Tuesday, April 30, 2019

بين السورين


تمتدّ منطقة بين السورين من باب الفراديس (أو باب العمارة) شرقاً إلى باب الفرج غرباً وترجع التسمية لكونها واقعة بين السور القديم (الذي يتبع مسار السور البيزنطي) جنوباً وسور بني في أواخر العهد الأيّوبي على طول ٦٥٠ متر بين باب السلامة وباب الفرج إلى شمال السور القديم بمسافة ٤٠-٥٠ متر. 

المساحة المضافة للمدينة بتوسيع السور صغيرة ولا تبرّر الجهد والنفقات المبذولة وبالتالي فأهميّة هذا العمل عسكريّة ودفاعيّة بالدرجة الأولى إذ أصبحت قناة العقرباني داخل جدران المدينة وشملت الأبنية طاحونتين محصّنتين عند باب الفرج وباب السلامة لتعزّز تموين دمشق بالماء والغذاء. 

وقعت الدكتورة  Dorothée Sack  في خطأ تاريخي عندما عزت بناء السور الجديد الشمالي إلى نور الدين زنكي بخلاف جميع المعطيات التاريخيّة عمليّاً سواءً كانت نصوصاً أو نقوشاً كتابيّةً. ترك الأتابك نور الدين معالماً كثيرة داخل المدينة (حمّام البزوريّة والمدرسة النوريّة على سبيل المثال وليس الحصر) وفي سورها الذي رمّمه وأعاد بناء عدد من أبوابه التي أضاف إليها باشورات ومآذن ولكن السور الشمالي الجديد يعود لأربعينات القرن الثالث عشر بعد وفاة نور الدين بأكثر من ستين سنة. 

اندثر السور الجنوبي القديم بالكامل تقريباً اللهمّ إلّا على امتداد حوالي ٣٠ متر في جوار باب الفرج حيث تصل طاحونة بين السورين. 

فلنتعرّف أخيراً على أهمّ معالم هذا الحيّ من خلال الخريطة المرافقة مع التنويه أنّ المدرسة العادليّة الكبرى (رقم ١١) والمدرسة الظاهريّة (رقم ١٣) وحمّام الملك الظاهر (رقم ١٢)  وبيت سعيد القوّتلي أو لاحقاً بيت السمّان-المرادي (رقم ١٤) وحمّام السلسلة (رقم ١٥) تقع داخل السور القديم الجنوبي:

١. باب العمارة أو الفراديس (الخارجي أو الجديد).

٢. باب الفرج (الخارجي أو الجديد).

٣. السور الخارجي الجديد الذي أسمته المؤلّفة خطأً بسور نور الدين.

٥. جامع باب الفرج.

٦. جامع العمارة (يقابله إلى الغرب المدرسة المجاهديّة البرّانيّة وهي غير ظاهرة في الخريطة). 

٧. باب الفرج الداخلي القديم (جنوبي). 

٨. حمّام المناخليّة

٩. بيت الأمير عبد القادر الجزائري (أعتقد أنّ الموقع على الخارطة مغلوطّ وأنّ البيت يقع بالأحرى إلى شرق باب الفراديس مع التحفّظ بأنّ هناك عدّة بيوت للجزائري ولربّما تواجد أحدها في المكان الذي حدّدته المؤلّفة خصوصاً وأنّ الدكتور Stefan Weber نقل عنها وجود أحد هذه البيوت في نفس الموقع). 

١٠. سبيل بين السورين

١٦. باب الجنان أو باب الفراديس-العمارة القديم





Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Portes et murailles de Damas de l'Antiquité aux premiers Mamlouks

Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation
1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009

Monday, April 29, 2019

قنوات-تعديل


القنوات أحد ضواحي دمشق التاريخيّة خارج السور إلى الجنوب الغربي من المدينة القديمة بداية من باب الجابية واستمراراً بشارع أو سوق باب سريجة متمركزاً حوله وفي جواره وامتذّ لاحقاً ليشمل المنطقة بين محطّة الحجاز شمالاً ومشفى المجتهد جنوباً وما ورائهما إلى الغرب . استقرّت أسر الوجهاء فيه خاصّة من الضبّاط في القرن التاسع عشر بمنازل يبلغ علوها من طابقين إلى طابقين ونصف وكان في الأصل منطقة بساتين بقيت آثار منها حتّى منتصف السبعينات. يقع حيّ التعديل في مثلّث ضلعه الشمالي شارع القنوات (نسبة للقنوات الرومانيّة) والجنوبي شارع باب سريجة والشرقي شارع خالد ابن الوليد .

الحي كبير نسبيّاً ويمكن تقسيمه بالتالي إلى أكثر من مركز كما يلي:

أوّلاً:  مجمّع مسجد عمر ابن الخطّاب (رقم ٧ على الخريطة) والحمّام الجديد (رقم ٨) وزاوية الهنود (رقم ١٠) وزاوية وبيت أبي الشامات وجميعها تقع في أو حول النصف الشرقي لشارع باب سريجة.

ثانياً: مجمّع جامع عزّ الدين (رقم ١١) وحمّام عزّ الدين (رقم ٦) غرب سابقتها تقريباً في منتصف الخطّ الواصل (أي شارع باب سريجة) بين باب الجابية وشارع خالد ابن الوليد.

ثالثاً: مجمّع جامع وحمّام التوريزي أو التوريزي (جنوب غرب الحيّ: لا يظهر في الخارطة). 

رابعاً: التعديل ونرى عند مدخله الشمالي جامع التعديل (رقم ٢ على الخريطة) الذي تقع تربة أبي عصية (ولي الحارة المدفون فيها ١٥٩١-١٥٩٢ للميلاد) على ضلعه الجنوبي. يبعد سيبل الحيّ (رقم ٤) أو سبيل التعديل على بعد حوالي ٢٠٠ متر إلى جنوب الجامع. الحيّ قريب من شارع وسوق باب سريجة ويعتمد عليه للتبضّع والتزوّد بالحاجيّات الضروريّة. 

المناطق المظلّلة على اليسار (رقم ٥) بساتين أو على الأقلّ كانت كذلك عندما جمعت الدكتورة Sack المواد الأوّليّة لكتابها في منتصف السبعينات. 





Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.


Sunday, April 28, 2019

حارات وطرقات دمشق


يمكن تصنيف الطرقات في دمشق التاريخبّة إلى ثلاث درجات حسب عرضها:

١. الشوارع: تتراوح وسطيّاً بين ٤ إلى ٨ أمتار وتصل الأحياء مع بعضها. تسمح هذه الشوارع بمرور جملين بما حملا  إلى جانب بعضهما البعض والمحتسب مسؤول عن بقاء هذه الشوارع سالكة. بعض الأمثلة الشارع المستقيم وشارع باب توما داخل السور وشوارع الميدان وباب سريجة خارجه.

