Thursday, December 31, 2020

قصر العظم: لمحة تاريخيّة


 

بنيت أكبر دور دمشق بين الأعوام ١٧٤٩-١٧٥١ كنا رأينا وأعيد تصميم بعض غرفها عام ١٨٣٥ عندما دخل إليه الباروك العثماني. ذكرت الليدي Isabel Burton (قرينة القنصل البريطاني) عام ١٨٧٠ أنّ حالة "بيت علي باشا" كانت "بالغة السوء". 
جدّد القصر عام ١٨٩٨ استعداداً لاستقبال قيصر ألمانيا غليوم الثاني Wilhelm II واشترته الحكومة الفرنسيّة في عهد الانتداب من ٦٨ وريثاً بمبلغ ٢٢٠٠٠ ليرة ذهبيّة عام ١٩٢٢ لتخصّص قسمه الجوّاني (الأكثر اتّساعاً) مقرّاً للمعهد الفرنسي للآثار والفنون الإسلاميّة Institut Français de Damas الذي أسّسه الجنرال الشهير هنري غورو Henri Gouraud بينما تحوّل البرّاني (الأصغر) إلى مقرّ للمندوب السامي خلال إقامته في دمشق.


أدّى اختيار القصر كمكان إقامة لممثّل سلطات الانتداب إلى هجوم الثوّار عليه في تشرين أوّل عام ١٩٢٥ عندما احترق الجناح الجنوبي للجوّاني بالكامل تقريباً (وصف عالم الآثار ومؤرّخ الفنّ الإسلامي ومدير المعهد الفرنسي في دمشق Eustache de Lorey هذا الهجوم بالتفصيل وكيف نهب المتمرّدون ومنهم "ابن زعيم العصابة حسن الخرّاط" القصر وعاثوا فيه فساداً وأتلفوا وثائقاً وصوراً لا تقدّر بثمن: أحد الروابط أدناه). تكفّل الفرنسيّون بالترميم فيما بعد واستعانوا في سبيل ذلك بصور القصر التاريخيّة. طال وجود المعهد الفرنسي في قصر العظم حتّى عام  ١٩٤٦. 


أصبح القصر متحفاً للفنون والتقاليد الشعبيّة اعتباراً من الثالث عشر من أيلول عام  ١٩٥٤ عندما فتح أبوابه للزوّار. 


المجسّم الملحق عن Montgomery و Burden استناداً إلى Michel Écochard عام ١٩٣٥. 





قصر العظم


قصر العظم في دمشق


متحف الفنون والتقاليد الشعبيّة


عندما هاجم الثوّار السوريّون قصر العظم


قصر العظم: بعض المعطيات اللوجستيّة





Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Brigid Keenan & Tim Beddow. Damascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson 2000.






تان تان

 


كل عام وأنتم بخير

الصورة لغلاف عدد تان تان الصادر في الثاني من كانون الثاني عام ١٩٤٧ وهو أّول احتفال للمجلّة البلجيكيّة الشهيرة بعيد رأس السنة. يحتلّ البطل مكان الصدارة رافعاً كأسه في تحيّة لقرّاء المجلّة والعام الجديد وعلى يمينه يقف مدبّر  Moulinsart الوفي Nestor بينما يجلس حول المائدة جمهرة من شخصيّات المجلّة منهم القبطان السكّير هادوك والتوأمان الظريفان Dupond و Dupont (تيك وتاك) الذين لا تملك الشرطة الفرنسيّة غيرهما لحلّ الألغاز والقبض على المجرمين والمخترع العظيم الأستاذ برجل Tournesol (رافق تان تان وصحبه في رحلة إلى القمر على متن صاروخ من تصميمه قبل Neil Armstrong بخمسة عشر عاماً) والصبي المغامر Jo وأخته Zette وقردهما Jocko (فوفو وفيفي وفستق). 


كلّ هؤلاء أبطال Hergé مبدع شخصيّة تان تان (أو تم تم حسب مجلّة سمير المصريّة) الذي نراه جالساً على يمين الناظر (الخامس من الأمام إلى الوراء) ولكن هناك المزيد من المشاهير على الغلاف وأبرزهم Blake و Mortimer (سعيد وبلاك حسب مجلّة بساط الريح اللبنانيّة) أبطال صديق  Hergé الفنّان Jacob (الأوّل من الأمام على يمين الناظر) و Corentin (فوّاز حسب مجلّة بساط الريح) للفنّان Paul Cuvelier وغيرهم. 


