خصّص ابن صصرى بضعة صفحات من كتاب الدرّة المضيئة في الدولة الظاهريّة استعرض فيها وعدّد نوّاب دمشق واحداً واحداً منذ منتصف القرن الثالث عشر وحتّى أواخر القرن الرابع عشر. لا داعي لذكرهم جميعاً فكثير منهم من لم تدم ولايته بما يكفي لأن يترك لنا أثراً يستحقّ التنويه. أقتصر هنا على أبرزهم مع تاريخ نيابتهم وأشهر أعمالهم.
انتهى الحكم الأيّوبي في مصر عام ١٢٥٠ للميلاد مع المعظّم توران شاه وبدأ عهد المماليك. امتدّت حياة السلالة الأيّوبيّة في دمشق عشر سنوات إضافيّة وكان آخر أمرائها الملك الناصر يوسف (حفيد صلاح الدين من ناحية أبيه وحفيد العادل من ناحية أمّه)الذي قتله هولاكو عام ١٢٦٠.
دمشق العاصمة الثانية لإمبراطوريّة المماليك بعد القاهرة ولنائبها مكانة خاصّة في حسابات السلطان في مصر ولا مفرّ من صراع على السلطة بين الحين والحين.
أوّل من ناب على دمشق في عهد المماليك سنجر الحلبي الذي تمرّد بعد اغتيال المظفّر قطز ونصّب نفسه سلطاناً باسم الملك المجاهد قبل أن يسجن.
جمال الدين أقوش النجيبي (١٢٦٢) صاحب التربة النجيبيّة .
عزّ الدين أيدمر الظاهري (١٢٧١-١٢٧٩).
شمس الدين سنقر الأشقر. (١٢٧٩) تمرّد ضدّ قلاوون وأعلن نفسه سلطاناً (الملك الكامل). فقد رأسه عام ١٢٩٢ في عهد الأشرف خليل ابن قلاوون.
حسام الدين لاجين المنصوري (١٢٨٠-١٢٩١) صاحب خان لاجين أو خان عيّاش.
عزّ الدين أيبك الحموي (١٢٩١-١٢٩٥) صاحب التربة الأيبكيّة الحمويّة.
شجاع الدين غرلو (١٢٩٥-١٢٩٦). تربة غرلو في الصالحيّة معروفة.
جمال الدين أقوش الأفرم (١٢٩٩-١٣٠٩). جامع الأفرم الحالي شرق ساحة عدنان المالكي حديث ولكنّه قائم على مكان الجامع الأصلي.
سيف الدين تنكز الحسامي (١٣١٢-١٣٤٠). زوّج ابنته للسلطان المملوكي الناصر الذي زوّج بدوره بناته لأبناء تنكز. أنجز الكثير خلال ولايته الطويلة وليس فقط في دمشق. تنسب إليه كثير من الأوابد وليس فقط في دمشق التي ترك فيها جامع تنكز ودار الحديث التنكزيّة (المدرسة الكامليّة) والتربة الكوكبائيّة (أو تربة ستيتة زوج تنكز).
سيف الدين يلبغا اليحياوي الناصري (بداية من تمّوز ١٣٤٥). جامع يلبغا المندثر أشهر من نار على علم وإلى هذا النائب أيضاً الفضل في بناء قبّة يلبغا في القدم.
سيف الدين أرغون شاه (١٣٤٧). لا يزال جامع السنجقدار المنسوب إليه قائماً إلى اليوم.
سيف الدين منجك اليوسفي. ناب أكثر من مرّة بين ١٣٥٨ و ١٣٦٩ وهو غير الأمير الذي جدّد جامع الأقصاب ونسب إليه جامع منجك في الميدان (بني بعد حوالي نصف قرن من نيابة سيف الدين).
سيف الدين تنبك المحسني (١٣٩٢-١٣٩٩). صاحب جامع وتربة التينبيّة في الميدان. أقتبس هنا ما كتبه ابن صصرى عنه: "المقرّ الكريم العالي المولوي المالكي المخدومي السيفي تنبك المحسني الملكي الظاهري أدام الله أيّامه". تمرّد تنبك بعد موت برقوق ضدّ ابن هذا الأخير الناصر فرج ولكنّه فشل في مسعاه ودفع رأسه ثمناً للعصيان (هذا التمرّد خارج عن نطاق الأحداث التي سردها ابن صصرى).
الدرّة المضيئة في الدولة الظاهريّة
ابن صصرى ومخطوط الدرّة المضيئة في الدولة الظاهريّة
طبوغرافيا إقليم دمشق أواخر القرن الرابع عشر
No comments:
Post a Comment