٢.  الدروب: ٢-٤ متر ويجب أن تسمح بمرور حمارين رازحين تحت الأثقال. تتجمّع دور العبادة والحمّامات والسبل حول الدروب وتتواجد الأسوق الصغيرة (السويقات) لدى تقاطعها.

٣. الأزقّة المتفرّعة من الدروب ولا يزيد عرضها عن ١-١.٥ متر وتتوزّع داخل الحارات وتتمتّع بدرجة من الخصوصيّة إذ يتمّ إغلاقها بأبواب تكاد لا تتميّز عن أبواب البيوت تنتهي عنده صلاحيات المحتسب الذي لا يستطيع دخول الزقاق إلّا بطلب من أحد سكّان الحارة. الأزقّة نظيفة بشكل ملفت للنظر وتعكس نظافة البيوت المطلّة عليها.

لباب الحارة باب أصغر في وسطه يستعمل لمرور المشاة فقط عندما يتمّ إغلاق الباب الكبير في الليل وهناك حارس على هذا الباب. اختفت أبواب الحارات في كثير من المواضع منذ أجيال فمثلاً حيّ باب توما أعيد بناؤه بالكامل بعد فتنة ١٨٦٠ مع ما يترتّب على ذلك من زوال كثير من المعالم القديمة. 

يغلب الطابع الريفي على بعض الحارات كما في حارة الأنطوش ؟! داخل السور وجنوب غرب الباب الشرقي حيث نرى حول أبنية الكنائس منازلاً صغيرة وبسيطة من طابق أو طابقين مشيّدة باللبن على غرار مثيلاتها في الغوطة وبقايا بساتين داخل السور (مثلاً ٨ و  ١٠ في الخريطة الملحقة) تشكّل امتداداً للبساتين خارجه (٥ و ٩ و ١٤ في نفس الخريطة). بيوت دمشق التاريخيّة كانت حتّى مطلع القرن العشرين ملكاً لأصحابها وغير معروضة للإيجار (أو هكذا تقول المؤلّفة ولربّما كانت القصور التي قطنتها القنصليّات الأجنبيّة استثناءً).  

عودة على حارة الأنطوش ؟! المذكورة نرى من الخريطة أنّها -على تواضع بيوتها النسبي- كانت مقرّاً لعدد من أهمّ دور العبادة المسيحيّة: مطرانيّة السريان الكاثوليك (رقم ٣) وكنيسة الأرمن الأورثوذوكس (رقم ٤) وكنيسة الزيتون للروم الكاثوليك (رقم ٦) وملحقاتها. 




Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.


Saturday, April 27, 2019

طالع المياه


الطالع هو موزّع للمياه ونظام الطوالع التاريخي أمّن احتياجات دمشق المائيّة جتّى جرّ مياه عين الفيجة في مطلع القرن العشرين. اعتمدت المدينة على نهر بردى للشرب والاستهلاك العامّ والمنزلي حتّى نهاية القرن التاسع عشر ورمّمت الشبكة عام ١٨٦٠. زوّدت قناتا بانياس والقنوات المدينة داخل السور باحتياجاتها عبر قنوات رئيسة تتفرّع بدورها إلى قنوات ثانويّة وتواجدت الطوالع عند نقاط التفرّع.  

المخطّط الملحق لطالع البيمارستان النوري كنموذج لسائر الطوالع وهو عبارة عن حوض مغلق ومسقوف يتألّف من حجرة مركزيّة A ترتبط بها على محيطها حجيرات (١-١٠ في هذه الحالة) أو أحواض صغيرة متباينة الأبعاد عبر فتحات يتفاوت عرضها توزّع الماء إلى البيوت والأبنية. تتراوح أبعاد الطالع بين ١٢٠ x ١٢٠ سم إلى ٦٠ x ٦٠ سم وكان مزوّداً بغلق أو سكر لضبط مقدار المياه. هناك طوالع رئيسة (على مستوى الجيّ) وطوالع ثانويّة (على مستوى البيت أو البيوت المتجاورة) ولهذه الأخيرة سكر أو شبك معدني مثلها مثل الطوالع الخارجيّة. تنساب المياه من الأعلى إلى الأسفل مستفيدة من انحدار الأرض. 

آلت صيانة الطوالع (سدّ أماكن التسرّب بالطين والتبن)  إلى شاوي الحارة العالم الخبير بعددها وأماكن تواجدها والمسؤول عن جباية فاتورة المياه وقطعها عن المتلكّئين في تسديد المعلوم عن طريق إغلاق السكر إلى أن تجفّ الحجيرة المتّصلة به.  

حدّد حجم الحجيرات المقدار الأقصى من الماء المخصّص لمبنى معيّن ويمكن ترشيد الاستهلاك عن طريق فتح السكر جزئيّاً أو كلّيّاً.  


1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

2. Richard Thoumin. Notes sur l'aménagement et la distribution des eaux à Damas et dans sa Ghouta. Bulletin d'Etudes Orientales Volume 4 - 1934. 

3. René Tresse. L'irrigation dans la Ghouta de Damas. Revue des Études Islamiques, 1929.

4. Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924. 

Friday, April 26, 2019

شبكة مياه دمشق


تمّ تزويد المدينة داخل السور بالمياه بالدرجة الأولى حتّى مطلع القرن العشرين (أي حتّى جرّ مياه الفيجة بداية بعهد ناظم باشا)  عن طريق إثنين من فروع بردى: بانياس والقنوات. أولوية استعمال المياه للأوابد الدينيّة وخصوصاً الجوامع ثمّ الحمّامات ثمّ البيوت الموسرة وأخيراً سائر الناس. على اعتبار أنّ الأحياء المسلمة تقع في الغرب فنصيبها من المياه النظيفة أفضل من المسيحيّة واليهوديّة إذ يتزايد تلوّث المياه مع زيادة الاستعمال من الغرب إلى الشرق ويتمّ التعويض عن ذلك في الأحياء الشرقيّة بالآبار. 

هناك أيضاً العيون شمال المدينة والتي تستمدّ مياهها من قناة تورا مستفيدة من انحدار الأرض ونعاين على الخريطة (وضعها Wulzinger و Watzinger) عام ١٩٢٤ عين الكرش (رقم IV) وعين علي (رقم V) وعين الزينبيّة (رقم IX). 

يجري بانياس إلى جنوب بردى والقنوات جنوب بانياس. يمرّ هذا الأخير وراء المتحف الوطني والتكيّة السليمانيّة ثمّ في صحن جامع تنكز على شارع النصر ومن إلى المرجة فالقلعة حيث يستمرّ شمالها في العقرباني ويتابع طريقه فيها حتّى الجامع الأموي ليغذّي الميضأة ومن ثمّ النوفرة شرق الجامع وضمن المعبد الروماني الخارجي peribolos (هناك نوفرة ثانية تواجدت شرق المدينة لدى حمّام البكري). في القلعة يعطي بانياس فرعاً جنوبيّاً يتابع مساره إلى الشاغور والباب الصغير في نهر قليط الذي يصرّف قاذورات القسم الغربي المدينة. 

