متى تجمّع يهود دمشق جنوب شرق المدينة؟ لا نملك جواباً شافياً على هذا السؤال وكلّ ما نستطيع توكيده أنّ حارة اليهود أخذت موقعها الذي شغلته حتّى القرن العشرين منذ عهد نور الدين وابن عساكر على أقلّ تقدير أي منذ القرن الثاني عشر الميلادي. ذكر ابن القلانسي أنّ عسكر نور الدين تمركز جنوب المدينة أمام باب كيسان عام ١١٥٤ عندما ألقت امرأة يهوديّة حبلاً تسلّق عليه أحد الجنود ليفتح الباب الشرقي ويمكّن الأتابك من دخول دمشق. قام نور الدين لاحقاً بسدّ باب كيسان (بين ١١٥٤ و ١١٦٨) لأسباب أمنيّة دون شكّ وبيت القصيد هنا الدلائل التاريخيّة على وقوع الحيّ اليهودي وراءه.
بإمكاننا بالطبع إرجاع الوجود اليهودي في هذا الموقع إلى القرن الأوّل الميلادي وفرار بولس الطرسوسي عندما أدلي في سلّة من نافذة في أعلى السور (سفر أعمال الرسل ورسالة بولس الثانية إلى أهل قورنثوس في كتاب العهد الجديد) والمعضلة هنا أنّ أقدم إشارة إلى هذا الموقع بالذات في سياق فرار بولس الرسول تعود إلى القرن الثالث عشر وتحدبداً ١٢٤٤ والفضل يعود إلى الراهب والمؤرّخ والجغرافي الإنجليزي Mathieu Paris (مخطوط من British Library) وبالتالي فهناك احتمال أنّ المذكور بكل بساطة ربط بين وجود حارة اليهود وراء باب كيسان في القرن الثالث عشر من جهة وقصّة مرور القدّيس بولس في دمشق في القرن الأوّل من جهة ثانية وأضاف ما اعتقده ١ + ١ واستنتج بناءً عليه أنّ باب كيسان = Porta Sancti Pauli أي باب القدّيس بولس ونقل اللاحقون عنه هذه "المعلومة" عبر القرون تماماً كما تنقل في القرن الواحد والعشرين - عن حسن أو سوء نيّة - "حقائق" الفيسبوك وتعتبر وحياً يوحى.
الخارطة الملحقة لحارة اليهود عن Ross Burns.
اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين
Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018.
Mouton, Guilhot, Piaton. Portes et murailles de Damas
No comments:
Post a Comment