Sunday, January 31, 2021

بيت طوطح

 



الموقع جنوب الشارع المستقيم على شارع الخراب.


بني هذا البيت على مرحلتين وجدّد طابقه الأرضي في الجهة القبليّة في منتصف القرن التاسع عشر مع استعمال عجائن جصيّة تعود لحوالي عام ١٦٠٠ وهدم الإيوان. استعمل البازلت في القسم الشمالي الذي يعود لأواخر القرن التاسع عشر وتوجد فيه غرفة استقبال كبيرة. هناك أيضاً صوفا فسيحة مسقوفة بقبوة في الطابق العلوي أضيفت في هذه المرحلة عندما تحوّل البيت من الطراز التقليدي المتمركز حول الصحن إلى طراز القوناق الذي تزايدت شعبيّته في القسطنطينيّة آنذاك. النسبة للتاجر موسى طوطح الذي قيل أنّه كان عضواً في البلديّة ولكن لا يوجد ما يؤكّد ذلك في تقارير السلنامة. وصف الدكتور Weber حالته بالجيّدة عام ٢٠٠٩.   


تعود الصورة أعلاه لغرفة الاستقبال (عن Weber) إلى أواخر تسعينات القرن العشرين ويشير السهم الأحمر الصغير في الأعلى على يسار الناظر إلى إطار حجريّ باروكيّ الزيّ نحت خصّيصاً لاحتواء نصّ كتابيّ بالعبريّة لنا عودة إليه.  





Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Stefan WeberDamascus, Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.


Saturday, January 30, 2021

بيت فارحي: كتابات عربيّة‎


 

تعرّضنا لنموذج من الكتابات العبريّة في بيت فارحي (فوق مدخل القاعة الرئيسة شمال صحن البرّاني) وآخر للآراميّة (المربّع الشمالي لإيوان البرّاني خلف الرواق) وبالطبع لا يمكن لغير الأخصّائي أن يميّز بين الكتابة الآراميّة والعبريّة التي اشتقّت أبجديّتها منها.  


 تقتصر كتابات العهد القديم والتلمود بهاتين اللغتين على البيوت الشاميّة اليهوديّة دون سواها بيد أنّ هذه الدور تشترك مع نظيرتها المسيحيّة والإسلاميّة في كتابات عربيّة كما نرى في بعض الأمثلة الرائعة المنفّذة بطريقة العجمي في المربّع الشمالي لإيوان البرّاني (حيث وجدنا الكتابة الآراميّة) في صور التقطتها الدكتورة Macaulay-Lewis عام ٢٠١١. 




من نافل القول أنّ اللغة الأمّ لليهود السورييّن من الناحية التاريخيّة بعد التحوّل الناجم عن الفتح الإسلامي هي العربيّة شأنهم في ذلك شأن بقيّة المكوّنات السوريّة ومع ذلك يختلط المفهوم الديني (يهوديّة-مسيحيّة-إسلام) مع اللغوي (عربي-عبري) مع الجغرافي-السياسي (سوري-عراقي-إسرائيلي) في ذهن الكثيرين. هناك من يخلط الأوراق عمداً وعن سبق الإصرار لغايات معيّنة كما يفعل البعض عندما يصوّرون فلسطين كمسألة نزاع بين العرب (مجموعة لغويّة) واليهود (ديانة). بالمقابل يردّد الكثيرون هذه المغالطات-الكليشيهات لا شعوريّاً دون أي محاولة جديّة لتدقيق ما قد يترتّب عليها. 






اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي


حاييم فارحي


آل فارحي في القرن التاسع عشر


توزيع بيت فارحي


بيت فارحي: اللوحة المفقودة


تحت أرض بيت فارحي


بيت فارحي: الجدار الروماني


تنظيم بيت فارحي


بيت فارحي: القاعة الرئيسة


بيت فارحي: الكتابة فوق القاعة الرئيسة


بيت فارحي: كتابات آراميّة




Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 

Friday, January 29, 2021

بيت فارحي: كتابات آراميّة‎

 