يروي القنوات الحيّ المسمّى باسمه مع التعديل وباب سريجة ويدخل المدينة لدى باب الجابية ومنها تحت الشارع المستقيم. 

أدّى تزايد عدد السكّان وحجم الاستهلاك إلى تحوّل فروع بردى شيئاً فشيئاً إلى مصبّات للصرف الصحّي ومبعث للروائح الكريهة أضف إلى ذلك التلوّث من الغرب إلى الشرق الناجم عن المقاهي والمدابغ والمصابغ شمال المدينة وأبواب العمارة والسلامة وتفاقم الأمر في النصف الثاني للقرن العشرين حتّى في غرب المدينة حيث تتواجد مغاسل السيّارات.  


1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

2. Richard Thoumin. Géographie humaine de la Syrie centrale. Tours, Arrault, 1936. 

3. Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924. 

Thursday, April 25, 2019

دمشق من العبّاسييّن إلى الأيّوبييّن


بدأ العهد العبّاسي في دمشق عام ٧٥٠ للميلاد ولم يترك معالماً تستحقّ الذكر في المدينة باستثناء قبّة الخزنة في صحن الجامع الأموي إذ تهمّشت المدينة وبلاد الشام عموماً مع انتقال مركز ثقل الإمبراطوريّة الإسلاميّة إلى الشرق. 

دام العهد الفاطمي من ٩٦٩ إلى ١٠٧٦ وعموماً لم يكن أفضل من سابقه مع حلول القاهرة محلّ بغداد وعلّ أسوأ المصائب التي حلّت بدمشق وقتها كانت حريق الأموي عام ١٠٦٩. تتلخّص بقايا هذا العهد أو تكاد في ضريح فاطمة بنت أحمد بن الحسين ابن السبطي في مقبرة الباب الصغير. 

دشّن أتسيز ابن أوق العهد السلجوقي وآلت المدينة بعدها لتتش ابن ألب أرسلان ومن ثمّ إلى ابنه دقاق الذي يرجع الفضل إليه في بيمارستان (مندثر) بناه لدى باب البريد وتخبرنا الدكتورة Dorothée Sack عن معاينة بقايا لهذا البيمارستان في بيت الشيخ قطنا تمّ توثيقها قبل إزالته عام ١٩٨٥ . تميّز العهد السلجوقي بانتشار مؤسّسة المدارس الدينيّة ولربّما كانت الصادريّة (دارسة) غرب باب البريد أقدمها في المدينة. دفن دقاق في قبّة أو خانقاه الطواويس (ضريح صفوة الملك) الذي كان واقعاً على الطرف الغربي لشارع بور سعيد الحالي (فؤاد الأوّل سابقاً) قبل هدمه عام ١٩٣٨ والفضل يعود للفرنسي Jean Sauvaget في وصفه والصورة التي التقطها هي الوحيدة المعروفة. أهمّ ما بناه السلاجقة في دمشق القلعة التي جدّدها ووسّعها الملك الأيّوبي العادل في مطلع القرن الثالث عشر. 

بعد السلاجقة أتى الأتابكة بداية بظهير الدين طغتكين (لسبب ما يسمّي البعض السلالة بالبوريّة نسبة لتاج الملوك بوري ابن طغتكين) ودام حكمهم حتّى عام ١١٥٤ عندما دخل نور الدين زنكي إلى دمشق.

يمكن اعتبار حكم نور الدين ١١٥٤-١١٧٤ استمراراً للعهد الأتابكي وإن حبّذ البعض إعطاء هذا العهد مكانة خاصّة نظراً للدور الحيوي الذي لعبه هذا الأمير ليس فقط في مقارعة الإفرنج وإنّما أيضاً كبانٍ للمدينة ومجدّد لسورها وأبوابها التي زوّدها بمآذن وباشورات (سدّ باب كيسان) ولا تزال المدرسة النوريّة والحمّام النوري تشهد على مآثره وهو أيضاً من باشر ببناء المدرسة العادليّة (عام ١١٧٢) التي أنجزت بعد حوالي نصف قرن من وفاته. 

الآثار الأيّوبيّة أكثر من أن يتّسع لها كتاب واحد بله هذه الأسطر المعدودة ومن المعروف أنّ العصر الأيّوبي في دمشق انتهى عام ١٢٦٠ أي بعد عشر سنوات من نهايته في مصر.

توسّعت دمشق في القرون الوسطى مع تطوّر أحياء العقيبة إلى الشمال والغرب (حول جامع التوبة الأيّوبي) والصالحيّة على سفوح قاسيون (مع مجيء بني قدامة في القرن الثاني عشر) وقصر حجّاج إلى الجنوب والغرب والشاغور إلى الجنوب. تشكّلت جميع هذه الأحياء خارج سور المدينة القديمة في دلالة واضحة على الازدهار العمراني من جهة والأمن النسبي من جهة ثانية في ظلّ سلطة مركزيّة قويّة رغم التحدّيات من الشرق والغرب.    


1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

2. Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de damas. Revue des études islamiques, 1934, cahier IV, p. 421-480.

3. Khaled Moaz & Solange Ory. Inscriptions arabes de Damas: les stèles funéraires. I. Cimetière d'Al-Bab Al-Sagir. Institut Français de Damas, Damas, 1977.

4. Sauvaget & Ecochard. Le tombeau de Ṣafwat al-Molk

Wednesday, April 24, 2019

قصر الخضراء


يجمع أغلب علماء الآثار أنّ قصر معاوية تواجد جنوب وشرق الجامع الأموي في مكان يقارب -إن لم يطابق- قصر العظم حاليّاً وقصر الذهب للنائب المملوكي تنكز قبله. جرت عدّة محاولات لتحديد مكان هذا القصر وعلّ أحد أفضل الدراسات في هذا المجال كتاب الدكتور Finbarr Barry Flood (الرابط أدناه). استنتجت الدكتورة Dorothée Sack بعد استقراء المعطيات الميدانيّة والتاريخيّة أنّ موقع الخضراء كان في النقّاشات (المساحة المظلّلة من الخريطة الملحقة)  بين جدار معبد المشتري الداخلي (أي ما يسمّى temenos الموافق لجامع بني أميّة الحالي كما رأينا) وبين سور المعبد الخارجي المندثر (أي peribolos) وعزّزت رأيها بالملاحظات التالية:

جدران الحيّ عموماً طينيّة ويخترق درب النقّاشات المنطقة بشكل مائل ومتعرّج من الرواق المعمّد الشرقي للحرم (أي الممتدّ من باب جيرون إلى الشرق والقيمريّة مروراً بالنوفرة) باتّجاه الغرب والجنوب. النقّاشات كانت أصلاً مشمولةً في المعبد الخارجي الذي غزته الأبنية شيئاً فشيئاً في القرون الوسطى وتزيّنه اليوم بعض البيوت الدمشقيّة الفخمة وعلى سبيل المثال بيت سليم القوّتلي (رقم ١١ في الخريطة) وبيت جبري (رقم ١٢).  

