Tuesday, October 27, 2020

بولس الطرسوسي في دمشق



ينسب حيّ النيبطون في دمشق إلى الأنباط أمّا عن موقعه فكان شرق شارع باب توما أو ما سميّ في العصور الوسطى درب الحجر وهو أصلاً cardo روماني أي شارع شمالي-جنوبي. 


سادت الفوضى في بلاد الشام في أواخر العهد الهلنستي وأصبح عجز السلوقييّن عن الحفاظ على الأمن واضحاً وبالتالي تعيّن على دمشق البحث عن بديل في شخص ملك الأنباط الحارثة الثالث Aretas III الذي طلبت المدينة حمايته لها من غزوات أهل الجيدور (Iturea في منطقة عنجر اليوم) ليملك عليها عام  ٨٤ أو ٨٥ قبل الميلاد. استحوذ ملك أرمينيا Tigranes على دمشق بعد سنوات قليلة قبل أن يضمّ الرومان سوريا على يد Pompey ٦٤-٦٥ ق.م. 


إذاً حكم الأنباط دمشق لفترة قصيرة في أواخر القرن الأوّل قبل الميلاد وهذه حقيقة تاريخيّة لا خلاف عليها. ماذا عن عهد القدّيس بولس؟ 


باشر القدّيس في الوعظ في كنس دمشق ويخبرنا العهد الجديد وتحديداً أعمال الرسل (الإصحاح التاسع آية ٢٢-٢٥) ورسالة بولس الثانية إلى أهل قورنثوس (الإصحاح الحادي عشر آية ٣٢-٣٣) كيف دلّي الرسول من سلّة من نافذة في سور دمشق ليحبط مؤامرة لقتله ويعتقد الأخصّائيّون أنّ هذا حصل في منتصف ثلاثينات القرن الأوّل الميلادي في عهد الإمبراطور الروماني طيباريوس أو خلفه كاليغولا على أبعد تقدير عندما ملك الحارثة الرابع Aretas IV على دمشق. 


هل يعني هذا أنّ دمشق كانت تحت سيطرة الأنباط عندما زارها القدّيس بولس؟ يحدّثنا كتاب العهد الجديد عن والي للحارثة الرابع (المقابل الإنجليزي ethnarch أي رئيس مجموعة إثنيّة) ويؤكّد البعض (مثلاً المبشّر الإيرلندي Porter في كتاب خمس سنوات في دمشق صفحة ١٠٢-١٠٤) أنّ هذا الأخير ملك فعلاً في دمشق قبل موت طيباريوس (٣٧ للميلاد) بفترة قصيرة. 


يخالف Gatier هذا الرأي قائلاً أنّ الرومان احتفظوا بالمدينة دون انقطاع منذ عهد بومبي اللهمّ إلّا إذا استثنينا فترة قصيرة ضمّت فيها دمشق مع أراضٍ سوريّةٍ إلى مملكة كليوباترا كمنحة من أنطونيو أمّا عن وضع الحارثة الرابع فيرجّح المؤرّخون اليوم (ومنهم الأسترالي Burns) أنّ ملك الأنباط كان يرعى مصالح أبناء جلدته في دمشق عن طريق هذا "الوالي" ولا يعني هذا بالضرورة أنّه ملك عليها. 


لدينا في في كلّ الأحوال ما يكفي من البراهين عن وجود نبطيّ ويهوديّ في دمشق قبل ألفيّ عام ولا جدال أنّ هذا الوجود كان ملموساً ومؤثّراً.  


اللوحة عن كتاب "الأرض والكتاب" لمؤلّفه W.M.Thomson.





دمشق في النصوص السايقة للإسلام  


شهادتان عن فضائل دمشق قبل الأسلام


دمشق في النصوص السابقة للإسلام: سترابو


سميراميس ملكة دمشق


دمشق في القرن الأوّل للميلاد


ابراهيم ملك دمشق





Pierre-Louis GatierAnnales archéologiques arabes syriennes 41-54. LI-LII 2008-2009. 


Damas dans les textes de l’Antiquité



Josias Leslie Porter. Five years in Damascus


Ross Burns. Damascus, a History 2005. 

No comments:

Post a Comment