بقيت دمشق حتّى منتصف القرن التاسع عشر مدينة شرقيّة تمركزت تجارتها الخارجيّة وحياتها الاقتصاديّة خصوصاً حول موسم الحجّ. تأخّرت العاصمة السوريّة عن بيروت والقاهرة في اللحاق بركب الحداثة إلى حين لتبدأ بعيد ١٨٥٠ بخطى وئيدة تسارعت في العقود المقبلة لتغيّر صورة المدينة إلى درجة كبيرة مع نهاية الحرب العظمى عام ١٩١٨.
هدفت التنظيمات العثمانيّة الشهيرة بالدرجة الأولى إلى التحديث لمواجهة تهديد الغرب المتعاظم من جهة وتعزيز السلطة المركزيّة في القسطنطينيّة من جهة ثانية. قام المسؤولون بمدّ التلغراف وإنشاء السكك الحديديّة وجرّ المياه النظيفة إلى دمشق وإدخال الترام والكهرباء (مع حلول ١٩٠٧). شقّت الشوارع وتشكّلت أحياء جديدة لاستيعاب التزايد الديموغرافي كما نرى في الخارطة الملحقة. توسّعت الصالحيّة (شرقاً إلى حيّ الأكراد وغرباً إلى المهاجرين) واتّصلت بالمدينة القديمة وضواحيها خارج السور بواسطة أحياء العفيف وعرنوس والشهداء. امتدّت أحياء جديدة حول محطّة الحجاز وفي البرامكة والقصّاع.
المعلومات أعلاه مقتبسة بتصرّف عن مقال مصوّر للدكتور Stefan Weber طوله ١٨ صفحة في كتاب From the Syrian Land الصادر عام ٢٠٠٤ (الرابط أدناه) أي أنّه سبق بخمس سنوات دراسته الشاملة عن دمشق التي نشرها المعهد الدانماركي. الخارطة من نفس المصدر توضّح الأحياء الجديدة التي ولدت بين عاميّ ١٨٥٠ و ١٩١٨.
Stefan Weber. Reshaping Damascus: Social Change and Patterns of Architecture in Late Ottoman Times
This is a greeat post thanks
ReplyDeleteThanks for your interest.
Delete