Monday, September 2, 2024

وصيّة كامل قدح

 


تفضّل عددٌ من الأصدقاء بمحاولة تعريب نصّ الوثيقة الكتابيّة الوحيدة التي أملكها من جدّ أبي كامل قدح (وفيّات ١٩١٦ للميلاد) عن الأصل التركي العثماني فلهم جميعاً جزيل شكري وامتناني. الإسهام الأكبر والأشمل كان للصديقين الكبيرَين العالِمَين جاك جبّور وعمرو الملّاح وإليهما أدينُ بالدرجة الأولى في جعل هذه الذخيرة العائليّة في حيزالمُتَناول. 


أبدأ بالدكتور جاك جبّور الذي استهلّ بنقل النصّ التركي من خطّ اليد إلى طباعة لوحة المفاتيح:


"بن يمندن ايكن بعض أفراد طرفندن امانت طريقله ياغده قرق سكز عدد عثمانلي ليرة سي براقديلر وأفراد مذكورة وفات ايلديلر اغدي ملحق كيم كس ورثة لري دخي هيج بيلميم مذكور قرق سكز ليرة زمتمدر بن بو مزكورة وفات ايدرايسه متروكاتم

اولان خانة واشيادن علمادن سوالات ايله يكز دام حفظه جوابي كوره مذكور بو رحمتي ايفا ايله يكز بوخصوصه مخدومم فؤادي وصي قلدم وبوينمدن جملة كزك
بونه براقديلر بوندن بشقة هر اوج ماهدة بن اولنمق اوزره اون سنة ده قرق ختم قرآن وموسملردن فقرايه صدقة اوله رق يكرمي بش جمعا ايتمش اوج عثمانلي لره سي وصيت ايلدم حال حجتده يم واشبو ياز ني خط دستمدر وحرفة واجراسنه مخدومم فؤادي وصي يترم والله ولي التدبير و إلى الله المصير فنعم المولى ونعم النصير
١٠ ذي القعدة سنة ١٣٣٠هجرية
٧تشرين الاول ١٣٢٨مالية

كاتبه البكباشي المتقاعد محمد كامل بن صالح قدح". 



التعريب حسب الدكتور جاك مع تعديل طفيف أجريتهُ للتوضيح: 


"عندما كنت في اليمن وصلني من بعض الأفراد أمانة مبلغ ٤٨ ليرة عثمانيّة وقد توفّي الأفراد المذكورون ولم أستدلّ على بيوتهم رغم السؤال وعندما قرّرت أن أوصي بأموالي وأملاكي بناءً على أسئلتي لعلماء البلد حفظهم الله بخصوص إيفاء ذمّتي للمرحومين المذكورين، جعلتُ مخدومكم فؤاد وصيّاً وأيضاً تركتُ لمدّة عشر سنوات مرّةً كل ثلاثة أشهر ختمةً من القرآن ومن المواسم خمساً وعشرين صدقة على الفقراء فيصبح المبلغ المخصّص ثلاثاً وسبعين ليرة عثمانيّة وقد عيّنت مخدومي فؤاد وصيّاً على ممتلكاتي ونفقاتي في حال أداء فريضة الحجّ وهذا نصّ وصيّتي بخطّ يدي والله وليّ التدبير وإلى الله المصير نعم المولى ونعم النصير.

١٠ ذو القعدة ١٣٣٠ (الموافق الحادي والعشرين من تشرين أوّل أكتوبر عام ١٩١٢) يوم الأحد (التاريخ المذكور في الواقع يوم الإثنين).

كاتبهُ البكباشي المتقاعد محمّد كامل بن صالح قدح."


نأتي الآن إلى الصديق الضليع الأستاذ عمرو الملّاح الذي جَهِدَ بمهنيّته المعهودة في تفسير النصّ على أكمل وجهٍ ممكن:


الوثيقة قيد الحديث هي "وصيّة أرسلها كامل قدح من اليمن إلى وَرَثَتِهِ في دمشق وائتمن بتنفيذها نجله فؤاد قدح (١٨٩٥-١٩٦٤) تحسّباً أن توافيه المنيّة قبل أن يبرىء ذمّته وتحدّث فيها عن أمانةٍ تُرِكَت في عهدته مقدارها ٤٨ ليرة عثمانيّة تُدْفَع في حال وفاتِهِ إلى الفقراء مع تبرّعٍ منه قدره ٢٥ ليرة عثمانيّة وتوصية أن يقوم العلماء بأربعين تلاوة من القرآن كل ثلاثة أشهر لمدّة عشر سنوات. كلّف كامل ابنه فؤاد بالوصيّة والإشراف على الدار وبقيّة ممتلكاتهِ مطمئِناً ورثته أنّ كان يتمتّع بصحّة جيّدة عندما كتب الوصيّة". 


القصّة باختصار أنّ كامل قدح لم يتمكّن من أداء الأمانة إلى أصحابها (٤٨ ليرة عثمانيّة) فقرّر التصدّق بالمبلغ وأضاف إليه ٢٥ ليرة من مالِهِ ليصبح الإجمالي ٧٣ ليرة.    


خالص شكري للصديقين العزيزين عمرو الملّاح وجاك جبّور وتلطّفِهِما بتكريس وقتهما وخبرتهما لمساعدتي في فكّ لغز تجاوز عمره مائةً وعشراً من الأعوام وألتمس المعذرة من الأصدقاء الكُثُر الذين أدلوا بدلوهم، كلٌّ حسب استطاعته وخبرته، ممّن أغفلت ذكر أسمائهم. 


ختاماً شكراً جزيلاً للصديق الغالي الفنّان الأستاذ بدر محمّد الزعبي الذي تكرّم بترميم وتلوين الصورة.  

No comments:

Post a Comment