Sunday, April 28, 2019

حارات وطرقات دمشق


يمكن تصنيف الطرقات في دمشق التاريخبّة إلى ثلاث درجات حسب عرضها:

١. الشوارع: تتراوح وسطيّاً بين ٤ إلى ٨ أمتار وتصل الأحياء مع بعضها. تسمح هذه الشوارع بمرور جملين بما حملا  إلى جانب بعضهما البعض والمحتسب مسؤول عن بقاء هذه الشوارع سالكة. بعض الأمثلة الشارع المستقيم وشارع باب توما داخل السور وشوارع الميدان وباب سريجة خارجه.

٢.  الدروب: ٢-٤ متر ويجب أن تسمح بمرور حمارين رازحين تحت الأثقال. تتجمّع دور العبادة والحمّامات والسبل حول الدروب وتتواجد الأسوق الصغيرة (السويقات) لدى تقاطعها.

٣. الأزقّة المتفرّعة من الدروب ولا يزيد عرضها عن ١-١.٥ متر وتتوزّع داخل الحارات وتتمتّع بدرجة من الخصوصيّة إذ يتمّ إغلاقها بأبواب تكاد لا تتميّز عن أبواب البيوت تنتهي عنده صلاحيات المحتسب الذي لا يستطيع دخول الزقاق إلّا بطلب من أحد سكّان الحارة. الأزقّة نظيفة بشكل ملفت للنظر وتعكس نظافة البيوت المطلّة عليها.

لباب الحارة باب أصغر في وسطه يستعمل لمرور المشاة فقط عندما يتمّ إغلاق الباب الكبير في الليل وهناك حارس على هذا الباب. اختفت أبواب الحارات في كثير من المواضع منذ أجيال فمثلاً حيّ باب توما أعيد بناؤه بالكامل بعد فتنة ١٨٦٠ مع ما يترتّب على ذلك من زوال كثير من المعالم القديمة. 

يغلب الطابع الريفي على بعض الحارات كما في حارة الأنطوش ؟! داخل السور وجنوب غرب الباب الشرقي حيث نرى حول أبنية الكنائس منازلاً صغيرة وبسيطة من طابق أو طابقين مشيّدة باللبن على غرار مثيلاتها في الغوطة وبقايا بساتين داخل السور (مثلاً ٨ و  ١٠ في الخريطة الملحقة) تشكّل امتداداً للبساتين خارجه (٥ و ٩ و ١٤ في نفس الخريطة). بيوت دمشق التاريخيّة كانت حتّى مطلع القرن العشرين ملكاً لأصحابها وغير معروضة للإيجار (أو هكذا تقول المؤلّفة ولربّما كانت القصور التي قطنتها القنصليّات الأجنبيّة استثناءً).  

عودة على حارة الأنطوش ؟! المذكورة نرى من الخريطة أنّها -على تواضع بيوتها النسبي- كانت مقرّاً لعدد من أهمّ دور العبادة المسيحيّة: مطرانيّة السريان الكاثوليك (رقم ٣) وكنيسة الأرمن الأورثوذوكس (رقم ٤) وكنيسة الزيتون للروم الكاثوليك (رقم ٦) وملحقاتها. 




Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.


No comments:

Post a Comment