أبدأُ قبل تقديم كتابِهِ المبكّر عن تاريخ سوريّا، بلمحةٍ عن سيرة الكاتب التركي سليم ناسي (١٨٨٤؟ - ١٩٥٩).
سليم سليل عائلة يهوديّة تركيّة من أصول پرتغاليّة. هاجر - أو بالأحرى التجأ - جدُّهُ الأكبر يوسف ناسي (١٥٢٤ - ١٥٧٩) إلى القسطنطينيّة عام ١٥٥٤ مع غيرِهِ من السفارديم ونال حظوةً لدى السلطان سليمان القانوني وابنه سليم الثاني، وحاول، دون نجاح، توطين اليهود في صفد وطبريّا بعد تعيينه على قسمٍ من جنوب بلاد الشام.
سليم ناسي أديب وشاعر ووطني تركي، كتب في مدح السلطان محمّد الخامس وألّفَ قصيدةً في تقريظ جمعيّة الاتّحاد والترقّي؛ تعرّض مع ذلك إلى الملاحقة وقضى فترةً في السجن غادر بعدها القسطنطينيّة إلى إيران عام ١٩١١ ليستقرّ هناك ويشرف على مدرستيّ الاتّحاد الإسرائيلي العالمي في أصفهان وطهران، ويصبح بالنتيجة مديراً لمدارس الاتّحاد في إيران وسوريّا ولبنان. تقاعد ناسي وهاجر إلى البرازيل عام ١٩٢٤ ليلتحق بابنِهِ؛ شهد ذلك العام صدورَ كِتابِهِ عن "تاريخ سوريّا منذ الأزمِنة القديمة إلى أيّامِنا"، كما سيأتي ذكرُهُ.


No comments:
Post a Comment