Saturday, October 10, 2020

سور دمشق الجنوبي



خصّصت الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة عددين لمدينة دمشق الأوّل عام ١٩٨٥ (المجلّد ٣٥) والثاني ٢٠٠٨-٢٠٠٩ (المجلّدان ٥١-٥٢) فيهما عشرات المقالات بالعربيّة والفرنسيّة والإنجليزيّة. حذت مجلّة الدراسات الشرقيّة الصادرة عن المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى حذو الحوليّات في عددها رقم ٦١ الصادر عام ٢٠١٢. 


موضوع اليوم (والأيّام القليلة المقبلة)  مقال الأستاذ يامن دبّور في الحوليّات ٢٠٠٨-٢٠٠٩ بعنوان "أضواء على الجهة الجنوبيّة من سور مدينة دمشق".   


اعتقد الألمانيّان Wulzinger و Watzinger قبل مائة عام أنّ سور المدينة الجنوبي بشكله المنحني يعود للقرون الوسطى والعهود الإسلاميّة بينما كان السور الروماني في هذه الجهة مستقيماً. أيّد الفرنسي Jean Sauvaget هذه النظريّة ورسم خريطة تخيّليّة (الصورة الملحقة) لسور المدينة الكلاسيكي أعطاه فيها شكلاً مستطيلاً ووضعه وراء السور اللاحق بحيث يقتصر تقاطع السورين على نقاط معيّنة خصوصاً أبواب المدينة. 


لآراء علماءٍ مخضرمين من معدن W & W و Sauvaget وزنها ما في ذلك من شكّ وعمليّاً لم يقم أحد بالاعتراض عليها إلى عام ١٩٨٠ عندما اقترح الأمريكي Paul Chevedden فرضيّة جديدة وجريئة مفادها أنّ السور الجنوبي روماني رغم شكله المنحني وأنّ الأسوار الرومانيّة أو اليونانيّة - رغم اعتماد المخطّط الشطرنجي في تنظيم المدن - ليست بالضرورة مستقيمة بل تتبع تضاريس الأرض والضرورات الدفاعيّة. عزّز Chevedden رأيه بالتدقيق في السور الجنوبي وأكّد أنّ عدداً لا بأس به من أحجاره الرومانيّة موجود في مكانه الأصلي ولم يجلب من مكان آخر ليعاد استخدامه في هذا الموقع كما قال بعض الباحثين. 


لدينا إذاً أكثر من وجهة نظر ويبقى القول الفصل للتنقيب والحفريّات كما سنرى في المنشور المقبل. 




يامن دبّورأضواء على الجهة الجنوبيّة من سور مدينة دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة العددان ٥١-٥٢ للعامين ٢٠٠٨-٢٠٠٩. 



No comments:

Post a Comment