Friday, April 19, 2019

آرام دمشق


من البدهي أنّه كلّما توغّلنا في القدم كلّما قلّت المعطيات التي نستطيع استجوابها ومقارنتها لرسم صورة أي موضع أثري وخاصّة إذا كان هذا الموقع مسكوناً باستمرار منذ آلاف السنين كما هو حال دمشق. تغطّي دراسة الدكتورة الألمانيّة Dorothée Sack (١) تاريخ المدينة منذ العهد الآرامي ونهاية بالانتداب الفرنسي وتحديداً عام ١٩٢٥ عندما جرى قصف حيّ سيدي عامود (الحريقة حاليّاً). بالنسبة للمملكة الآراميّة فقد دامت منذ حوالي العام ١١٠٠ قبل الميلاد وحتّى سقوطها على يد الآشورييّن عام ٧٣٢ ق. م. 

هناك أكثر من مرجع عن دمشق الآراميّة وما قبل الآراميّة وهي تعتمد إلى حدّ كبير على كتاب العهد القديم لتغطية الفجوات الكبيرة في الحوليّات الآشوريّة والمصادر المصريّة القديمة وعلى سبيل المثال دراستين إحداهما للدكتور Merrill Frederick Unger (٢) والثانية للعالم Wayne Pitard ولا داعي للدخول في تفاصيلهما وهي كانت ولا تزال وستبقى موضع خلاف وجدل. الآثار الملموسة نادرة جدّاً وأهمّها مجسّم أبو الهول (٣) البازلتي الذي اكتشف في أربعينات القرن العشرين قرب الزاوية الشماليّة الشرقيّة للجامع الأموي.

تركيز الدكتورة Sack كان على طبوغرافية دمشق الآراميّة وكما نرى في الخريطة الملحقة شغلت هذه المدينة قسماً صغيراً نسبيّاً من دمشق داخل السور وجنوب نهر بردى وتمركزت في وحول أربع تلال ثلاث منها شمال الشارع المستقيم (سفل التلّة وتلّ القيمريّة وتلّ القناطر) وواحد جنوبه (تلّ السمّاكة أو النجّارين) الذي يرى البعض أنّه كان موقع البريص (تعبير آرامي انتقل إلى الإغريقيّة ويعني القصر حسب العالم الأسترالي Ross Burns والذي يرجحّ تواجد القصر الآرامي في تلّ القناطر) .

معبد الإله حدد كان بالطبع أهمّ معالم المدينة الآراميّة ويعتقد أنّه كان متواجداً فيي موقع جامع بني أميّة الكبير حاليّاً ولكن المعلومات عنه معدومة من الناحية العمليّة. 



1.  Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989
3.  Wayne T. Pitard. Ancient Damascus: A Historical Study of the Syrian City-State from Earliest Times until its Fall to the Assyrians in 732 B.C.E.


No comments:

Post a Comment