الموقع على بعد ١٥ من الأمتار شمال غرب الزاوية القواميّة في حيّ المهاجرين في منطقة أعرفها جيّداً حارة حارة ودخلة دخلة وإن كنت ولا زلت أجهل الأسماء "الرسميّة" لشوارعها.
ندين بهذا الاكتشاف للصدفة خلال قيام أحد المتعهّدين بحفريّات أظهرت للنور درجات نازلة إلى حجرة أرضيّة تولّى بعدها فريق مهنيّ من المديريّة العامّة للآثار والمتاحف عمليّة التنقيب بداية من الخامس من أيلول عام ٢٠٠٧ ونشرت نتائجها الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة.
عناصر التربة هي التالية:
أوّلاً: ثلاث درجات هابطة تبدأ من جهة الشرق وتنخفض أولاها عن مستوى الشارع بسبعة من أعشار المتر.
ثانياً: فناء صغير مستطيل بين الدرج ومدخل التربة أبعاده ٧٩ عشير المتر x ٦٨ عشير المتر.
ثالثاً: مدخل ارتفاعه ٨٨ عشير المتر وعرضه ٦٤ عشير المتر. لم تعثر البعثة على بابه.
رابعاً: غرفة الدفن بطول ٢٢٤ عشير المتر وعرض يقارب متراً ونصف المتر وارتفاع ١٤٦ من عشيرات المتر. السقف مقبّب والبناء من قطع حجريّة متوسّطة الحجم (الصورة) تربطها مونة.
السهم يشير لانهيار في أحد زوايا التربة |
خامساً: قبر فرديّ بسيط عثر فيه على هيكل عظميّ كامل يواجه رأسه الغرب وقدماه الشرق ووجهه الجنوب أي اتّجاه القبلة. طول القبر متران وعرضه نصف المتر وارتفاعه ستّة من أعشار المتر أمّا جدرانه فمبنيّة من مداميك آجريّة.
لم يعثر المؤلّفان على أي نقوش كتابيّة أو لقىً من شأنها تحديد هويّة التربة ومنه لجوئهما إلى اثنين من المصادر التاريخيّة الأوّل والأحدث منهما كتاب دمشق الإسلاميّة الصادر عام ١٩٢٤ للألمانييّن Wulzinger و Watzinger. عرّب هذا الكتاب الأستاذ قاسم طوير وعلّق عليه الدكتور عبد القادر ريحاوي. ذكرت النسخة المعرّبة (صفحة ٢٤٦) تربة مجهولة قرب الزاوية القواميّة يرجّح أنّها تعود للقرن الثامن الهجري. وصف المؤلّفان بنائها كمربّع المسقط أبلقيّ المداميك مسدود النوافذ تعلوه قبّة.
المصدر الثاني ابن طولون والقلائد الجوهريّة في تاريخ الصالحيّة. ذكر هذا العالم التربة العزيّة الأيبكيّة الحمويّة "بالسفح غربي زاوية ابن قوام ابن كثير في سنة ثلاث وسبعمائة (*) للأمير الكبير عزّ الدين أيبك الحموي نائب دمشق ثمّ عزل عنها إلى صرخد ثمّ نقل قبل موته بشهر إلى نيابة حمص وفيها توفّي يوم العشرين من ربيع الآخر ونقل إلى تربته بالسفح غربي زاوية ابن قوام وإليه ينسب الحمّام بمسجد القصب الي يقال له حمّام الحموي وعمّره في أيّام نيابته انتهى".
* (١٣٠٣-١٣٠٤ للميلاد).
إذاً من المؤكّد وجود تربة غرب الزاوية القواميّة على الأقلّ حتّى العقد الثاني من القرن العشرين بدلالة شهادة العالمين الألمانييّن ومن المعقول أنّها الأيبكيّة الحمويّة بناءً على موقعها حسب ابن طولون.
محمّد نظير عوض وهمّام سعد. اكتشاف تربة مجهولة في شارع ابراهيم هنانو. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة العددان ٥١-٥٢ للعامين ٢٠٠٨-٢٠٠٩.
No comments:
Post a Comment