من الواضح أنّ هذا المشهد يمثّلُ احتفالاً دينيّاً، يشترك فيه ثلاثة سدنة يظهرون على يسار الناظر. لا ريب أنّ الشخصين الثاني والثالث من الكَهَنة، بدلالة القلنسوة العالبة المدبّبة، والثوب الأبيض الذي لا تشوبُهُ شائبة، والأقدام الحافية، والأدوات المستعملة (الإناء والمبخرة) في طقوسٍ من هذا النوع. دور الأشخاص الثمانية المتبقّين في هذا الطقس أقلّ وضوحاً للوهلة الأولى. مع ذلك لا بدّ أنّهم يشاركون في الشعائر، نظراً لوقوفهم في وضعيّة الصلاة ورفعِهم أيديهم اليمنى وتوجيه راحاتها إلى الأمام. ها نحن إزاء إحدى هذه العبادات السوريّة المتنوّعة المصادر، والتي لا نعرف عنها الكثير. من المحتمل أنّ هذه العبادة مزجت تقاليداً بابليّةً قديمة مع العديد من العناصر الإيرانيّة.
تساعدُ الأسماء التي نَقَشَها الفنّانُ على أسفل سبعة من هؤلاء الأشخاص في تفسير هذا المشهد إلى حدٍّ ما. لا بدّ أنّ الشخص على اليسار هو ربّ الأسرة، على الرغم من غياب إشارة صريحة إلى ذلك، وأنّ الفتاة بيثنانايا، إلى اليسار منه ومن الكاهنين، هي ابنته، وأنّ الفتيان المُرْد الثلاثة، ديوجينيس وليزياس وفطرقل، أبناؤه، وانّ ابن هذا الأخير كونون (المسمّى على اسمِ جدِّهِ) حفيدُهُ. هناك أيضاً الأطفال الثلاثة على النسق الأدنى ورأينا أنّ أحدهم يدعى نيكوستراتوس ابن كونون، وليس من الواضح إذا كان هذا الكونون ربَّ العائلة أم حفيدَه.
باختصار شارك كافّة أفراد العائلة بمنتهى الورع في هذا الاحتفال الديني، تحت إشراف كاهنين بمساهمةٍ من رأس الأسرة.
الصورة بعدسة دينا البدوي.
No comments:
Post a Comment