Tuesday, October 14, 2025

الڤترينة الأولى: الخزف المزجّج بالأحمر

 


تنتمي الآنية في خزانة العرض الأولى إلى مجموعة الخزف المزجّج بالأحمر، ويُدْعى أيضاً "الفخّار المختوم"، نسبةً إلى الزخارف التي دُمِغَت عليهِ، أو الأرتاني، نسبةً إلى مدينة Arezzo الإيطاليّة (Arretium باللاتينيّة). يعود أصل هذا الخزف إلى آسيا الصغرى (پرجامون) وجزيرة ساموس، أمّا عن وصولِ صناعَتِهِ إلى الكمال فكان في ورشات Arezzo في إيطاليا التي صدّرت منتجاتِها، في القرنين الأوّل قبل الميلاد والأوّل الميلادي، إلى كافّة أنحاء الإمبراطوريّة الرومانيّة. مع مرور الوقت، قلّد المصريّون والفلسطينيّون والسوريّون والغاليّون والجرمان هذه المنتجات.  


اشتُقّت أشكال هذه الآنية من النماذج اليونانيّة والهلنستيّة خصوصاً. الزخارف في منتهى البساطة وتتلخّص في دوائر أحاديّة المركز، أو خطوط صغيرة تُنْقَش في الصلصال والبرنيق، أو زخارف بارزة يمكن الحصول عليها باتّباع إحدى الطرق الثلاثة الآتية:


- تطبيق الزخارف على عجينة الصلصال باستعمال أداة دمغ أو بالعاميّة "صطمبة"

- تكوين العناصر الزخرفيّة على عجينة الصلصال بإبرازِها على سطح الإناء الأملس.

- استخراج الإناء، بجِسْمِهِ وزخارِفِهِ البارزة، من قالبٍ أعِدّ مسبقاً لهذه الغاية، ثمّ تشكيل قاعدة القطعة ومماسِكِها وحوافِّها كلٌّ على حدة.


بضاف إلى التزجيج أحياناً برنيقُ شفّاف، يزيد في لمعانِهِ إلى درجةٍ كبيرة.


عُثِرَ في مُخْتَلَف أنحاء سوريّا على أعدادٍ كبيرة من هذه الآنية الحمراء المزجّجة، ممّا يعني تواجد العديد من مراكز تصنيعِها عبر الإقليم. أسفر التنقيب في حماة خصوصاً عن نماذج متنوّعة تحملُ دمغاتٍ ونقوشاً كتابيّةً يونانيّة. 


النصّ: تعريب عن عبد الحقّ (صفحة ٨٢).





Sélim et Andrée Abdul-Hak. Catalogue Illustré du Département des antiquités Gréco-Romaines au Musée de Damas, 1951.

No comments:

Post a Comment