ندين بوصف وتحليل هذ النحت إلى الآثاري الفرنسي Seyrig ومجلّة Syria في عددها الصادر عام ١٩٥٠. ذكر العالِم الراحل أنّ المتحف الوطني حصل على هذه القطعة أثناء الحرب العالميّة الثانية وأنّ الأمير جعفر عبد القادر وسليم بك عبد الحقّ تلطّفا فسمحا له بالنشر عنها. عُثِر على هذا التمثال في أحد البيوت الخاصّة في دمشق حيث تواجَدَ منذ عهدٍ طويل ولم يستطع الباحثون الحصول على أي معلومات عن المكان الأصلي الذي أُتِيَ بِهِ منه.
المادّة: الحجر الكلسي.
الأبعاد: الطول ١٢٠ من عشيرات المتر، العرض ٣٩ إلى ٥٤ من عشيرات المتر، الارتفاع الحالي ٥٨ عشير المتر. التمثال مصنوع بحيث يُرِى من ثلاثة جوانب أمّا ظهر التمثال فهو غير منحوت ممّا يشير أنّه استندَ على جدارٍ ما.
يستلقي الشخص الرئيس في هذه المجموعة على سريرٍ فخم. الرأس مفقود. نرى على السجف التي تنسدلُ أمام السرير نقشاً كتابيّاً موزّعاً على ثلاثة أسطر:
"في العام ٥٢٥، قدّمَ معنوس ابن ليبانوس هذا النذر مدفوعاً بالتقوى".
يدلّنا الرقم المرتفع لهذا التاريخ أنّ التقويم المُعتَمَد هو السلوقي دون سواه، ويوافق بالتالي العام ٢١٣- ٢١٤ للميلاد. من حقّنا أن نتساءل بناءً على هيئة هذا التمثال، فيما إذا كان تدمريّ المنشأ. اسم الواهب لا يدلّ على موقعٍ معيّن واستعمال التقويم السلوقي وهذا النوع من الحجارة مألوف في دمشق وتدمر على حدٍّ سواء. مع ذلك من الصعب أن نسلّم أنّ هذا التمثال الثقيل نُقِلَ عبر البادية ليتوارى عن الأنظار في أحد دور دمشق ويطويه النسيان. أضف إلى ذلك أنّ استعمال ناذر تدمري للكتابة اليونانيّة في القرن الثالث بعيد الاحتمال والمنطق يتطلّب اعتماد كتابة آراميّة. الأرجح، والحال كذلك، أنّ نذر معنوس كان في الأصل في حرمٍ ما للعبادة في دمشق أو محيطها المباشر. صحيحٌ أنّ نحت وآثار تدمر وحوران هي الأكثر ممّا وصلنا بين سائر الأقاليم السوريّة بيد أنّ هذا لا يُتَرْجَم بالضرورة إلى كون كلّ ما يشابهها في الربوع المجاورة تدمريّ أو حورانيّ الأصل.
يتبع.
Henri Seyrig. Antiquités syriennes. Syria. Archéologie, Art et histoire Année 1950 27-3-4 (pp. 229-252).
No comments:
Post a Comment