Thursday, September 4, 2025

غضبة إله البحر

 


تمثّلُ هذه الفسيفساء مشهاً من أسطورة كاسيوپيا، ملكة الحبشة، التي أثارت غضب إله البحر نپتون، عندما تجاسرت فادّعت أنّها أجمل من عرائس البحر. تقف الملكة، المصوّرة جباهيّاً، على يمين الناظر عاريةً تماماً، وكأنّها الزهرة، تمسك بيديها شَعْرَها الطويل في سبيلِها لتجفيفِهِ. اسمها مكتوبُ باليونانيّة فوقَ رأسِها. 


K A C C I E Π E I A


تقِفُ عروستا بحرٍ على جانبيها تتأمّلانها والدهشة في أعينِهِما. يملأ ثلاثةُ أطفالٍ مجنّحون الفضاءات في الفسيفساء، لربّما رمزوا إلى الغيرة. يظهر الوحش البحري الذي أرسَلَه نپتون، إلى اليسار قليلاً، متحفّزاً لتدمير مملكة كاسيوپيا. تُخْبِرنا الأسطورة أنّ پرسيوس، مخلّص أندرومدا، نجح في قَتْلِهِ لاحقاً. يأخذ المسخُ هنا شكلَ قنطور مفتول العضلات، شاخصاً ببصَرِهِ نحو اليمين حيث نرى طفلاً مجنّحاً وشخصاً لم يتبقّ منه إلّا نصفهِ.   


يحيط إطار بيضويٌّ بهذا المشهد. هذا الإطار محاطٌ بدورِهِ بآخر مستطيل، ونرى في الزاوية السفلى اليسرى، بين الإطارين وعلى يسار الناظر، ربّةً مجنّحةً أمامها عنزةٌ، وكتابةً يونانيّةً بين الرأس والجناح الأيمن:


T P O T T N       A....H

 تروپ؟


يتراوح لون الخلفيّة بين البنّي الفاتح إلى الرمادي، وهناك لمسات من الأحمر والكستنائي والأخضر والأسود. 


المصدر: تدمر (بيت إلى الشرق من هيكل بعل أو بل). 

المادّة: مكعبات من الأحجار المتباينة الألوان والظلال. 

الأبعاد (عشيرات المتر): ٣٧٠ في ١٦٥.

النصّ: عبد الحقّ (صفحة ٤٧). 

الصورة: عابد عيسى

من مقتنيات متحف دمشق الوطني


أسطورة كاسيوبيا

أسطورة كاسيوبيا في فسيفساء تدمر 



Sélim et Andrée Abdul-Hak. Catalogue Illustré du Département des antiquités Gréco-Romaines au Musée de Damas, 1951.
ʿĀbid īsā. A Guide to the National Museum of Damascus 2006.

No comments:

Post a Comment