تتميّز ثلاثة أينية في النقّاشات عن غيرها ممّا يوحي بقدمها ومن الممكن بناءً عليه أن تعود أسسها إلى مطلع العهد الإسلامي (أي عهد معاوية). 

تربة معاوية (رقم 9 على الخريطة) وهي بشكلها الراهن أيّوبيّة وما يهمّنا هنا وقوع قواعدها تحت مستوى الطريق الحالي يثلاث إلى أربعة أمتار. 

بيت سكني (رقم ٦ على الخارطة) يحتوي على مزار وقبر الشيخ صالح الدسوقي الذي يعود -استناداً إلى زخرفة واجهته- إلى القرن الثامن عشر. ينخفض مدخل هذا البيت ثلاث درجات عن مستوى الطريق ويلاصق ضلعه الغربي بعض البيوت المتواضعة تليها مراحيض عامّة جرى تجديدها في القرن العشرين.  سقوف هذه المراحيض تعود إلى القرون الوسطى ولربّما كانت أصلاً متّصلة مع البيت المذكور. 

بيت الشطّي (رقم ١٠)  قائم فوق سرداب بعمق أربعة أمتار يستخدم حاليّاً (أي عندما درسته الدكتورة Sack قبل قرابة أربعين عاماً) كمصبغة. كان هذا السرداب (معلومات شفهيّة حصلت عليها المؤلّفة من أصدقاء للعائلة التي امتلكت البيت سابقاً)  موجوداً قبل بناء الدار عام ١٩٢٠ وسعته غير مألوفة في دمشق كما أنّ بلاطه الحجري من النوع المستعمل عادة في بناء دور العبادة أو المنازل الفخمة. 

 باختصار انخفاض مستوى أرضيّة هذه الأبنية الثلاث (قبر معاوية والبيت الحاوي على ضريح الدسوقي وبيت الشطّي) عن مستوى الطريق الحالي يوحي بأنّها كانت مشمولة في المعبد الخارجي (peribolos) وباحتمال وجود قصر الخضراء ودار الخيل الأمويّة فيها ولربّما قصر الحاكم البيزنطي قبلها. 



1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.


3. Muawiya's Palace (Arabic). 

Tuesday, April 23, 2019

دمشق البيزنطيّة


تبنّى كثير من العلماء النموذج الشطرنجي الكلاسيكي لنسيج دمشق العمراني بداية بالعهد الهلنستي ونهاية بالروماني-البيزنطي وارتأوا أنّ المدينة التقليديّة الشرقيّة بأزقّتها المتعرّجة الضيّقة بدأت في القرون الوسطى مع العهد الإسلامي مع احتمال بوادر لها في نهاية العهد البيزنطي. أعيد النظر في هذه المسلّمات مؤخّراً واعتبرت المرحلة الإغريقيّة الرومانيّة مجرّد كساء عابر للمدينة الشرقيّة الآراميّة وأنّ دمشق -وغيرها- لم تفعل إلّا خلعه والرجوع إلى أصولها اعتباراً من القرنين الخامس والسادس للميلاد.  

أهمّ التغيّرات التي طرأت على المدينة في العهد البيزنطي جرت لمعبدها الذي تحوّل جزء منه (تحديداً جزء من المعبد الداخلي أو ال temenos) إلى كنيسة يوحنّا المعمدان بينما انتشرت المباني في المعبد الخارجي أو ال peribolos بالتدريج. هنا تجدر الإشارة إلى الخطأ الذي وقع فيه العالمان الألمانيّان Watzinger و Wulzinger ألا وهو أنّ الوليد حوّل الكنيسة البيزنطيّة بكل بساطة كما هي إلى جامع باستثناء تعديلات طفيفة ولو كان هذا صحيحاً لكانت وقتها أكبر كنيسة في العالم المسيحي قاطبة. على الأغلب شغلت الكنيسة -كما أفاد Creswell- قسماً من المعبد الداخلي وليس ال temenos بكامله ولا نملك تفاصيلاً تذكر عن حجمها وشكلها وتوزيعها وإن كان لدينا دليل على تواجد بوّابتها الرئيسة في الجنوب (بينما كانت بوّابة المعبد الوثني واقعةً في الشرق). تعود البوّابة الجنوبيّة الثلاثيّة الفتحات إلى عهد Septimius Severus وجرى نقش كتابة عليها في العهد البيزنطي (لربّما خلال ملك Theodosius) مقتبسة من البيت الثالث عشر للمزمور ١٤٥:

"ملكك أيّها المسيح ملك كلّ الدهور وسلطانك في كلّ دور فدور".

يفترض -حسب ابن عساكر ومن نقل عنه- وجود ١٤ كنيسة في دمشق في نهاية العهد البيزنطي فهناك مثلاً المصلّبة (في جوار كنيسة حنانيا إلى الغرب) وكنيسة توما (موقع جامع السقيفة حاليّاً) والمريميّة (في مكانها الذي نعرفه اليوم وقد دمّرت أكثر من مرّة خلال تاريخها الطويل كما جرى عام ١٢٦٠ و ١٨٦٠) علاوة على كنيس يهودي (الجامع الأحمر لاحقاً واليوم جامع الإحسان) وخارج السور إلى الشمال كنيسة يوحنّا الجديدة (جامع الأقصاب أو السادات الزينبيّة اليوم) وكنيسة القدّيس نقولا غرباً (جامع تنكز على شارع النصر اليوم). 



1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.


3. J.-M. Dentzler. Le développement urbain en Syrie à l'époque hellénistique et romaine: "modèles occidentaux et orientaux". Bulletin d'Etudes Orientales Volume 52 - 2000.

4. K. A. C. Creswell. A Short Account of Early Muslim Architecture. 

5. Wulzinger & Watzinger Die Islamische Stadt. 

6. Psalm 145 (Arabic)

Monday, April 22, 2019

Zeus of Syria, aka Jupiter Optimus Maximus Damascenus


The enormous Roman temple of Damascus measured 117,000 square meters, approximately the area occupied by the Omayyad Mosque multiplied by a factor of 8. At the time of its construction, it exceeded in scale all monumental works in Rome itself and likely in Antioch, the then Syrian metropolis. Only to the great Temple in Jerusalem (modern Haram al-Sharif),  the largest sacred complex in the Near East, outstripped Damascus' temple in extension.

Damascus, Baalbek (Heliopolis), and Jerusalem therefore boasted the largest and most imposing religious buildings in ancient Syria; nothing remotely comparable in size has been erected since. The explanation is rather simple: the major cities of antiquity had a unique place of worship each, serving the spiritual needs of the inhabitants and, at the same time, providing the city with a center of pilgrimage and commerce.

