لم يبق من أقواس فتحات الباب الشرقي الرومانيّة الأصليّة إلّا القوسين الجانبيّتين والفقرتين claveaux السفليّتين من القوس المركزيّة الكبيرة وكلّ ما نراه عدا ذلك اليوم أضيف خلال حملات متعدّدة للترميم اعتباراً من خمسينات القرن الماضي (حسب الدراسة الفرنسيّة في الرابط أدناه بينما يقول الأستاذ المهندس عدنان مفتي أنّ الترميم بدأ عام ١٩٦١ والصورة الملحقة تعود للعهد الذي أجري فيه هذا الترميم).
أوّل من قدّم تصوّراً ومخطّطاً للباب الشرقي (أو القوس/النصب التذكاري إذا شئنا) كما كان زمن الرومان هما العالمان الألمانيّان Wulzinger و Watzinger في دراستهما عن دمشق القديمة التي رأت النور ١٩٢١ (تمّ جمع معطيات هذه الدراسة خلال أعوام الحرب العالميّة الأولى). ارتأى المستشرقان أنّ المستوى الأصلي للشارع القديم الذي يبدأ من الباب الشرقي متّجهاً إلى الغرب موجود على عمق ثلاثة أمتار تحت المستوى الحالي وأكّدت المقاسات التي أخذت خلال أعمال حفريّات قامت بها البلديّة عام ٢٠٠٨ صحّة هذه الفرضيّة وكشفت بنفس الوقت العديد من آثار الرواق الشمالي (قطع من أعمدة وتيجان وما إلى ذلك).
رأينا كيف تمّ سدّ الفتحتين الوسطى والجنوبيّة في القرون الوسطى وكان ذلك على ارتفاع بلغ حوالي أربعة أمتار باستعمال ثلاثة إلى أربعة مداميك من الأحجار الكبيرة (المدماك السفلي مكوّن من قطع أعمدة) ومن ثمّ على ارتفاع قارب التسعة أمتار استعملت لسدّ الفراغ فيه لبنات moellons صغيرة.
عدنان مفتي. مشروع ترميم الباب الشرقي بدمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد السادس عشر (١٩٦٦).
No comments:
Post a Comment