تعود قلعة دمشق بشكلها الحالي إلى مطلع القرن الثالث عشر للميلاد والعهد الأيّوبي. تجدر الإشارة إلى نقطتيّ علام في تاريخها الطويل:
غزا المغول سوريا عام ١٢٩٩ للميلاد تحت قيادة غازان الذي كان أول من إعتنق الإسلام من ملوكهم. استسلمت دمشق دون قتال في كانون الثاني عام ١٣٠٠ باستثناء القلعة التي رفضت فتح أبوابها وبالتالي قام المغول بنصب مناجقهم في صحن الجامع الأموي وباشروا بقذفها مما أدى إلى تدمير العديد من المباني بينها وبين الجامع. صمدت القلعة وبالنتيجة إنسحب غازان بعد أن صبّ جام غضبه على المدينة وخصوصاً ربض الصالحية الذي تعرض للنهب والسلب وانتهاك الحرمات.
الامتحان الثاني للقلعة كان بعد الأحداث السابقة بقرن من الزمن عندما طوّقت جيوش تيمورلنك دمشق عام ١٤٠١. خلافاً لما يعتقده البعض، تيمور تركي و ليس مغولياً وإن تيمّنَ بالمغول واتّبع أساليباً مشابهةً لممارساتهم في حروبِهِ. مرّةً ثانية استسلمت دمشق دون قتال ومرّةً ثانية رفضت القلعة الاستسلام ومرّةً ثانية نصب تيمور مجانقه في صحن الجامع الأموي لقصف القلعة وبالنتيجة نجح في تلغيم وتدمير برجها الشمالي الغربي واستسلمت حاميتها القليلة العدد في الخامس والعشرين من شباط عندما ذبح الغزاة أفرادها عن بكرة أبيهم. استُبيحت المدينة في السادس عشر من آذار إذ عَجِزَ أهلُها عن دفع الجزية التي طلبها تيمور. أُحرقت دمشق وسبى عسكر تيمور نسائها ورحّلوا حرفييّها إلى سمرقند بعد إعمال السيف في رقاب من لا تُرجى منه فائدة. برّر بعض كتبة سيرة تيمور هذه المجزرة كانتقام مشروع لاضطّهاد أتباع علي على يد الأمويين قبل هذه الأحداث بسبعة قرون.
اللوحة الملحقة للفنّان Rembrandt تصوّر ابن خلدون في حضرة تيمورلنك خارج أسوار دمشق.

No comments:
Post a Comment