قدّمت لنا مجلّة سمير علاء "البطل العربي الجديد" وصديقه كندوز في عددها ٣٣٤ الصادر في الثاني من أيلول سبتمبر عام ١٩٦٢.
البطلان مصريّان عاشا "قبل حوالي خمسمائة سنة" (أي في العهد المملوكي) في مكان ليس بالبعيد عن القاهرة وباعتبار أنّهما عربيّان فقد تنقّلا في مغامراتهما في عدد من البلاد الناطقة بالعربّيّة بما فيها الشام. تميّز علاء بالذكاء والشجاعة والشهامة والوفاء علاوةً على مهارته الأسطوريّة في المبارزة واستعمال السيف أمّا عن كندوز فأهمّ صفاته قوّته الجسديّة وطيبة قلبه إلى درجة السذاجة.
أوّل مغامرات البطلين المسلسلة كانت "الإصبع الناقصة" تلتها "الشياطين الحمر" و"طريق النور" و"كفر أبو تخت" (التي اقتبست من إحدى روايات لاكي لوك) وعدد من القصص القصيرة الكاملة.
علاء وكندوز من إبداع ريشة الفنّانة "مادي" التي رسمت مغامرات "أسامة وطاقيّة الإخفاء" مع صديقه العالم المخترع الأستاذ بنّور (لاحظ تشابه الأسلوب الذي يتبع نهج "الخطّ الواضح" ligne claire ومدرسة Hergé و Jacob البلجيكيّة للروايات المصوّرة) مع جزيل الشكر للأستاذ Haitham Ha).
كانت مجلّة سمير سبّاقةً في تقديم العديد من أبطال الكوميكس الأوروپييّن (تان تان = تم تم، سامح Teddy وجاسر Ric Hochet والسلطان بهلول Little King) والأمريكييّن (الشبح وطرزان وكانت على وشك نشر سوپرمان قبل أن تتولّى دار المطبوعات المصوّرة في لبنان هذه المهمّة) ولكنّها لم تقتصر على الاقتباس والتعريب بدلالة أبطالها المحلييّن ومنهم من نجح إلى درجة كبيرة بدايةً من "سمير وتهته" ومروراً بعصام و"علاء وكندوز" وأسامة و"عنترة بن شدّاد" و"جحا وأبو سحتوت" وكثير غيرهم.
شكراً لدار الهلال ومساهمتها التي لا تقدّر بثمن في تعليم وإمتاع الشبيبة بدايةً من خمسينات القرن الماضي.
No comments:
Post a Comment