Saturday, April 25, 2020

التكيّة والمدرسة السليمانيّتان


صادفت هذا البحث للمرّة الأولى في مقال للدكتور عبد القادر ريحاوي والأستاذة إميلي عويشق بالفرنسيّة نشر في العدد الثامن والعشرين مجلّة الدراسات الشرقيّة الصادر عام ١٩٧٥. تبيّن لي لاحقاً أنّ هذا البحث لا يعدوا كونه صياغة فرنسيّة لمقال سابق لريحاوي رأى النور في عدد عام ١٩٥٧ للحوليّات الأثريّة السوريّة بعنوان الأبنية الأثريّة في دمشق: التكيّة والمدرسة السليمانيّتان. من المؤكّد أنّ هذا العدد طبع ووزّع عام ١٩٥٨ بدلالة الإشارة إلى المجلّة التي "تصدرها مديريّة الآثار العامّة في الإقليم الشمالي من الجمهوريّة العربيّة المتّحدة". التركيز في هذه الدراسة على هويّة باني التكيّة الشرقيّة إذ من المعروف أنّ مجمّع السليمانيّة يتمركز حول بنائين أحدهما غربي لا لبس في كونه شيّد في عهد سليمان القانوني والثاني شرقي تحديد المسؤول عنه أكثر إشكاليّة.

الموقع شرق سور مدينة دمشق على الضفّة الجنوبيّة لنهر بردى وهو أشهر من نار على علم لكلّ من سكن دمشق أو حتّى زارها. شغله قديماً القصر الأبلق الذي بناه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (النصف الثاني للقرن الثالث عشر للميلاد) وذكر الغزّي في الكواكب السائرة أنّ السلطان سليم الأوّل -فاتح سوريا ومصر-  نزل فيه خلال إقامته في المدينة في العام ٩٢٢ للهجرة (١٥١٦-١٥١٧ للميلاد). هدم هذا القصر لاحقاً ليحلّ محلّه مجمّعان أو عمارتان عثمانيّتان إحداهما غربيّة والثانية شرقيّة (المخطّط الملحق). 



المجمّع الغربي هو الأكبر ويتبع نماذج القسطنطينيّة ضامّاً تكيّة وجامعاً يحيطها سور ذو ثلاثة أبواب الرئيس منها الشمالي تتقدّمه قبّة صغيرة على أعمدة وثاني شرقي وثالث غربي. يقسم الخطّ الواصل بين البابين الشرقي والغربي عبر الصحن السماوي المركزي المجمّع إلى قسمين شمالي وجنوبي. تحيط بالقسم الجنوبي أروقة مسقوفة بقبيبات ويحتلّ الجامع مع مئذنتيه الضلع القبلي وتواجهه بحرة مستطيلة من جهة الشمال بينما نرى على كلّ من الضلعين الشرقي والغربي ستّة غرف مربّعة يتقدّمها من الداخل رواق معمّد يفصل بينها وبين الصحن. هذه الغرف مخصّصة لنزلاء التكيّة (متصوّفة وحجّاج وزوّار). القسم الشمالي فيه مستودعات ومطبخ في الوسط وقاعتين كبيرتين إحداهما على الضلع الشرقي والثانية على الغربي. 

تتركزّ الزخرفة في الجامع من الرخام والقاشاني والنوافذ الجصيّة المطعّمة بفصوص الزجاح الملوّن والمقرنصات والمحراب وما إلى ذلك بينما تزيّن الحدائق الجانبيّة بين السور والأبنية بقيّة هذه الآبدة العريقة. 



بوشر بناء التكيّة الغربيّة عام ٩٦٢ للهجرة (١٥٥٤-١٥٥٥ للميلاد) وانتهى بعد ثلاث سنوات. 

للحديث بقيّة. 

A. Q. AI-Rihawi, E. Ouéchek. Les deux "Takiyya" de Damas. La "Takiyya" et la "Madrasa" Sulaymaniyya du Marg, et la "Takiyya" as-Salimiyya de Salihiyya. Bulletin d'Etudes Orientales Volume 28 - 1975. 

No comments:

Post a Comment