ودعي أيضاً مدرسة الإخوة المريمييّن أو Frères maristes قبل تأميمه عام ١٩٦٧ ليصبح مدرسة الأخوّة الخاصّة للبنين وتلغى برامجه الموازية باللغة الفرنسيّة حتّى الصفّ الثالث الابتدائي.
لا أعرف صورة الراهب في منتصف الصورة ولكنّي أذكر جيّداً الفرير Bernardus على يمينه ومدير المدرسة الأستاذ جميل خوري على يساره كما أذكر الأستاذ عدنان صارجي (على يمين الفرير Bernardus) أوّل من علّمني في هذه المدرسة وتلاه عدد من المربّين الأفاضل منهم حنّا دورا وعدنان طربيه وابراهيم تيّاش وخالد طربيه وسهيل جنّاوي وفيصل حديدي وغيرهم.
تجمع الصورة أربعين طفلاً متوسّط عمرهم خمس سنوات لربّما استطعت تسمية حوالي ربعهم وبعضهم على الأقلّ من مستعمليّ الفيسبوك الذي قصّر المسافات وأطال عمر الذكريات.
استعملت هذه المدرسة التبشيريّة حوافزاً رمزيّة لتشجيع الطلّاب أقلّها شأناً ما كنّا ندعوه "بونبوانة" وهي استنساخ عربيّ للأصل الفرنسي bon point (نقطة أو علامة حسنة) وكانت قطعة صغيرة برتقاليّة اللون من الورق المقوّى لا تحمل اسم الطالب وتعطى له مكافأة على إنجاز صغير. يستطيع التلميذ بقليل من الجهد أن يحصل على ما هو أهمّ من "البونبوانة" ألا وهي قصاصة ورق صغيرة تحمل اسمه وتدعى "فيكتوارة" من victoire (النصر) وهناك غيرها كبطاقة المواظبة diligence والشرف Billet d'Honneur وغيرها لا زال عندي بعض نماذجها التي احتفظ لي بها أبي رحمه الله من جملة ما احتفظ به.
لا تعني هذه "الشهادات" الشيء الكثير ولا يتجاوز الهدف منها تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإشعاره بأنّه حقّق شيئاً استحقّ عليه هذه المكافآت الرمزيّة. أعرف ذلك معرفة اليقين لأنّي كنت وقتها - بالرغم من كلّ هذه "الشهادات" و"التنويهات" - طالباً عاديّاً على أحسن تقدير وأحد الأسباب انحراف النظر الشديد astigmatism الذي كنت أعاني منه والذي جعل القراءة عذاباً أليماً وصداعاً لا ينتهي إلى أن شخّص طبيبي الخاصّ (أمّي طيّب الله ذكرها) هذه العلّة فأخضعتني لفحص عيون عند الدكتور رياض معتوق الذي كتب لي وصفة نظّارات طبيّة تكفّل بصنعها أخصّائي البصريّات الأرمني جوزيف (كان محلّه في البرلمان واستمرّ في استقبال الزبائن حتّى تسعينات القرن الماضي على الأقلّ). تحسّنت مع استعمال "الكزلك" رؤيتي إلى أبعد الحدود وزال الصداع الذي كنت أشكوا منه أو كاد ومع هذا وذاك تحسّن أدائي المدرسي ولكن بعد فوات الأوان على الأقلّ فيما يتعلّق بالبونبوانات والفيكتوارات إذ مع تأميم المدرسة ذهب الفريرات وذهبت معهم هذه الرموز "الرجعيّة" إلى غير رجعة.
No comments:
Post a Comment