Wednesday, October 14, 2020

أركاديوس وكاتدرائيّة يوحنّا في دمشق


 

ليس من المبالغة اعتبار "خمس سنوات في دمشق" الصادر عام ١٨٥٥ للمبشّر الإيرلندي Josias Leslie Porter أهمّ ما كتب عن المدينة حتّى ذلك الوقت وأكثره دقّة. تغطّي حوالي ٨٠٠ صفحة موزّعة على جزأين طبوغرافيا دمشق وتاريخها وأهمّ معالمها وتوزيعها الديموغرافي ومحيطها مع فصول مخصّصة لتدمر وحوران وغيرها. أرفق أدناه رابطيّ الكتاب وهو أكثر من جدير بالتعريب.


الأسطر التالية ترجمة للصفحة ٧١-٧٢ من الجزء الأوّل ولها أهميّة استثنائيّة لارتباطها بتاريخ جامع أميّة الكبير:


لا شكّ أنّ معبداً وثنيّاً في غاية الاتّساع والجمال شغل هذا المكان قديماً. قدّر المسيحيّون أهميّة هذا الموقع وحوّلوه إلى كنيسة. كان الجامع الأموي قيد الترميم منذ حوالي أربعين عاماً (أي تقريباً عام  ١٨١٥) عندما اكتشف أحد العمّال المسيحييّن نقشاً يونانيّاً على حجر كبير في باب جيرون. قام هذا الشخص بنسخ الكتابة واستحصل على ترجمة لها قبل أن يفقد الأصل أمّا عن الحجر نفسه فقد تلف وتشوّه. سمع أنطون بولاد (*) هذه القصّة لاحقاً وطلب نسخة من التعريب ومفاده هو الآتي:


رمّم أركاديوس ابن الملك ثيودوسيوس كنيسة المبارك يوحنّا المعمدان


ملك أركاديوس من ٣٩٥ إلى ٤٠٨ للميلاد أي حوالي سبعين عاماً بعد أن ترسّخت المسيحيّة في الإمبراطوريّة الرومانيّة على يد قسطنطين الكبير واستناداً إلى ذلك من الممكن أنّ أركاديوس كان أوّل من شيّد هذا البناء لعبادة المسيحييّن أو لربّما اقتصر ما قام به على تجهيزه على طراز أكثر بهاءً. استمرّت هذه الكنيسة كاتدرائيّة لأبربشيّة دمشق لفترة ثلاثمائة عام على وجه التقريب.     




(*) الأب أنطون بولاد ١٧٩٤-١٨٧١ مؤرّخ وأديب من مواليد دمشق له الكثير من المؤلّفات واعتمد عليه Porter في القياسات التي استعملها في خارطته للجامع الأموي ومحيطه وفي الأرقام التي زوّدنا بها عن عدد المسيحييّن في دمشق في منتصف القرن التاسع عشر والتي اعتبرها - بفضل بولاد - أكثر مصداقيّة من الإحصاءات المتعلّقة بالمسلمين واليهود وقتها (مع الشكر للصديق الأستاذ الياس بولاد)




أنطون بولاد وإسهام مبكّر للمسيحييّن في ترميم الجامع الأموي





Illustration: engraving after photo by James Graham Esq (Five Years in Damascus Vol I frontispiece). 



No comments:

Post a Comment