يتبع هذا البيت التوزيع الشائع في سائر البيوت الشاميّة العائدة لأواخر القرن الثامن عشر أو مطلع القرن التاسع عشر. تبلغ مساحة الطابق الأرضي ٢١١٣ متر مربّع وتكافىء على وجه التقريب الرقعة التي يشغلها قصر العظم في حماة. للبيت أيضاً طابق أوّل (اندثر ولا نعرف شكله الأصلي) وقبو.
بني البيت حول صحنين رئيسين: الأوّل والأهمّ هو صحن البرّاني (خلافاُ لقصر العظم وغيره حيث يحتلّ الجوّاني مكان الصدارة أبّهةً واتّساعاً) الواقع في الشرق. يقع صحن الجوّاني غرب البيت وهناك صحن للخدمات (مطبخ ومراحيض) في الشمال. لوّنت الصحون الثلاث بالأخضر على المجسّم الملحق وهناك صحنان إضافيّان صغيران لا يظهران عليه أحدهما امتداد لدهليز المدخل الرئيس في الجنوب والثاني يتوسّط الجوّاني والبرّاني من الشمال.
القاعات ممثّلة باللون الأزرق وأهمّها قاعة البرّاني الشماليّة التي تأخذ شكل T ويعلوا بابها نقش كتابيّ بالعبريّة. تواجد في داخلها كتابات إضافيّة إبالعبريّة والآراميّة اندثرت مع الأسف. هناك قاعة إضافيّة بطزرين شرق البرّاني لربّما كانت مكتبةً أو كنيساً أمّا الجوّاني فقاعته إلى الشمال. للبيت عديد من المربّعات والمربّع غرفة متعدّدة الاستعمالات أصغر من القاعة وأقلّ بذخاً تتواجد على جانبيّ الأواوين.
لّونت الأواوين بالأحمر-البرتقالي وكما نرى لدينا إيوان جنوبي في كلّ من الجوّاني والبرّاني وإيوان غربي يتقدّمه رواق في هذا الأخير. أضف إلى ما سبق إيوان رابع جنوب صحن الخدمات.
المدخل الرئيس للبيت قبلي يؤدّي عبر صحن صغير يليه دهليز إلى صحن البرّاني أمّا المدخل الثاني فهو شمالي يفضي إلى جناح الخدمات. أمكن الخروج من البيت أيضاً عن طريق باب خاصّ شمال وغرب الجوّاني يؤدّي للكنيس المجاور (بني حوالي منتصف القرن التاسع عشر) وكان له أيضاً ممرّ سرّي بينه وبين بيت لزبونا إلى الشرق محيت آثار بابه.
للحديث بقيّة.
اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين
يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي
Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018.
No comments:
Post a Comment