The temple of Damascus was in reality two: a transitional (from profane to sacred) external one called peribolos, a place for meeting and exchanging ideas and commodities, and an inner space, the temenos, where worship and prayer took place. The Omayyad Mosque was constructed within the walls of the temenos in early 8th century CE. Inside the temenos there was a closed structure called cella, the Holy of Holies, where a representation of the deity was housed to be accessed only by the privileged few.



The main entrance of the Temple was located in the east, where a propylaeum led from Bab Jayrun through Via Sacra (today's al-Qaymariya Street) towards the Agora (or Roman Forum if you prefer). Another monumental colonnade was located west of Bab al-Barid leading to the west propylaeum, remnants of which are in a better state of preservation today than its counterpart on the east side.

We lack precise data as to when was the construction of temple started and the date of its achievement. Doubtless raising such a colossus had taken the collaborative work of quite few generations and absorbed huge resources. Most experts place the beginning in the early part of the 1st century of our era under Augustus Caesar, with the last touches belonging to the age of Septimius Severus. The Gamma (named after the Greek letter  Γ)  was located along the west wall of the peribolos and about one third of the north wall. It probably was a Byzantine addition (controversial) and served for the most part as a shopping center.

The ancient Temenos has totally disappeared apart from its architectural elements later recycled in the Omayyad Mosque as spolia. Remnants of the Peribolos are still scattered here and there as Dr. Dorothée Sack would try to demonstrate in her 1989 landmark study.



1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.




Sunday, April 21, 2019

دمشق الرومانيّة


لا داعي إلى الدخول في متاهات الصراع على السلطة والظروف التي أدّت لضمّ سوريا إلى الإمبراطوريّة الرومانيّة وحسبنا التذكير أنّ القائدين الرومانييّن Lucius Lollius و Metellus Nepos دخلا دمشق عام ٦٦ قبل الميلاد وأنّ سوريا أصبحت تابعة لروما ٦٤ ق.م. وأنّ Pompey (الاسم الكامل Gnaeus Pompeius Magnus) دخل دمشق بصورة رسميّة مهيبة عام ٦٣ ق.م.

اختارت الدكتورة Dorothée Sack في دراستها أن تتعرّض للعهد الروماني في دمشق من عام ٦٦ قبل الميلاد إلى عام ٣٩١ بعد الميلاد وتبنّت التاريخ الأخير كون هذا العام شهد مرسوم الإمبراطور Theodosius الأوّل الذي اعتمد فيه المسيحيّة ديانة رسميّة للدولة ومنع الممارسات الوثنيّة وأمر بتدمير المعابد القديمة أو تحويلها إلى كنائس (كما في معبد جوبيتر الدمشقي) وألغى الألعاب الأولمبيّة وهلمّجرّا.

آثار دمشق الرومانيّة لا تزال متناثرة في المدينة القديمة وحتّى في بعض المواقع خارج أسوارها منها ما لا يزال في مكانه ومنها ما استعملت حجارته في بناء أوابد لاحقة. لدينا باختصار كميّة لا بأس بها أبداً من المعطيات والمعضلة تكمن في تفسير هذه المعطيات وهذا لا يزال موضع جدل إلى اليوم ولا تزال كثير من البراهين بعيدة المنال ترقد عدّة أمتار تحت مستوى المدينة الحاليّة. 

بالنسبة لأسوار المدينة هناك من يقول أنّها شكّلت مستطيلاً تطوّر لاحقاً إلى الشكل البيضوي الذي نعرفه اليوم أمّا عن أهمّ شرايينها فلدينا من الشرق إلى الغرب الشارع المستقيم أو decumanus maximus  الذي يمتدّ من الباب الشرقي إلى باب الجابية (شكّكت دراسة حديثة بوجود هذين البابين ضمن أسوار المدينة في العهد الروماني وقالت أنّها بالأحرى كانت نصباً monuments تبعد عن هذه الأسوار حوالي ٢٠٠ متر) ومن الشمال إلى الجنوب ما يسمّى cardo الذي يوافق شارع باب توما حاليّاً والذي يمتدّ من باب توما شمالاً إلى باب كيسان جنوباً. هناك خلاف لا بأس به على تاريخ بناء هذه الأبواب والأسوار إذ مال المؤرّخون سابقاً إلى تأريخ الباب الشرقي من عهد Septimius Severus وابنه Caracalla بينما يقول البعض اليوم أنّه بالأحرى من حكم Augustus. 

تتبنّى المؤلّفة الآراء السابقة القائلة بوجود معسكر أو حصن castrum روماني شمال غرب المدينة بناه الإمبراطور Diocletian في الموضع الذي تتواجد فيه القلعة اليوم على وجه التقريب وتضيف فتقول أنّ Watzinger و Wulzinger عثرا على أساسات لهذا الحصن في القلعة. هذا الرأي مرفوض من قبل الكثير من الخبراء اليوم وما لا خلاف عليه أنّ القلعة تعود للعهد السلجوقي وأنّ شكلها الحالي أيّوبي من مطلع القرن الثالث عشر وحكم الملك العادل. لا يوجد أدلّة قاطعة أو حتّى مقنعة لوجود حصن في هذا الموقع قبل العهد السلجوقي وإن استعمل المسلمون حجارة معبد جوبيتر القديم في بناء القلعة في العصور الوسطى. 

للعهد الروماني أيضاً يعود المسرح الذي يعزى للحاكم Herod ولم يكن هناك دلائل ملموسة على وجوده لدى صدور دراسة الدكتورة Sack عام ١٩٨٩ وأمّا اليوم فنملك براهيناً لا تقبل الدحض بعد الحفريّات التي أجراها المعهد الدانماركي خلال ترميم بيت العقّاد.  

قام الرومان أيضاً بجرّ المياه العذبة (القنوات) إلى المدينة وإنشاء شبكة للصرف الصحّي.

بقي علينا التعرّض للمعبد وعلى اعتبار أنّه أهمّ معالم المدينة على الإطلاق -تماماً كما هي حال الجامع الأموي حاليّاً- فلنا معه موعد آخر في مقال مستقلّ. 



1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.




Saturday, April 20, 2019

دمشق الهلنستيّة


عن دمشق بعد سقوطها بيد الآشورييّن ومروراً بالعهد الإيراني تحت الأسرة الأخمينيّة لا نعلم الشيء الكثير اللهمّ باستثناء ذكر عابر للمدينة عندما أودع فيها داريوس الثالث كنوزه وترك فيها أسرته قبل أن يذهب لقتال الإسكندر الأكبر في معركة Issus عام ٣٣٣ قبل الميلاد وكما هو معروف كانت خسارة هذه المعركة بداية النهاية للإمبراطوريّة الإيرانيّة الأولى. 