صدر العدد الأوّل من مجلّة تان تان البلجيكيّة في السادس والعشرين من أيلول عام  ١٩٤٦ والأخير (تحت اسم Hello Bédé بداية من عام  ١٩٨٩) في التاسع والعشرين من حزيران عام  ١٩٩٣. للمجلّة نسخة عربيّة اعتباراً من عام  ١٩٧١ توقّفت عن الصدور بعد أقلّ من عشر سنوات. أذكر أنّ ثمن العدد الأوّل منها كان  ١٢٥ قرشاً سوريّاً في وقت لم يتجاوز سعر مجلّة أسامة الربع ليرة ومجلّة سمير أو ميكي ٣٥ قرشاً أمّا مجلّات المطبوعات المصوّرة المعرّبة في لبنان عن أصولها الأمريكيّة (سوبرمان والوطواط ولولو الصغيرة وطرزان وبونانزا والبرق وغيرها) فكان سعر عددها نصف ليرة ولكنّها منعت من دخول سوريا بداية من عام ١٩٦٧ وإن أمكن اقتنائها عن طريق التهريب.   


تان تان إذاّ أغلى مجلّات الشبيبة المصوّرة في ذلك العهد ولكنّها كانت أفضلها على الإطلاق.     

Wednesday, December 30, 2020

Palais Azem 1880

 


Dans la ville beaucoup de palais magnifiques, à l'intérieur n'ont l'air, au dehors, que de véritables masures. Ces splendides habitations sont aujourd'hui presque toutes entre les mains des Israélites; quelques-unes sont encore habitées par des familles nobles, à moitié ruinées, dépossédées de leurs fiefs par le gouvernement turc, et qui ne peuvent continuer le luxe de leurs ancêtres. 

Une des plus belles est celle du petit-fils d'un des anciens pachas de Damas. Au centre de cette demeure princière, dont l'entrée, fort mesquine, est coudée plusieurs fois sur elle-même de façon à être défendue facilement et à arrêter tout regard indiscret venant de la rue, se trouve ne cour plantée de rosiers chargés de fleurs, de lauriers et d'orangers. Des vasques en marbre blanc, incrustées de stucs colorés, laissent jaillir en abondance leurs eaux limpides ; des vases de fleurs répandus à profusion autour des perrons et des fontaines renferment des plants d'aillets dont la fleur est spécialement aimée des Syriens. Des pigeons et des perdrix rouges privées (Perdrix schukkarpicorent sur le sol comme des poules. 

De vastes salons, précédés d'un selamlikc'est-à-dire d'une sorte de vestibule destiné à recevoir les étrangers, s'ouvrent sur la cour et sont séparés d'elle par quelques marches en marbre blanc. Ces salles, très élevées, sont d'une richesse d’ornementation impossible à décrire: les plafonds, à caissons, sont en bois de noyer et décorés de mille manières diverses par des filets d'or, d'argent, rouges, verts, qui s'entre-croisent en arabesques légères el capricieuses. Des vitraux enchâssés dans l’albâtre éclairent les parties supérieures. 

Les murs, en marbres de plusieurs couleurs, sont inscrustés d'entrelacs creusés dans la pierre et remplis avec du stuc coloré. Les parquets, d'une richesse extrême, sont formés par les marbres ou les brèches les plus rares. Le selamik est la partie antérieure de la  salle qui est isolée par une ou deux marches élevées, et quelquefois par une élégante balustrade, découpée comme une dentelle.


Louis Lortet. La Syrie d'aujourd'hui 

Louis Lortet

Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


قصر العظم: بعض المعطيات اللوجستيّة‎

 


لا يمكن تغطية أكبر دور دمشق على الإطلاق ببضعة صفحات ناهيك عن بضعة أسطر. يستحقّ قصر العظم أسفاراً موجّهة  للأخصّائييّن والمهتمّين من الهواة وكتيّبات لمن يرغب في معلومات سريعة ويتعيّن لمن يرغب في صيانة التراث الشامي أن يسهر على ترجمة مؤلّفات من هذا النوع إلى أكبر عدد ممكن من اللغات الحيّة. هنا لا مناص من التذكير أنّ الأجانب سبقونا بكثير في النشر عن أوابدنا مع الأسف.  


أكتفي اليوم بمقدّمة سريعة وبعض الأرقام على أمل مزيد من التفاصيل قريباً. أدرج أيضاً بعض الروابط التي تبحث في جوانب معيّنة من تاريخ البيت.


تولّى أسعد باشا العظم دمشق بين ١٧٤٢ و ١٧٥٦ أمّا عن البيت فقد بني بسرعة صاروخيّة خلال عامين ١٧٤٩-١٧٥١ (قارن مع مشاريع أواخر القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين في دمشق التي اقتصرت سرعة الإنجاز فيها على هدم آثارٍ لا تقدّر بثمن بينما يسير البناء البديل بخطى السلحفاة). 


