Tuesday, February 4, 2020

بيت وجيه الأيّوبي


كان حيّ الصالحيّة على سفوح قاسيون معزولاً عن دمشق عندما تشكّلت نواته في القرن الثاني عشر للميلاد مع نزوح بني قدامة من فلسطين واستمرّ كذلك لمئات السنين حتّى أواخر القرن التاسع عشر. مع مطلع القرن العشرين قام عدد من الأثرياء ببناء دور رحبة أنيقة على طرز غربيّة أو هجينة في الصالحيّة وامتدادها الغربي إلى حيّ المهاجرين الحديث وعلى الطريق الذي يصل بينها وبين دمشق الذي توسّع العمران على أطرافه في عهد الانتداب الفرنسي إذ أصبح قبلة للأوروبييّن المقيمين في المدينة.  

تعود الصور الملحقة بعدسة البارون Oppenheim إلى عشرينات القرن الماضي. الصورة العليا للّوحة الأولى معنونة "أعضاء البعثة مع عائلة الأيّوبي في دمشق" والثانية "وجيه بك الأيّوبي وإثنان من أطفاله في حديقة بيته في دمشق". المعضلة هنا ذات شقّين: الأوّل من هو وجيه الأيّوبي والثاني أين يقع هذا البيت؟

آل الأيّوبي أسرة معروفة في دمشق ينسب بعض أفرادها إلى أصول كرديّة وبرز منها في القرن العشرين عدد من الرجالات البارزين علّ أشهرهم عطا الأيّوبي ١٨٧٧-١٩٥١ الذي تبوّأ أرفع المناصب في الثلاثينات والأربعينات وهناك أيضاً رئيس الوزراء محمود الأيّوبي ووزير الماليّة صادق الأيّوبي من عقد السبعينات. عن وجيه الأيّوبي بالذات لم أحصل على الكثير من المعلومات وإن ذكر أنّه -وجيه الأيّوبي الدمشقي- قدّم فتوى للإمضاء أصدرها علماء سوريا وفلسطين عندما أعلن حسين بن علي ما يسمّى بالثورة العربيّة الكبرى وتقول هذه الفتوى بخروج الشريف حسين عن المسلمين ووجوب محاربته.

ذكر كبريت "بيت الأيّوبي" في دراسته عن دور دمشق مع مخطّطات ومقاطع ومساقط  لهذا البيت ولكن دون أي شرح أو تعليق أو خلفيّة وليس من الواضح إذا كان البيت المقصود بيت وجيه أو عطا أو حتّى إذا كانا نفس البيت. بالتدقيق في الصورة نرى الكثير من أوجه التشابه بين بيت الأيّوبي هذا وبين قصر عثمان نوري باشا المبني في أواخر القرن التاسع عشر في منطقة العفيف والذي أصبح لاحقاً مقرّاً للسفارة الفرنسيّة. يقع شارع عطا الأيّوبي بمحاذاة السفارة الفرنسيّة من الجنوب (وهو موازٍ لشارع نوري باشا الذي يقع بينه وبين الجسر الأبيض ونهر تورا) ويتقاطع من جهة الغرب مع شارع العفيف-طريق الصالحيّة. 

لا شكّ أنّ هذه الدار كانت تسترعي الانتباه حجماً وبذخاً في محيطها آنذاك ولا ريب أنّ هذا المحيط تغيّر كثيراً منذ التقاط الصورة قبل خمسة أجيال ومن المؤسف أنّنا لا نملك المزيد من الصور عنها وعن حديقتها وجوارها اللهمّ إلّا ما كان مدفوناً في أرشيفات تراكم عليها الغبار في مكان علمه عند الله. 

الصوره الأولى المصطبه..والبيت يسار الصوره موجود الى الان مع جزيل الشكر للأستاذ أسامة مهدي الحفّار

اللوحة الثانية لصور ملتقطة من الشمال والغرب لمنحدرات قاسيون "قرب دمشق" قبيل العهد الذي ابتلعت فيه المدينة ضواحيها بخطى وئيدة في البداية وبطفرات غيّرت تضاريس الأرض إلى غير عودة مع نهاية القرن العشرين. 




زكريّا محمّد كبريت. البيت الدمشقي طبع عام ٢٠٠٠. 









Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009. 




   



  

No comments:

Post a Comment