Tuesday, September 9, 2025

اكتشاف مدفن طاعي

 


الأسطر التالية مختزلة إلى أبعد الحدود عن مقال للدكتور سليم عبد الحقّ نشرته الحوليّات الأثريّة السوريّة في منتصف القرن العشرين (المرجِع أدناه). 


اكتُشِفَ مدفن طاعي بمحض الصدفة عندما خسفت الأرض تحت شاحنةٍ تابعةٍ إلى شركة نفط العراق وزنُها مائة من الأطنان. كان ذلك جنوب تدمر على بعد ١٣٠٠ متر من معبد بل.  


أحدث الانهيار حفرةً عميقةً بين خطّين لأنابيب النفط مُدِّدا عام ١٩٣٠، ووافق هذا الموقع قبّة الإيوان الغربي لمدفن طاعي الجاثم على عمق سبعة أمتار تحت الأرض. أدرك المسؤولون المحليّون على الفور أهميّة ما عثروا عليه وسارعوا بإخطار مديريّة الآثار التي نظمت حملةً للتنقيب استغرقت عدّة أسابيع. 


توصّل الآثاريّون إلى نتيجةٍ مفادُها أنّ المدفن نُهِب قديماً قبل أن يتوارى عن الأنظار تحت وطأة الرمال والأتربة التي جرفتها السيول ويطويه النسيان. من المحتمل أنّ زخارف المدفن استُعْمِلَت في تزيين الدور التدمريّة اللاحقة، ومع ذلك يقي ما يكفي من كنوز النحت التي لا تقدّر بثمن، والتي سنتعرّض إلى بعضِها في الأيّام القليلة المقبلة في سياق الحديث عن مقتنيات متحف دمشق الوطني.  


تمّ العثور على باب المدفن تحت مستوى الأرض بخمسة أمتار وسبعة أعشار المتر، ثمّ كُشِفَ درجٌ طويلٌ وضيّق يصل الرحبة الصغيرة أمام الباب مع العالَم الخارجي. هذا الدَرَج مؤلّف من ٢٧ درجة ويمتدّ على تسعة أمتار وعشر المتر ويبلغ عرضُهُ مترين. انتُزِعَت الدرجات السبع الأولى في زمنٍ غير محدّد. يبلغ الفرق بين مستوى الدرجة الأولى ومستوى الأرض الحاليّة ستّة أعشار المتر. الحجر المُسْتَعْمَل هو الجصّ الطري. 


أنواع المدافن التدمريّة ثلاثة: المدافن تحت الأرض hypogeum (على سبيل المثال مدفن يرحاي الذي أُعيدَ إنشاؤه في متحف دمشق، ومدفن طاعي قيد الحديث)، المدافن الأبراج، والمدافن المنازل؛ هذه الأخيرة على شاكلة أبنية المعابد التدمريّة.



سليم عادل عبد الحقّ. مدفن أسرة طاعي. الحوليّات الأثريّة السوريّة، المجلّد الثاني، الجزء الأوّل والثاني ١٩٥٢. 




Salīm ʿAdil ʿAbdul-Ḥaqq. Ṭāʿī Palmyrene Family's Hypogaeum (Arabic) . Les Annales Archéologiques Arabes Syriennes I-II  1952 (p. 7-50).


No comments:

Post a Comment