Saturday, October 31, 2020

مسكوكات دمشق: الإسكندر الأكبر



تاجر الإنسان حصراً بواسطة المقايضة لآلاف السنين. اختراع النقد حديث نسبيّاً يعزى عموماً لمملكة ليديا Lydia في آسيا الصغرى التي روى Herodotus قصّتها وقصّة ملكها Croesus الفاحش الثراء وكيف ضمّ قورش ليديا لإمبراطوريّة إيران الأخمينيّة في القرن السادس قبل الميلاد. 


ما يعنينا هنا دمشق. متى بدأ ضرب العملة فيها؟ تداول النقد الذهبي أو الفضّي أو البرونزي لا يعني بالضرورة سكّه والمعلومات عن دمشق قبل العهد الكلاسيكي (أي اليوناني-الروماني الذي دام ألفاً من الأعوام) محدودة للغاية. ما نعلمه أنّ ضرب النقد كان موجوداً في المدينة بداية من الإسكندر الأكبر على الأقلّ وهناك دلائل ملموسة في العملات التي وصلتنا. لعلم المسكوكات numismatics أهميّة خاصّة كمصدر تاريخي لا شائبة عليه مقارنة مع روايات الكتّاب التي تتغيّر وتتبدّل ويضاف إليها التوابل والأفاويه عبر العصور. 


نرافق بداية من اليوم الأستاذ خالد كيوان في جولة في تاريخ دمشق الكلاسيكي من خلال نقدها. نشرت الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المقال الكامل بالفرنسيّة في الصفحات ٥٥-٧٢ من عدها الصادر ٢٠٠٨-٢٠٠٩ والمعلومات أدناه مقتبسة من هذا البحث. 


توغّل جيش الإسكندر الأكبر في سوريا بعد هزيمة داريوس الثالث إمبراطور إيران في معركة Issus (قرب إسكندرون) عام ٣٣٣ قبل الميلاد. كلّف الفاتح Parménion أحد أعوانه باحتلال دمشق والاستحواذ على كنوز غريمه المخزونة فيها. مات الإسكندر عام ٣٢٣ وما يعنينا هنا العملة الفضيّة من فئة الدراخما (درهم) الرباعيّة tétradrachme التي ضربت في دمشق في العشر سنوات التي انصرمت بين دخول المقدونييّن إليها وموت ملكهم. فلنتفحّص مع الأستاذ كيوان هذه التحفة النادرة:


الوجه: الإسكندر أمرد الذقن يعتمر جلد الأسد على غرار هرقل. 

القفا: المشتري Zeus ربّ الأرباب جالساً على عرشه يحمل صقراً في يمناه المبسوطة وصولجاناً في يسراه. تحمل القطعة كتابةً يونانيّةً تذكر اسم الإسكندر والأحرف الأولى من دمشق ونرى أيضاً القسم الأمامي من كبش ستستعمل صورته في إصدارات لاحقة. 


للحديث بقيّة.



Khaled Kiwan. Les émissions monétaires de Damas à l’époque classiqueAnnales archéologiques arabes syriennes 41-54. LI-LII 2008-2009. 


Damas: Monnaies d’Alexandre le Grand

No comments:

Post a Comment