تلخّص الدكتورة  Dorothée Sack تاريخ دمشق بين ٧٣٢ ق.م. و ٨٥ ق.م. بصفحات قليلة وليس هذا بالمستغرب إذا أخذنا بعين الاعتبار قلّة المعلومات المتوافرة من جهة، والأفول النسبي لنجم الشام في العهدين الآشوري-الإيراني من جهة ثانية. حتّى في العهد الهلنستي كانت دمشق مدينة ثانويّة بينما تصدّرت أنطاكيا الساحة كعاصمة السلوقييّن. حاول ديميتريوس الثالث Demetrios III Philopator بعث دمشق كنقطة ارتكاز في صراعه (أي صراع السلوقييّن) ضدّ بطالمة مصر عندما أسماها (٩٠ ق.م.) ديميتريا Demetrias ولكن هذا لم يطل إذا استنجد الدمشقيّون بعد سنوات قليلة (٨٥ ق.م.) بالأنباط  وملكهم الحارثة الثالث لحمايتهم من الفوضى وغارات الطامعين ونجم عن هذا استيطان جالية نبطيّة في حيّ يقع شرق شارع باب توما الحالي أشارت له مصادر القرون الوسطى وأسمته "النيبطون". 

فلننظر الآن إلى طبوغرافيا المدينة في العهد الهلنستي. على الأغلب أضيفت المستوطنة الإغريقيّة إلى شمال الآراميّة (الخريطة الملحقة) أي في المنطقة الواقعة بين معبد زوس Zeus (حدد الآرامي سابقاً) وساحة المدينة Agora (رحبة خالد ابن أسيد في العصر الإسلامي) أي المنطقة شرق الأموي (القيمريّة) حتّى شارع باب توما ولربّما اتّبعت هذه المستوطنة النظام الشطرنجي بشوارعه المستقيمة المتعامدة. عن المعبد لا نملك إلّا الحدس والتكهّن ولكن هناك ما يدعوا للاعتقاد بوجود ميدان لسباق الخيل hippodrome خارج حدود المدينة وشمال نهر بردى في الموقع الذي تشغله حاليّاً مقبرة الدحداح على وجه التقريب.    


للحديث بقيّة. 



1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989

Friday, April 19, 2019

آرام دمشق


من البدهي أنّه كلّما توغّلنا في القدم كلّما قلّت المعطيات التي نستطيع استجوابها ومقارنتها لرسم صورة أي موضع أثري وخاصّة إذا كان هذا الموقع مسكوناً باستمرار منذ آلاف السنين كما هو حال دمشق. تغطّي دراسة الدكتورة الألمانيّة Dorothée Sack (١) تاريخ المدينة منذ العهد الآرامي ونهاية بالانتداب الفرنسي وتحديداً عام ١٩٢٥ عندما جرى قصف حيّ سيدي عامود (الحريقة حاليّاً). بالنسبة للمملكة الآراميّة فقد دامت منذ حوالي العام ١١٠٠ قبل الميلاد وحتّى سقوطها على يد الآشورييّن عام ٧٣٢ ق. م. 

هناك أكثر من مرجع عن دمشق الآراميّة وما قبل الآراميّة وهي تعتمد إلى حدّ كبير على كتاب العهد القديم لتغطية الفجوات الكبيرة في الحوليّات الآشوريّة والمصادر المصريّة القديمة وعلى سبيل المثال دراستين إحداهما للدكتور Merrill Frederick Unger (٢) والثانية للعالم Wayne Pitard ولا داعي للدخول في تفاصيلهما وهي كانت ولا تزال وستبقى موضع خلاف وجدل. الآثار الملموسة نادرة جدّاً وأهمّها مجسّم أبو الهول (٣) البازلتي الذي اكتشف في أربعينات القرن العشرين قرب الزاوية الشماليّة الشرقيّة للجامع الأموي.

تركيز الدكتورة Sack كان على طبوغرافية دمشق الآراميّة وكما نرى في الخريطة الملحقة شغلت هذه المدينة قسماً صغيراً نسبيّاً من دمشق داخل السور وجنوب نهر بردى وتمركزت في وحول أربع تلال ثلاث منها شمال الشارع المستقيم (سفل التلّة وتلّ القيمريّة وتلّ القناطر) وواحد جنوبه (تلّ السمّاكة أو النجّارين) الذي يرى البعض أنّه كان موقع البريص (تعبير آرامي انتقل إلى الإغريقيّة ويعني القصر حسب العالم الأسترالي Ross Burns والذي يرجحّ تواجد القصر الآرامي في تلّ القناطر) .

معبد الإله حدد كان بالطبع أهمّ معالم المدينة الآراميّة ويعتقد أنّه كان متواجداً فيي موقع جامع بني أميّة الكبير حاليّاً ولكن المعلومات عنه معدومة من الناحية العمليّة. 



1.  Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989
3.  Wayne T. Pitard. Ancient Damascus: A Historical Study of the Syrian City-State from Earliest Times until its Fall to the Assyrians in 732 B.C.E.


Wednesday, April 17, 2019

مراجع دمشق الألمانيّة


قبل الدخول في صلب الموضوع أودّ أن أشكر جزيل الشكر الأستاذة هلا قصقص التي تلطّفت فزوّدتني بروابط الترجمة العربيّة لكتابين هامّين صدرا عن دمشق باللغة الألمانيّة. الحصول على الأصل الألماني (للملمّين بالألمانيّة ولست منهم مع الأسف) ليس سهلاً وأصعب منه بكثير توفير نسخة ورقيّة للترجمة العربيّة التي نفذت من سنوات. 

الكتاب الأوّل رائد في وصف طبوغرافيا ومعالم دمشق خصوصاً المدينة داخل السور. المؤلّفان عالم الآثار Watzinger والمؤرّخ Wulzinger. أقام كلاهما في دمشق خلال الحرب العظمى (أي الحرب العالميّة الأولى) في بيت شلهوب أو القنصليّة الإسبانيّة في الحيّ المسيحي وأجريا دراسات ميدانيّة رائدة تمخّض عنها كتابان الأوّل "دمشق المدينة القديمة" صدر عام ١٩٢١ والثاني "دمشق المدينة الإسلاميّة" إصدار ١٩٢٤. يعتبر هذان الكتابان منهلاً لا غنى عنه لمعرفة المدينة ومصدراً يستشهد به حتّى اليوم. قامت الجهات المعنيّة في سوريا بترجمة الجزء الثاني فقط تحت عنوان "الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق" عام ١٩٨٣-١٩٨٤ وأمّا عن عمليّة التعريب فالفضل يرجع للأستاذ قاسم الطوير مع ذيول للدكتور عبد القادر ريحاوي يشرح فيها ويصحّح بعض الأخطاء التي وقع فيها المستشرقان الألمانيّان. يتصدّر الكتاب صورة للرئيس الراحل حافظ الأسد مع رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الرؤوف الكسم وعدد من المسؤولين في قلب دمشق القديمة. 
الإخراج متوسّط واللغة تحتاج إلى تنقيح. لا أعرف الألمانيّة وبالتالي لا أستطيع مقارنة الأصل مع التعريب ومع ذلك تركيب الجمل ليس دائماً على المستوى المطلوب وعلّ السبب لجوء الأستاذ طوير إلى الترجمة الحرفيّة من جهة وغياب التحقيق اللغوي من جهة ثانية. أهمّ من ذلك اعتماد النسخة العربيّة صوراً حديثة للفنّان الراحل مروان مسلماني والمؤرّخ الألماني المرحوم Michael Meinecke وليس الصور التاريخيّة الأصليّة في المرجع الألماني. 