التقطت الدكتورة Macaulay-Lewis صورة هذا اللوح الكتابي عام ٢٠١١ (أي عندما اكتمل ترميم البيت أو كاد). المكان هو المربّع الشمالي لإيوان البرّاني خلف الرواق الذي رأيناه في لوحة Leighton. الكتابة مأخوذة من التلمود ترجمها السيّد عزرا أشكنازي للإنجليزيّة وتعريب ترجمته هو الآتي:  


فلتكن العين التي تنظر بعداوة كعين الأعمى الذي يتخبّط في طريقه خلال المدخل


من الواضح أنّ المعنى -وإن اختلفت الصياغة- يطابق القول المأثور الذي طالما شاهدناه على قفا باصات الهوب هوب: "عين الحاسد تبلى بالعمى" مع بقيّة الأكسسوارات من العين الزرقاء التي تتوسّط الكفّ وما إلى ذلك من إبداع الفنون الشعبيّة. 


لا غرابة في استعمال الآراميّة كاللغة الأولى السائدة في الشرق الأدنى مع نهاية القرن الأوّل قبل الميلاد عندما تراجع استعمال العبريّة باستثناء الدراسة والطقوس. تجدر هنا الإشارة للخطأ الذي يقع فيه الكثيرون عندما ينظرون إلى "الساميّة" كعرق أو قوميّة أو دين. الساميّة بكل بساطة أسرة لغات (شأنها في ذلك شأن الأسرة الهنديّة-الأوروبيّة) وأكثر بنات هذه العائلة انتشاراً اليوم وبلا منازع العربيّة. تأتي  العبريّة بعدها بمراحل وهناك جيوب ضئيلة من بقايا السريّانيّة (سليلة الآراميّة) في معلولا وغيرها. 


أمثلة:

كلمة كوهين بالعبري يقابلها بالعربيّة كاهن (آراميّة الأصل) وحاخام = حكيم و"روش هاشانا" = رأس السنة و"هاعولام" العالم و"إلوهيم" الإله. الاشتفاقات لا تعدّ ويلزمها معاجم خاصّة وخبراء في Etymology أو علم أصول واشتقاق الكلمات.  





اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي


حاييم فارحي


آل فارحي في القرن التاسع عشر


توزيع بيت فارحي


بيت فارحي: اللوحة المفقودة


تحت أرض بيت فارحي


بيت فارحي: الجدار الروماني


تنظيم بيت فارحي


بيت فارحي: القاعة الرئيسة


بيت فارحي: الكتابة فوق القاعة الرئيسة




Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis

Thursday, January 28, 2021

بيت فارحي: الكتابة فوق مدخل القاعة الرئيسة‎

 

نقشت هذه الكتابة العبريّة على لوحة من الرخام الأبيض وأحيطت هذه اللوحة بإطار مستطيل من الحجر المشغول أحيط بدوره بمساحة تشغلها نماذج زخرفيّة على عجينة الجصّ وأخيراً طوّق إطار كبير من الحجر المشغول كلّ ما سبق. 


تعريب نصّ الكتابة هو الآتي (قام السيّد عزرا أشكنازي بالترجمة من العبريّة إلى الإنجليزيّة ونقلت التعريب عنه وعن كتاب العهد القديم):


مباركاً تكون في دخولك ومباركاً تكون في خروجك (*)

لن يدخل الألم من هذا الباب

لا على المسنّ ولا الطفل ولا اليافع

فلتكن مشيئته (**) آمين


(*) تثنية الإصحاح الثامن والعشرون الآية السادسة.

(**) مشيئة الله.


تستمطر هذه الكتابة كما نرى البركات على أصحاب البيت وزوّاره وهذا النوع من الكتابات شائع في البيوت اليهوديّة وغير اليهوديّة. بالنسبة لهذه اللوحة بالذات فعلى الأرجح كانت مذهّبة الأحرف على خلفيّة زرقاء كما نرى في الصورة أدناه التي عدّلت رقميّاً photoshopped لألوانها الأصليّة المفترضة.




صوّر الدكتور ناصر ربّاط هذا النقش الكتابي التاريخي للمرّة الأولى عام ١٩٨٤ عندما كان في حالة يرثى لها محاطاً بالمواسير والبراميل والغسيل المنشور والأسلاك أمّا الصورة أعلاه فتعود لعام ٢٠٠٦ بعد إزالة الطفيليّات وقبل الترميم. 




اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي


حاييم فارحي


آل فارحي في القرن التاسع عشر


توزيع بيت فارحي


بيت فارحي: اللوحة المفقودة


تحت أرض بيت فارحي


بيت فارحي: الجدار الروماني


تنظيم بيت فارحي


بيت فارحي: القاعة الرئيسة




Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Wednesday, January 27, 2021

بيت فارحي: القاعة الرئيسة


يواجه زائر البيت لدى دخوله إلى البرّاني من الجنوب قاعة البيت الرئيسة الواقعة على الجانب الشمالي للصحن بينما يتواجد الرواق الذي نراه في لوحة Leighton الشهيرة على يساره (الضلع الغربي). 


بنيت القاعة الشماليّة قيد الحديث في أواخر القرن الثامن عشر أو مطلع القرن التاسع عشر وإلى هذه الفترة أيضاً تعود زخارفها الغنيّة بما فيها الجدار الأبلقي المطلّ على الصحن وأشغال عجينة الجصّ فوقه. 


أوّل ما يلفت نظر الزائر في هذه الصورة (عام ٢٠٠٦ أي قبل إنجاز الترميم) هو المستطيل داخل مستطيل فوق الباب ولوحة  الكتابة العبريّة التي تتوسّطه (لنا عودة إليها). عقد الباب منخفض نصف دائري تعلوه سبع ميداليّات زخرفيّة من عجينة الجصّ ونرى على جانبيّ العقد مثلّثات الزوايا spandrels الحاوية على زخارف رخاميّة وصدفيّة مرصّعة opus sectile.




نلج الآن من الباب للقاعة التي تأخذ شكل T ويوتسّطها عتبة (٥،٠٦ x ٥،٥٤ متر) وبحرة مع ثلاث طزرات على جوانب العتبة في الشرق والشمال والغرب. قسمت هذه القاعة إلى عدّة غرف اعتباراً من عام ١٩٧٠ على وجه التقريب وآلت للتداعي في العقود اللاحقة وانهار سقفها إلى أن خضعت -مع باقي البيت- للترميم في مطلع القرن الحادي والعشرين.


الطزر المركزي شمالي يقارب شكله المربّع وأبعاده ٤،٨٣ x ٤،٨٨ متراً. الطزر الغربي أكبر قليلاً (٥،٥٤ x ٥،٣٠ متر) وكان أيضاً في حالة سيّئة قبل الترميم واختفى سقفه العجمي بالكامل مع حلول عام  ٢٠٠١. الطزر الشرقي ٤،٨٨ x ٥،٣٣ متر وفي جداره الشرقي باب يؤدّي إلى غرفة متاخمة للقاعة الشرقيّة من الشمال ودرج يفضي إلى قبو تحت القاعة الشرقيّة. 


ربطت ثلاث عقود مزخرفة بين العتبة والطزرات الثلاث التي أعيد بناؤها وطلاؤها في ترميم القرن الحادي والعشرين. شمل هذا الترميم بناء سقف جديد بالكامل على غرار أسقف العجمي الشاميّة العريقة. 





اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي


حاييم فارحي


آل فارحي في القرن التاسع عشر


توزيع بيت فارحي


بيت فارحي: اللوحة المفقودة


تحت أرض بيت فارحي


بيت فارحي: الجدار الروماني


تنظيم بيت فارحي




Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis

Tuesday, January 26, 2021

تنظيم بيت فارحي


يؤدّي الباب القبلي (اندثر الباب الأصلي والصورة من عام ٢٠٠٦ لباب مستحدث) إلى صحن المدخل الصغير بأبعاد ٣،٠٨ x ٥،٧٦  متر ومنه إلى دهليز يطلّ على الزاوية الجنوبيّة الغربيّة لصحن البرّاني وهو أكبر صحون الدار يقارب شكله المربّع ١٦،٨٢ x ١٦،٥٩ متر (عدا الرواق) وتتوزّع حوله المكوّنات الآتية:


- ينصّف إيوان الجدار الجنوبي.

