وصف الدكتور عبد القادر ريحاوي هذا المجمّع الواقع إلى شرق التكيّة السليمانيّة في عدد الحوليّات الأثريّة السوريّة الصادر عام ١٩٥٧ ودرس المعطيات المتعلّقة بتاريخها مفنّداً الزعم الذي يعزوا بنائها للسلطان سليم (الأوّل أو الثاني) وهو خطأ شائع في كثير من المراجع وإلى اليوم.
تقع المدرسة شرق التكيّة السليمانيّة وهي أصغر من هذه الأخيرة وأقلّ بذخاً وإن اتّفقت معها في الخطوط العامّة.
تتوزّع صفوف من الغرف الصغيرة على أضلاع المجمّع الأربعة (المخطّط الملحق) وتفصل بينها وبين الصحن المركزي أروقة مسقوفة بقبيبات محمولة على أعمدة قصيرة. تتوسّط بركة مستطيلة الصحن ونرى على ضلعه الجنوبي بناءً مربّعاً تعلوه قبّة كبيرة صممّت لتكون مصلّى للمدرسة.
لهذه التكيّة أو المدرسة باب رئيس واحد يقع في الشمال وأربعة أبواب ثانويّة في جهات أخرى. تبعد هذه العمارة عن نظيرتها الغربيّة خمسة عشر متراً على وجه التقريب وهي ليست مسوّرة. نعاين على ضلعها الشمالي الخارجي نسقاً من الدكاكين على طول خمسة وثمانين متراً يقابله ويوازيه في الشمال نسق آخر يتوسّطه باب واسع يواجه باب المدرسة الرئيس. يشكّل هذان الصفّان من الدكاكين سوقاً هدم جانب من جناحه الشمالي ليحلّ محلّه بناء حديث لوزارة التربية والتعليم.
باستقراء المصادر التاريخيّة توصّل ريحاوي إلى النتائج التالية:
أوّلاً: جميع الروايات القديمة تتفّق أنّ سليمان القانوني بنى في دمشق تكيّة وجامعاً ومدرسة.
ثانياً: المدرسة السليمانيّة بناء مستقلّ عتن التكيّة.
ثالثاً: المدرسة السليمانيّة هي البناء المستقلّ الواقع شرق التكيّة بدلالة ورود اسمها في المصادر القديمة وغياب اسم المدرسة السليميّة من هذه المصادر.
الخلاصة بنيت التكيّة السليمانيّة (الغربيّة) بين الأعوام ٩٦٢-٩٦٧ للهجرة (١٥٥٤-١٥٥٩ للميلاد) بأمر من سليمان القانوني الذي أصدر تعليماته لاحقاً ببناء المدرسة إلى الشرق منها ليتمّ إنجاز هذه الأخيرة عام ٩٧٤ (الموافق ١٥٦٦) وهي السنة التي توفّي فيها ليتولّى ابنه سليم الثاني مقاليد الحكم. سمّي البناء الشرقي المدرسة السليمانيّة ومع مرور الزمن نسيت هذه التسمية ونسب الناس المجمّع الغربي للسلطان سليمان والشرقي لأبيه (أو ابنه) سليم ووقع كثير من كبار العلماء في تاريخ ليس بالبعيد بهذا الخطأ منهم Jean Sauvaget وخالد معاذ وسليم عبد الحقّ (مشاهد دمشق الأثريّة) وغيرهم.
المزيد من التفاصيل في الروابط والمراجع أدناه.
A. Q. AI-Rihawi, E. Ouéchek. Les deux "Takiyya" de Damas. La "Takiyya" et la "Madrasa" Sulaymaniyya du Marg, et la "Takiyya" as-Salimiyya de Salihiyya. Bulletin d'Etudes Orientales Volume 28 - 1975.
No comments:
Post a Comment