تمتدّ منطقة بين السورين من باب الفراديس (أو باب العمارة) شرقاً إلى باب الفرج غرباً وترجع التسمية لكونها واقعة بين السور القديم (الذي يتبع مسار السور البيزنطي) جنوباً وسور بني في أواخر العهد الأيّوبي على طول ٦٥٠ متر بين باب السلامة وباب الفرج إلى شمال السور القديم بمسافة ٤٠-٥٠ متر.
المساحة المضافة للمدينة بتوسيع السور صغيرة ولا تبرّر الجهد والنفقات المبذولة وبالتالي فأهميّة هذا العمل عسكريّة ودفاعيّة بالدرجة الأولى إذ أصبحت قناة العقرباني داخل جدران المدينة وشملت الأبنية طاحونتين محصّنتين عند باب الفرج وباب السلامة لتعزّز تموين دمشق بالماء والغذاء.
وقعت الدكتورة Dorothée Sack في خطأ تاريخي عندما عزت بناء السور الجديد الشمالي إلى نور الدين زنكي بخلاف جميع المعطيات التاريخيّة عمليّاً سواءً كانت نصوصاً أو نقوشاً كتابيّةً. ترك الأتابك نور الدين معالماً كثيرة داخل المدينة (حمّام البزوريّة والمدرسة النوريّة على سبيل المثال وليس الحصر) وفي سورها الذي رمّمه وأعاد بناء عدد من أبوابه التي أضاف إليها باشورات ومآذن ولكن السور الشمالي الجديد يعود لأربعينات القرن الثالث عشر بعد وفاة نور الدين بأكثر من ستين سنة.
اندثر السور الجنوبي القديم بالكامل تقريباً اللهمّ إلّا على امتداد حوالي ٣٠ متر في جوار باب الفرج حيث تصل طاحونة بين السورين.
فلنتعرّف أخيراً على أهمّ معالم هذا الحيّ من خلال الخريطة المرافقة مع التنويه أنّ المدرسة العادليّة الكبرى (رقم ١١) والمدرسة الظاهريّة (رقم ١٣) وحمّام الملك الظاهر (رقم ١٢) وبيت سعيد القوّتلي أو لاحقاً بيت السمّان-المرادي (رقم ١٤) وحمّام السلسلة (رقم ١٥) تقع داخل السور القديم الجنوبي:
١. باب العمارة أو الفراديس (الخارجي أو الجديد).
٢. باب الفرج (الخارجي أو الجديد).
٣. السور الخارجي الجديد الذي أسمته المؤلّفة خطأً بسور نور الدين.
٥. جامع باب الفرج.
٦. جامع العمارة (يقابله إلى الغرب المدرسة المجاهديّة البرّانيّة وهي غير ظاهرة في الخريطة).
٧. باب الفرج الداخلي القديم (جنوبي).
٨. حمّام المناخليّة.
٩. بيت الأمير عبد القادر الجزائري (أعتقد أنّ الموقع على الخارطة مغلوطّ وأنّ البيت يقع بالأحرى إلى شرق باب الفراديس مع التحفّظ بأنّ هناك عدّة بيوت للجزائري ولربّما تواجد أحدها في المكان الذي حدّدته المؤلّفة خصوصاً وأنّ الدكتور Stefan Weber نقل عنها وجود أحد هذه البيوت في نفس الموقع).
١٠. سبيل بين السورين.
١٦. باب الجنان أو باب الفراديس-العمارة القديم.
Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
Portes et murailles de Damas de l'Antiquité aux premiers Mamlouks
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation
1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009
No comments:
Post a Comment