الكتاب الثاني للدكتورة  Dorothée Sack صدر عام ١٩٨٩. قامت المؤلّفة بجمع المعطيات على أرض الواقع اعتباراً من عام ١٩٧٥ وأقامت كسلفيها الشهيرين في الحيّ المسيحي وتحديداً بيت جنّاوي (أودّ هنا توجيه تحيّة محبّة واحترام وعرفان لأستاذي ومعلّمي للّغة الفرنسيّة سهيل جنّاوي قبل حوالي النصف قرن). ترجم كتاب Sack النفيس للعربيّة عام ٢٠٠٥ بعنوان "دمشق تطوّر وبنيان مدينة مشرقيّة إسلاميّة" بمبادرة من المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى IFPO والدكتورة سراب أتاسي الأمينة العلميّة والمسؤولة عن برنامج دمشق القديمة في المعهد المذكور وقام الأستاذ قاسم طوير بالترجمة تماماً كما فعل قبل عشرين عاماً في كتاب Watzinger و Wulzinger ولكن النتيجة هنا كانت أفضل بشكل ملموس سواء من ناحية الترتيب والتوزيع والطباعة و سلاسة النصّ الذي حقّقه الأستاذ نزيه كواكبي من كليّة العمارة في جامعة دمشق والسيّدة أريانا أحمد تلميذة الدكتورة Sack ولاحقاّ مدرّسة لتاريخ العمارة في جامعة تشرين. 

ترجمة كتاب Sack العربيّة هي نسخة أمينة للأصل الألماني وفي كليهما بعض الأخطاء التي لا تقلّل من الأهميّة العلميّة والفنيّة والتاريخيّة لهذا العمل القيّم الحاوي على العشرات من المخطّطات والمرسّمات والصور بالأبيض والأسود ومسك الختام اثنا عشر خريطة مطويّة لدمشق من العهد النوري إلى العثماني أرفق رابطها أدناه مع روابط تعريب الكتب المذكورة. 





Saturday, April 6, 2019

Victoria's Hotels in Damascus

      Queen Victoria's prestige extended far beyond the British Isles and the Empire's dependencies. Though late Ottoman Damascus was by no means a real British protectorate -not even in the illustrious age of Palmerston-, the Empress of India would graciously bestow its venerable name on several landmarks in the ancient Syrian metropolis.

      Victoria's Hospital, the only surviving monument -originally named after the queen and subsequently re-baptized as al-Zahrawi's- was inaugurated in 1896.  Its namesake Bridge is long gone, though the appellation has withstood the test of time in the new bridge and its immediate neighborhood. The three Victoria's hotels were the least fortunate of the entire lot, the last one bit the dust by the middle of the twentieth century.

Hotel Victoria at the Marja Square circa 1885. Photo credit: Fine Arts Library, HCL

      First we have Hotel Victoria at the Marja Square. It was constructed 1880-1883 by Pietro Paullicevich (also known as Paulikewitsch), a Dalmatian. After the construction of Grand Hotel Victoria, the name of the Marja's Victoria was changed to Hotel Amerika. It was destroyed in the 1920's by fire and a new facility, known as Hotel Omayya (later Omar al-Khayyam) was erected on the same location in 1927.
Grand Hotel Victoria about 1910. Photo credit: W.-D. Lemke

      Grand Hotel Victoria was erected at the Victoria Bridge (named after the hotel) on the left bank of River Barada somewhere between 1895 and 1899 (depending on the source) by the same above-mentioned Pietro Paullicevich. According to the 1900 edition of the Guide Baedeker, this hotel was, along with the adjacent Hotel Dimitri in the north, included in Hotel al-Basrawi. The name Grand Hotel Victoria was therefore a later label (it would eventually be designated as Hotel Qasr al-Rashid). The upper stories of the building were destroyed in the 1940's and the rest demolished in 1952, apart from a row of shops in the first floor extending eastward beyond the original building towards Fadl Allah al-Basrawi's Mosque. The place is currently occupied by al-Hayek's commercial building.
Little Hotel Victoria. Reference: Qutaiba al-Shihabi 

      Last -perhaps least- we have the Little Hotel Victoria, known for the most part through historical photography. It was located west of and opposite to Grand Hotel Victoria, on the other side of King Fouad I Street (modern Port Said Street).



Damascus
Ottoman Modernity and Urban Transformation
1808-1918
Stefan Weber
Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009




ثلاث فنادق لفيكتوريا في دمشق


أطلقت تسمية قيكتوريا في مدينة دمشق على مستشفى (لا يزال موجوداً في حيّ القصّاع وإن حلّ اسم الزهرواي محلّ الملكة الأوروبيّة) وثلاث فنادق (جميعها مندثرة) وجسر (اندثر وإن بقيت التسمية عالقة في الجسر الحديث الذي حلّ محلّه والمنطقة حول هذا الجسر). 

لربّما كان فندق فيكتوريا في ساحة المرجة هو الأقدم بين الأوتيلات الثلاثة (بني بين ١٨٨٠-١٨٨٣) وتغيّر اسمه إلى فندق أمريكا عندما بني فندق فيكتوريا الكبير (الصورة أعلاه). احترق فندق فيكتوريا-أمريكا في عشرينات القرن الماضي وحلّ محلّه عام ١٩٢٧ فندق أميّة-عمر الخيّام الذي لا يزال موجوداً حتّى اليوم.

هناك أيضاً فندق فيكتوريا الصغير الذي كان يقع بمواجهة فيكتوريا الكبير على الطرف الثاني لشارع فؤاد الأوّل (بور سعيد حاليّاً) إلى الغرب. ذكره الدكتور قتيبة الشهابي والمعلومات عنه محدودة.

افتتح فندق فيكتوريا الكبير على الضفّة الشماليّة لنهر بردى لدى الجسر المعروف بنفس الاسم حوالي عام ١٨٩٩ وأمّا عن الباني فهو أوروبي من دالماتيا (في كرواتيا) يدعى Pietro Paullicevich أو Paulikewitsch وعلى ما يبدوا كان يشكلّ امتداداً لفندق دميتري الملاصق له من الشمال وعرف الإثنان بفندق بصراوي (دليل Baedeker عام ١٩٠٠). بالنتيجة أطلق على الفندق اسم فندق فيكتوريا الكبير (الصورة أعلاه حوالي ١٩١٠) وتحوّل لاحقاً إلى فندق قصر الرشيد

هدمت الطوابق العليا من فندق فيكتوريا الكبير في أربعينات القرن العشرين وأجهز على ما تبقّى منه عام ١٩٥٢ اللهمّ إلّا امتداد صفّ الحوانيت في الطابق الأرضي باتّجاه الشرق إلى جامع فضل الله البصراوي أمّا عن موقعه فيشغله حاليّاً بناء الحايك الذي شيّد بين ١٩٥٣ و ١٩٥٥.   

