Friday, October 30, 2020

لمن نسبت كنيسة دمشق البيزنطيّة؟‎


 

روى عدد من المؤرّخين المسلمين قصّة اقتسام معبد دمشق بعد الفتح الإسلامي بين المسيحييّن والمسلمين وكيف اكتشف الوليد بن عبد الملك الموضع الذي دفن فيه رأس يوحنّا المعمدان (النبي يحيى) ولا يزال مقام يحيى إلى اليوم أحد مفاخر الجامع الأموي. 


من المتّفق عليه أنّ قدس أقداس دمشق (وإن تفاوتت مساحته) كان دوماً في الموضع الذي يشغله جامع بني أميّة حاليّاً من الآرامييّن إلى اليوم ومروراً بمعبد المشتري الروماني ولا شكّ أنّ الكنيسة البيزنطيّة قامت في ذلك الموقع أو على أقلّ تقدير احتلّت قسماً منه. السؤال هنا ما اسم هذه الكنيسة؟  


ليست الإجابة بهذه الدرجة من السهولة والسبب أنّ الغالبيّة الساحقة من المصادر المتوافرة التي اعتمدت نسبة الكنيسة إلى يوحنّا لاحقة للفتح الإسلامي بعشرات السنين أو حتّى مئات السنين إسلاميّة كانت (وهي كثيرة) أو مسيحيّة ولربّما كانت شهادة الأسقف الإفرنجي Arculfe الذي حجّ في البلاد المقدّسة حوالي عام ٦٧٠ للميلاد أقدم هذه الأخيرة إذ ذكر وجود "كنيسة كبيرة مكرّسة ليوحنّا المعمدان في دمشق وكنيسة (يقصد جامع) للكفّار المسلمين". 


نأتي الآن إلى تعريب ما كتبه Gatier عن هذا الموضوع في الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة:


نسب تاريخ باسكال (بيزنطي من القرن السابع للميلاد) تحويل المعبد الوثني إلى كنيسة مسيحيّة للإمبراطور قسطنطين بينما عزاه ملالاس (٤٩١-٥٧٨ للميلاد وهو يوناني ألّف أقدم تاريخ معروف لبيزنطة) إلى ثيودوسيوس. ظهرت تسمية كنيسة القدّيس بوحنّا المعمدان للمرّة الأولى في العهد الأموي. يخبرنا القدّيس أمبروز (٣٤٠-٣٩٧ للميلاد) أنّ اليهود أحرقوا كنيستين مسيحيّتين في عهد الإمبراطور جوليان المرتدّ (ملك ٣٦١-٣٦٣ م) وهناك أيضاً كنيسة القدّيس ليونتيوس التي بنيت في عهد جستنيان في القرن السادس. يشهد صفرونيوس (بطريرك القدس المعاصر للفتح الإسلامي) بوجود كنيسة للقدّيس توما في دمشق في الأسطر التالية:


لهذا القدّيس في دمشق العديد من المآثر والكثير من المعجزات المذهلة... يبجّل الدمشقيّون هذا الرسول الذي يشفي مرضاهم ويوزّع النعم عليهم بشكل استثنائي. 


الخلاصة ليس لدينا دليل سابق للإسلام عن كنيسة ليوحنّا في الموقع الذي يشغله الجامع الأموي حاليّاً (باستثناء شهادة Porter نقلاً عن أنطون بولاد التي أشرت إليها سابقاً) وإن كان من المنطقي والأغلب أنّ كنيسة - بغضّ النظر عن تسميتها - تواجدت في هذه البقعة المقدّسة منذ آلاف السنين. أمّا عن وجود عدّة كنائس في دمشق لدى الفتح الإسلامي فهذا متّفق عليه كائناً ما كان المصدر.   





دمشق في النصوص السايقة للإسلام  


شهادتان عن فضائل دمشق قبل الأسلام


دمشق في النصوص السابقة للإسلام: سترابو


سميراميس ملكة دمشق


دمشق في القرن الأوّل للميلاد


ابراهيم ملك دمشق


بولس الطرسوسي في دمشق


دمشق حاضرة رومانيّة


تجارة دمشق وخمر حلبون





Pierre-Louis GatierAnnales archéologiques arabes syriennes 41-54. LI-LII 2008-2009. 


Photo Julien Aliquot


Damas dans les textes de l’Antiquité


Église Saint-Jean-Baptiste?



No comments:

Post a Comment