- يتقدّم رواق بعرض ١،٣ وطول ١٥،٧٩ متر (نراه على لوحة Leighton الشهيرة التي مرّ ذكرها) الإيوان الغربي الذي يحدّه مربّع من الجنوب وآخر من الشمال.

- على الجدار الشرقي نعاين قاعة ذات طزرين شمالي وجنوبي لربّما استعملت ككنيس خاصّ بالبيت.

- تحتلّ القاعة الرئيسة بطزراتها الثلاث الجدار الشمالي للصحن.


قسّم البرّاني اعتباراً من عام ١٩٧٠ على وجه التقريب إلى عدّة منازل قطنت فيها عدد من العائلات أزيلت مع حلول عام ٢٠٠٦ (رمّم البيت بهدف تحويله إلى فندق بين ٢٠٠٤ و ٢٠١١). 


يقع صحن الجوّاني بأبعاد ١٢،١٥ x ٢١،٥٥ (أي أقرب إلى المستطيل) غرب البرّاني وله إيوان جنوبي على جانبيه مربّعان أمّا قاعته فشماليّة ولها باب يتمّ الخروج منه إلى الكنيس المجاور.


يربط الصحن المتوسّط (٧ x ٨،٨٨ متر) بين البرّاني وسائر أقسام البيت أمّا صحن الخدمات (٩،١٧ x ١٨،٠٥) فيقع في الشمال وله مدخل من هذه الجهة.





تستحقّ كل غرفة وكل باحة من هذا القصر مقالاً مفصّلاً مستقلّاً وسأكتفي في الأيّام المقبلة بالتعرّض لبعضها باختصار مع الصور الإيضاحيّة حسب الحاجة. 





اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي


حاييم فارحي


آل فارحي في القرن التاسع عشر


توزيع بيت فارحي


بيت فارحي: اللوحة المفقودة


تحت أرض بيت فارحي


بيت فارحي: الجدار الروماني




Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis













Monday, January 25, 2021

شكري القوّتلي يواجه الجيش السوري


اقتبست هذا العنوان من تعليق محرّر مجلّة Paris Match الفرنسيّة على صورة الرئيس الراحل شكري القوّتلي التي نشرت -مع غيرها- في عددها الصادر في السابع من شهر أيلول عام ١٩٥٧. أبدأ بتعريب التعليق والنصّ الفرنسي الأصلي لمن يريد المقارنة:


تتجلّى -عبر الوجه الذي يعتريه الغمّ والعينين القلقتين- دراما تزعزع كيان هذا الرجل المهدّد الذي اختار بدافع الواجب أن يعود (*) إلى وطنه بين أعدائه (**). 



Sur ce visage tiré, derrière ces yeux inquiets, le drame bouleversant d’un homme menacé qui a choisi par devoir de revenir dans son pays parmi ses ennemis


(*) أي عندما عاد من زيارته للقاهرة إلى دمشق.

(**) المقصود بالأعداء ضبّاط الجيش السوري من أهل "الحلّ والربط".  


يظهر شكري القوّتلي في هذا المنشور وغيره في نفس المجلّة (الروابط أدناه) إنساناً مخلصاً وفي نفس الوقت تائهاً لا حول له ولا قوّة يسير مع تيّار لا يقاوم منقاداً لأحداث لا سيطرة له عليها وأنّه أكره على وحدة اندماجيّة استجابة لضغط الجيش السوري والقوى السياسيّة التي يمثّلها من جهة ومناورات الديبلوماسيّة المصريّة من جهة ثانية.  



هناك نواة من الحقيقة في هذا الوصف: يبقى الرئيس الراحل مهما كانت أخطائه ويشهادة الجميع عمليّاً رجلاً وطنيّاً أمضى جلّ حياته في خدمة بلاده وتنازل عن الرئاسة في سبيل هدف أسمى كما لم يفعل أحد قبله أو بعده لا في سوريّا ولا في العالم العربي برمّته. من الصحيح أيضاً أنّ قيادات الجيش السوري وقتها تجاوزت صلاحياتها (النظريّة) والحكومة السوريّة من رئاسة ومؤسّسات في سابقة خطيرة عندما تفاوضت مع جمال عبد الناصر ووضعت القوّتلي أمام الأمر الواقع. 


