحتلّ الحيّز المخصصّ لقلعة الحصن عدداً من الصفحات يعادل تقريباً تلك المخصّصة لمدينة دمشق. بالنسبة للمواقع التاريخيّة الدارسة ومعابدها هناك اهتمامٌ خاصّ - وبحقّ - بمدينتيّ بعلبك وتدمر. المساحة المخصّصة للآثار الإسلاميّة محدودةٌ مقارنةً مع غيرِها.
مسكُ الختام توافرُ كافّة هذه الراوئع مع النصوص المُرْفَقَة ومصدر اللقطات واسم المصوّر بالمجّان على الرابط التالي. تاريخ الصور مع الأسف غير مذكور، وإن أمَكَن الحصولُ عليهِ أو على الأقلّ تخمينُهُ بمراجعة المجلّات التي نَشَرَتها أصلاً في مطلع القرن العشرين، أو من أسماء بعض المصوّرين مثل Bonfils و Sauvaget وغيرهم.

No comments:
Post a Comment