  


Photo credit: W.-D. Lemke

Damascus
Ottoman Modernity and Urban Transformation
1808-1918
Stefan Weber
Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009

Wednesday, April 3, 2019

ذكر زيارات دمشق في المصادر العربيّة


رأينا البارحة كيف انقسمت أهمّ المصادر العربيّة التاريخيّة لزيارات دمشق إلى نوعين الأوّل أدلّة الزيارات والثاني كتب الفضائل.  نأتي اليوم إلى أهمّ هذه الزيارات أو المزارات والكلام دوماً للأستاذة الفرنسيّة Janine Sourdel-Thomine في مقال مرجعيّ نشرته في مجلّة الدراسات الشرقيّة في حزيران ١٩٥٣. 

هنا أيضاً يمكن تصنيف المزارات تحت بابين الأوّل للأنبياء والثاني للباقين من صحابة وأولياء وعلماء. يتعيّن هنا التنويه أنّ المقصود بالأنبياء هنا الأنبياء بالمفهوم القرآني فمثلاً آدم وابراهيم ويعقوب وغيرهم أنبياء في القرآن ولكنّهم في الكتاب المقدّس آباء Patriarch وعيسى ابن مريم نبي في الإسلام بينما هو أحد الأقانيم الثلاثة للمسيحييّن. فلنستعرض الآن بعض أهمّ هذه الزيارات.

مغارة آدم
مذكورة في ابن عساكر والهروي وابن جبير ويحدّد هذا الأخير موقعها على قمّة جبل قاسيون.

مغارة الدم
التي قتل فيها قابيل هابيل ويعتقد أنّ مسجدها قام على أطلال دير مسيحي. تجدر الإشارة هنا إلى ضريح النبي هابيل في سوق وادي بردى ولربّما كانت هناك صلة بين اسم هابيل وبين Abila عاصمة إقليم Abilene و  Abila هذه أو Abila Lysaniae هي الاسم القديم لسوق وادي بردى.

مغارة الجوع
هلك في هذه المغارة عدد ينراوح بين أربعين وسبعين نبيّاً حسب المصدر. يدّعي ابن بطوطة أنّ سبعمائة أو حتّى سبعين ألف نبي مدفونون في قاسيون. إلى اليوم يوجد على سفوح قاسيون موضع يدعى الكهف ويرتبط بآدم وجبريل وأهل الكهف وأخر يسمّى قبّة الأربعين يشمل مصلّى الخضر ومغارة آدم ومغارة الجوع. 

مسجد ابراهيم في برزة
يفترض أنّ ابراهيم ولد في برزة ويشير Dussaud إلى ذكر لبيت ابراهيم في كتابات المؤرّخ اليهودي الروماني Josephus (٣٧-١٠٠ للميلاد). يروى أيضاً أنّ ابراهيم حطّم الاصنام في بيت لهيا وكان هناك مسجد يدعى مسجد الحجر ذكره ابن عساكر والموقع داخل سور المدينة في درب الحجر (شارع باب توما حاليّاً) وأمّا عن التسمية فتعود للحجر الذي هشّم ابراهيم الأصنام عليه.

ضريح موسى ابن عمران
في القدم. مسجد القدم الحالي يعود للفرن السادس عشر وتشير الأدلّة أنّه حلّ محلّ بناء من القرن الثاني عشر (١١٢٣-١١٢٤) أمّ عن انطباع القدم فعزاه البعض لموسى ولاحقاً لمحمّد. 

الربوة
أو ربوة النيرب حيث التجأ عيسى ومريم إلى مغارة في النيرب الأعلى (الربعي) وهناك خلط بين مريم أمّ يسوع المسيح وبين امرأة تدعى "أم مريم" دفنت في النيرب. في كلّ الأحوال اندثر المزار ومع ذلك يبقى موقعه معروفاً بفضل النصوص التاريخيّة. يرتبط اسم عيسى أيضاً بالمئذنة الجنوبيّة الشرقيّة للجامع الأموي (مئذنة عيسى) ولكن بعض المصادر القديمة تشير لوجود هذه المئذنة خارج الباب الشرقي.

رأس يحيى ابن زكريّا
في الجامع الأموي (يتنازع الحلبيّون والشوام شرف ملكيّة هذا الرأس) وفي الأموي أيضاً أعمدة عرش بلقيس  وتعود أسس الجامع للنبي هود الذي يقع ضريحه في الجدار الجنوبي وأخيراً هناك المكان الذي صلّى فيه الخضر في الجامع.

نأتي الآن للصحابة والأولياء وغيرهم.

ترقد في مقبرة الباب الصغير ثلاث من أزواج محمّد (حفصة وأمّ سلمة وأمّ حبيبة) وهي أيضاً مثوى لرفات بلال الحبشي (ابن حمامة أو ابن رباح) مؤذّن النبي وأبي الدرداء وأمّ الدرداء ومعاوية ابن أبي سفيان وكعب الأحبار (أقدم مصادر الإسرائيليّات في السرد الإسلامي) وابن عساكر وغيرهم.

مشهد علي والحسين أو زين العابدين
شرق الجامع الأموي. وهناك في الجامع ايضاً مقصورة ومحراب الصحابة ومصحف عثمان وقطعة من سيف خالد ابن الوليد (معلّقة فوق باب الزيادة) وقبّة عائشة (الخزنة).

قبر الستّ
في قرية راوية. الستّ زينب مزار شهير إلى اليوم (هناك أيضاً مزار للسيّدة زينب في القاهرة).

مقابر الصوفيّة (غرب دمشق مكان رئاسة الجامعة ومحيطها حاليّاً). 

الشيخ رسلان
خارج باب توما.

محي الدين ابن عربي
الموقع في الصالحيّة غني عن التعريف. 

أبو سليمان الداراني
متصوّف مشهور وولي من داريّا توفّي حوالي ٨٣٠ للميلاد. أعاد نور الدين الشهيد بناء الضريح في القرن الثاني عشر.  

باختصار تتمركز معظم مزارات أو زيارات دمشق في الأموي وقاسيون والمقابر خارج أبواب المدينة. قام نور الدين زنكي في جملة ما قام به ببناء الأضرحة وشواهد القبور لتوثيق أماكن دفن الصحابة المهجورة بعد أن كانت مقبرة دمشق محروثة ومزروعة لفترة تجاوزت المائة عام حسب الهروي. شهد العهد الأتابكي ثمّ الأيّوبي ازدهار المدارس ومحاولة الإسلام السنّي لاحتواء الميول المناهضة عن طريق تعزيز الزيارات -بما فيها أضرحة أهل البيت وأشياع علي- كأماكن يتبرّك الناس بتبجيلها وينتفعون من كرامات من دفن فيها.