Thursday, August 14, 2025

ريتشارد فرانسيس برتون

 


ريتشارد برتون (١٨٢١-١٨٩٠) دپلوماسي ومستشرق بريطاني شغل منصب قنصل بريطانيا في دمشق من ١٨٦٩ إلى ١٨٧١. كانت العلاقات وديّة للغاية بين بريطانيا العظمى والإمبراطورية العثمانية خلال معظم القرن التاسع عشر حيث قامت إنجلترا بمساعدة العثمانييّن خلال حملة ناپوليون (١٧٩٨-١٨٠١) ثمّ أعانتهم في طرد إبراهيم باشا من سوريا عام ١٨٤١ وفي حروب العثمانييّن مع المسكوب (الروس) لاحقاً. دُعيَ ممثّل بريطانيا في القسطنطينيّة الإلشي (أي السفير) العظيم.

أتقن الكاپتن برتون العديد من اللغات وألّف وترجم الكثير من الكتب كما كان لديه إلمامٌ كافٍ بالدين الإسلامي حتّى ظنّه الكثيرون مسلماً واستطاع بهذه الصفة أن يزور مكة. كانت فترة إقامته في دمشق مثمرةً للغاية رغم القلاقل السياسيّة والمشاكل الطائفيّة ونجح بمصادقة العديد من أعيان المدينة ومن أبرزهم الأمير عبد القادر الجزائري، ولكنّه أيضاً ألّب الكثيرين من الأعداء المتنفّذين ضدّهُ بسبب استقامته - أو على الأقلّ هكذا ادّعت قرينتُهُ الليدي إيزابيل التي كانت تحبّه وتجلّه إلى أقصى الحدود  - وحياده و دفاعه عن المظلومين وانتهى الأمر بإقالته من منصبه واستدعاءه من دمشق. ساهمت ثلاثةُ عواملٍ في هذه النتيجة المؤسفة حسب الليدي إيزابيل:

أولاً- تدخّله للحدّ من استغلال بعض كبار المرابين من يهود دمشق للمَدِينين الفقراء. أطلقت الليدي إيزابيل على هؤلاء التجار دون أن تسمّيهم لقب "شايلوك" بعد أن أكّدت بما لا يحتمل الشك حبّها واحترامها لليهود بما يعجز عن وصفِهِ اللسان. كانت النتيجة أن اشتكى المرابون إلى بعض أثرياء ووجهاء بريطانيا اليهود ومنهم آل روثتشيلد والسير موزس مونتفيور وفرانسيس غولدسميد وكان هناك من اتّهم الكاپتن برتون وقرينته بعداء الساميّة.

ثانياً- تدخّل الكابتن برتون في نزاع بين يهود الناصرة والمسيحييّن الأرثوذوكس وهذه المرة أخذ جانب اليهود.

ثالثاً- دسائس والي دمشق الفاسد محمّد راشد (أو رشيد) باشا (١٨٦٥-١٨٧١) الذي عُزِلَ بعد رحيل الكاپتن برتون بفترةٍ وجيزة.


اللوحة للملحقة للكابتن برتون متنكّراً بزيّ الحاجّ عبد الله. 



Isabel BurtonThe Inner Life of Syria, Palestine, and the Holy Land, Volume 1.

Isabel BurtonThe Inner Life of Syria, Palestine, and the Holy Land, Volume 2

Richard Burton 


No comments:

Post a Comment