Sunday, August 17, 2025

بونفيس، دمشق، والدكتور هنري كيسنجر

 


يرتبط اسم Félix Bonfils (١٨٣١-١٨٨٥) ارتباطاً وثيقاً بالتوثيق الفوتوغرافي للشرق الأدنى في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. بونفيس مصوّر عسكري وكاتب فرنسي أتى إلى سوريّا مع القوّات الفرنسيّة بعيد مجزرة ١٨٦٠ واستقرّ بالنتيجة في بيروت حيث افتتح ستوديو للتصوير الضوئي توّلته عائلَتُهُ لاحقاً. تركت لنا مؤسّسة بونفيس قرابة ثلاثة آلاف صورة تاريخيّة للمعالم السوريّة. 


عادت أسرة بونفيس إلى فرنسا عام ١٩٠٧ وآلت مجموعة الصور إلى المتحف السامي في جامعة هارڤارد في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بعد أن قام المتحف بشرائها ضمن مجموعاتٍ من الصور من الديار المقدّسة. تناقص الاهتمام بالمتحف عبر السنوات ومنه اتّخذاذ قرار برزم مقتنياتِهِ من الصور وتخزينها في السقيفة في مطلع الحرب االعالميّة الثانية. تمّ أيضاً تأجير الطابق العلوي من المبنى إلى مركز القضايا الدوليّة وطوى النسيان مجموعة الصور.    


أصبح الدكتور هنري كيسنجر زميلاً في المركز بعد عشرات السنوات من هذه الأحداث وشغل مكتباً فيه. تولّى كيسنجر منصب مستشار الرئيس نيكسون لشؤون الأمن القومي وكما هو معروف لم يحظَ دورُهُ في حرب ڤيتنام بتأييد الجميع ووصلت نقمة البعض إلى محاولة شابّتين اغتياله عام ١٩٧٠ عن طريق تفجير قنبلة أمام مبنى المركز. فشلت المحاولة وقُدّر للدكتور كيسنجر أن يعمّر قرناً من الزمن بيد أنّ الانفجار فتح ثغرةً في السقف ترتّب عليها إعادة اكتشاف مجموعات الصور التي لا تقدّر بثمن. 


نالت دمشق حصّةً لا بأس بها من اهتمام بونفيس الذي تبقى صورُهُ شاهداً حيّاً على أحيائها وطرقاتها وبيوتها. أكثر الدور التي وثّقها الرائد الفرنسي قنصليّات أو منازل مسيحيّة أو يهوديّة على اعتبار أنّ الدخول إليها أسهل منه إلى بيوت المسلمين. 




Brigid Keenan
 & Tim Beddow
Damascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson May 2000.

Bonfils, Damascus, and Henry Kissinger 

No comments:

Post a Comment