المعضلة في الخلفيّات والتفاصيل:


أوّلاً: تمثّل المجلّة وجهة النظر السائدة في فرنسا وقتها: جمال عبد الناصر ديكتاتور خطر "سرق" قناة السويس من المساهمين (التعبير لأنتوني إيدن رئيس وزراء بريطانيا وقتها كما أورده في مذكّراته) وأيّد مشروع استقلال الجزائر وسعى -ظلماً وعدواناً- لبسط نفوذه في المشرق. يحسن التذكير هنا -لوضع الأمور في سياقها- بسياسات فرنسا في عقد الخمسينات وهي لم تقتصر على دورها في أزمة السويس بل تجاوزته في دعمها لإسرائيل إلى أبعد الحدود. البرنامج النووي الإسرائيلي ثمرة التعاون الفرنسي الإسرائيلي وطائرات الميراج التي قصفت بها إسرائيل مصر عام  ١٩٥٦ ومصر وسوريا والأردن عام ١٩٦٧ فرنسيّة الصنع. فرنسا الخمسينات بمثابة الولايات المتّحدة اعتباراً من السبعينات فيما يتعلّق بالشرق الأدنى ودون أي مبالغة. 


ثانياً. شكري القوّتلي كان عروبيّاً وحدويّاً ولا يوجد دليل مقنع أنّه عارض الوحدة مع مصر قبل تحقيقها ولو "في قلبه وهو أضعف الإيمان" وبغضّ النظر عن أي تطوّرات طرأت على موقفه بعد الانفصال. ربطت شكري بك مع مصر الملكيّة والناصريّة علاقات ودّيّة للغاية وكان بإمكانه الاستقالة لو عارض الوحدة أو على الأقلّ التحفّظ عليها إن لم نقل المشاهرة بمعارضتها كما فعل خالد العظم وخالد بكداش. 


مع الأسف لم يكتب القوّتلي مذكّراته وترك للآخرين مهمّة تفسير وتعليل وتبرير أقواله وأفعاله وحتّى تعابير وجهه كما فعلت المجلّة الفرنسيّة بمنتهى الثقة ودون أدنى تردّد. 



رجل بين عالمين


شكري بك في دمشق


جمال عبد الناصر


شكري القوّتلي غداة يوم الوحدة


استفتاء ١٩٥٨


شكري وجمال


سينما العبّاسيّة تبارك بولادة الجمهوريّة العربيّة المتّحدة



  



مكتب عنبر: الصحن المركزي

 


يعدّ الصحن المركزي لمكتب عنبر من أكبر صحون الدور الشاميّة وأكثرها بذخاً. يتقدّم رواق الصاليا الشماليّة فيه ويقابلهما إيوان كبير في الجهة القبليّة. هناك إيوانان صغيران متواجهان على جانبيّ الإيوان الكبير في نهاية الصحن الجنوبيّة.


شمل الطابق العلوي في البيت رواقاً مفتوحاً لا نظير له في دمشق القديمة يقع فوق رواق الطابق الأرضي مباشرة. أغلق رواق الطابق العلوي بجدار في القرن العشرين ونعرف وجوده فقط من خلال الصور التاريخيّة (اللقطة الملحقة عن Bonfils في أواخر القرن التاسع عشر).


الصحن الغربي كبير أيضاً وذو غرف فسيحة وإن اختلف تنظيمها الحالي عن الأصل الدارس. ليس لدينا صور لهذا الرواق قبل القرن العشرين.


أخيراً لا يوجد نقوش كتابيّة تاريخيّة في مكتب عنبر والسبب على الأرجح إفلاس يوسف أفندي وهجرته قبل أن يستطيع أن يسكن في داره ويضع اللمسات النهائيّة على زخارفها.








مكتب عنبر. الخلفيّة التاريخيّة




مكتب عنبر من جلاء العثمانييّن إلى الانتداب الفرنسي


مكتب عنبر


مكتب عنبر: نبذة تاريخيّة


مكتب عنبر: الصحن الشرقي





Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Stefan WeberDamascus, Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.

