تفصلنا عن الأجيال السابقة ليس فقط المسافة الزمنيّة، وإنّما أيضاً زيادة عدد الأسلاف وتشابك علاقاتهم. معظمنا يعرف أبويه وجدّتينه وجدّيه بدرجاتٍ متفاوتة وما أحاوله اليوم باختصار هو إعادة عقارب الساعة ثلاثة أجيال إلى الوراء لأمّهات وآباء الأجداد الذين لا يقلّ عددهم عن ثمانية. صادفتُ في هذا المسعى صعوباتٍ لا بأس بها أهمّها الفشل في الحصول على صور اثنتين من أمّهات الأجداد الأربع ومنه اضطراري إلى الاكتفاء بصور الذكور (ثلاثٌ على الأقلّ من الصور الأربعة الملحقة هي الوحيدة المتبقيّة). العقبة الثانية كانت في تحديد تواريخ الميلاد والوفيّات (بعض التواريخ أدناه تقريبيّة). لا أرى ما يمنع من نشر النزر اليسير الذي أعرفه عنهم بعض انقضاء أكثر من نصف قرن على وفاة آخرهم.
الصورتان العلويّتان من يسار الناظر إلى اليمين:
- كامل قدح (مواليد ١٢٧٤ للهجرة الموافق ١٨٥٧ - ١٨٥٨ للميلاد ووفيّات كانون أوّل عام ١٩١٦): أبو جدّي من ناحية أبي من قرينته الثانية بدريّة الزمريق (١٨٧٨ - ١٩٦٧).
- صبحي شبيب: أبو جدّتي من ناحية أمّي من قرينته الأولى مزيّن كحّالة (وفيّات مطلع خمسينات القرن الماضي). كان صبحي تاجراً عصاميّاً سكن في عهد الانتداب في حيّ الشريبيشات (القنوات) وتوفّي سبعينيّاً في منتصف ستّينات القرن العشرين.
الصورتان السفليّتان من اليسار إلى اليمين:
- سعيد المحملجي: أبو جدّتي من ناحية أبي. تاجر غنم من سكّان باب مصلّى وافته المنيّة في أيلول ١٩٤٣ وقيل أنّ عمره وقتها بلغ ١١٠ سنوات وفي رأيي أنّ طرح عشر سنوات على أضعف تقدير من هذا الرقم أقرب إلى الصواب، حتّى لو كان الحساب بالأعوام الهجريّة. أتحدّر من صلبه عن طريق قرينته الأولى جميلة الزمريق (وفيّات مطلع سبعينات القرن العشرين عن عمرٍ ناهز التسعين عاماً).
- يحيى شربجي تللّو (مواليد ١٨٨٦): أبو جدّي من ناحية أمّي عن طريق حليلته الأولى عزيزة طرابلسي (مواليد ١٩٠٠). رُوِيَ أنّه خسر شطراً كبيراً من ثروته عن طريق المضاربة بالماركات الألمانيّة التي استثمر فيها مؤمناً بحتميّة انتصار ألمانيا في الحرب العالميّة الأولى. مع ذلك بقي لديه ما يكفي لتعليم بعض أولاده على الأقلّ في مدارس جيّدة جدّاً بمقاييس فترة بين الحربين.
لا أعتقد أنّ باستطاعة الكثيرين منّا العودة أربعة أجيال إلى الوراء (أي إلى أجداد الأجداد) بَلْهَ الحصول على صور لستّة عشر شخصاً وجمع معلومات تستحقّ الذكر عنهم.
No comments:
Post a Comment