Sunday, January 24, 2021

شكري بك في دمشق



الصورة من مجلّة Paris Match الفرنسيّة في عددها الصادر في السابع من أيلول عام ١٩٥٧ والتعليق عليها هو الآتي: 



"الرئيس يتلقّى تحيّة الجيش سيّد البلد فور وصوله".


Dès son arrivée, c’est l’armée, maîtresse du pays, qui lui rend les honneurs. 


الصورة العليا للرئيس شكري القوّتلي وخلفه رئيس الوزراء صبري العسلي ورئيس المجلس النيابي ناظم القدسي.


اللقطة أدناه لعربة الرئاسة محاطة بالحرس على متون الدرّاجات الناريّة ولم أستطع التعرّف على المكان. 


لا ريب أنّ المحرّر الفرنسي ملّم بسياسات الشرق الأدنى ومدرك للاتّجاه الذي تهبّ فيه رياحها: أي نحو الوحدة المصريّة-السوريّة؛ لا شكّ أنّه مناهض لهذه الوحدة كعدوّ لدود لجمال عبد الناصر في أعقاب أزمة السويس أضف إليها مساندة القاهرة لاستقلال الجزائر أو "فرنسا وراء البحار" France d'outre-mer عن "الوطن الأمّ". 


رغم هذه التحفّظات الكاتب مصيب إلى درجة كبيرة في ناحية واحدة على الأقلّ عندما أطلق على الجيش لقب "سيّد البلد". هناك من يعتقد إلى اليوم أنّ عقد الخمسينات كان ديموقراطيّاً إلى أن أجهز عبد الناصر -ومن بعده البعث- على الحريّة والديموقراطيّة. هذا الكلام غير دقيق إن لم نقل خاطىء من أساسه. إذا كانت سوريّا ديموقراطيّة في يوم من الأيّام (وجود برلمان وأحزاب لا يترجم بالضرورة إلى ديموقراطيّة حتّى في ديموقراطيّات الغرب المزعومة التي يعتبرها "الليبراليّون" العرب مثلهم الأعلى) فهذه الديموقراطيّة الشكليّة -الموروثة من فرنسا حتّى نسمّي الأمور بمسمّياتها- انتهت مع انقلاب حسني الزعيم في آذار عام  ١٩٤٩ إلى غير رجعة.




 قد يعترض البعض فيقول أنّها عادت بعد سقوط الشيشكلي عام ١٩٥٤ ولكن هذه الحجّة واهية على أحسن تقدير والدليل تصفية الحزب القومي السوري خصوصاً عام ١٩٥٥ وما رافقها من اعتقالات وإرهاب فكري وأحكام تعسّفيّة بالسجن والإعدام بالجملة على أشخاص لم يروا أو يعرفوا عدنان المالكي -قميص عثمان- في حياتهم. 




مكتب عنبر: الصحن الشرقي

 


عدد صحون مكتب عنبر أربعة: ثلاثة منها كبيرة ورابع صغير يلي المدخل مباشرة من جهة الشرق. تعكس الغرف وتوزيعها حول الصحون التغيّرات التي طرأت على تنظيم عمارة الدور الشاميّة في سبعينات القرن التاسع عشر. 


يتّصل الصحن الشرقي مع باب المدخل بواسطة الصحن الرابع الصغير المذكور أعلاه ونرى في المخطّط الملحق صاليا (قاعة تتبع الموضة وقتها حيث يتلاشى فرق الارتفاع بين العتبة والطزر) في الجانب الشرقي وإيوان في الجانب القبلي.


تتمحور البحرة البيضويّة الشكل مع مدخل الصاليا ولكنّها تنحرف قليلاً باتّجاه الشرق عن محور الإيوان. 


الصورة عن Bonfils وتعود لأواخر القرن التاسع عشر. 









مكتب عنبر. الخلفيّة التاريخيّة




مكتب عنبر من جلاء العثمانييّن إلى الانتداب الفرنسي


مكتب عنبر


مكتب عنبر: نبذة تاريخيّة






Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Stefan WeberDamascus, Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.