ذكر ابن بدير الحلّاق أنّ الوالي استعمل ثمانمائة إنسان في بناء قصره ممّا سبّب شحّاً مؤقّتاً في اليد العاملة في المدينة أضف إليها قطع مياه دمشق ريثما يتمّ تمديدها إلى داره. 


بلغت مساحة القصر خمسة آلاف وخمسمائة متر مربّع وهكذا تربّع على عرش دور الشام اتّساعاً وبذخاً ليصبح نموذجاً استقى منه أثرياء دمشق في تخطيط وزخرفة دورهم.


بيوت الشام -حتّى الباذخة منها- متواضعة المظهر من الخارج ويشكّل مدخل قصر العظم الأبلقي استثناءً لهذه القاعدة ومنه يلج الزائر إلى صحن البرّاني (قسمه الشمالي ١٥ x ٢٠ متراً والجنوبي  ١٥ x ٢٥ متراً) ومن البرّاني (السلاملك) إلى قاعة استقبال أو المضافة. يقع الإيوان في جنوب هذا الصحن كما نرى في المخطّط الملحق.


صحن الجوّاني أو الحرملك هو الأكبر في الدار (وعلى الأغلب في دمشق) إذ تصل أبعاده إلى ٥٦ x ٢٤ متراً وفيه بحرتان إحداهما مستطيلة والثانية دائريّة-مضلّعة بينهما حوض مستطيل للنباتات. يقع إيوان الجوّاني إلى الجنوب والشرق وهناك أكثر من قاعة: يتقدّم رواق القاعة الرئيسة الشماليّة ونرى القاعة الجنوبيّة بأقسامها (ثلاث طزرات) إلى الغرب من الإيوان.


لهذا القصر حمّام خاصّ ومن المعروف أنّ البيوت الشاميّة التاريخيّة التي تتمتّع بهذه الخاصّة نادرة حتّى إذا اقتصر الكلام على بيوت الأغنياء. 


للحديث بقيّة.  




قصر العظم


قصر العظم في دمشق


متحف الفنون والتقاليد الشعبيّة


عندما هاجم الثوّار السوريّون قصر العظم





Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Tuesday, December 29, 2020

بيت نيادو سطمبولي


مزيد عن هذا القصر الدمشقي في مستقبل قريب وأقتصر اليوم بتعريب ذكر مختصر له عن الدكتور Stefan Weber (صفحة ٣٩١ في الجزء الثاني للمرجع أدناه).


شيّد هذا البيت على مرحلتين رئيستين وتعود البنية الحاليّة إلى القرن الثامن عشر وأواخر القرن التاسع عشر. تعود المرحلة الأولى للنصف الثاني من القرن الثامن عشر وخضع البيت للتجديد بين ١٨٦٥ و ١٨٧٢ عندما كان أحد أكثر بيوت المدينة إتقاناً وأغناها زخرفةً بكلفة قدّرت بعشرين ألف ليرة ذهبيّة عثمانيّة. أضيفت أشغال رخاميّة دقيقة وغنيّة إلى المبنى القديم (القرن الثامن عشر) مع العديد من اللوحات الجداريّة على الواجهة المطلّة على الصحن. يحتوي البيت على نقوش كتابيّة باللغة العبريّة ويصنّف كأحد الدور الشاميّة البالغة الأهميّة. انتقد Weber (عام ٢٠٠٩) التعديلات التي أجريت على البيت مؤخّراً معتبراً إيّاها غير مناسبة.


تعود الصورة لحوالي عام ١٩٠٠ وهي عن Keystone View Company/Gifford M. Mast. 






Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009. 


Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 

Monday, December 28, 2020

زفاف في بيت لزبونا

 

العنوان البديل: بيت لزبونا في كتابات زوّار دمشق


رأينا كيف صنّفت الليدي Isabel Burton بيت لزبونا كأجمل بيوت دمشق إطلاقاً بعد قصر العظم (بالمقارنة اعتبرت مكتب عنبر على بذخه مبتذلاً وتحسّرت على الأبنية التي هدمت ليحلّ محلّها). كتب المبشّر الأمريكي Thomson أيضاً عن هذا البيت (١٨٨٦) ووصفه الفنّان الهولندي Willem de Famars Testas الذي زاره في أيّار عام ١٨٦٨. أنقل اليوم تعريباً عن الفرنسيّة والكاتب Charles Lallemand (الرابط أدناه).



أمّا عن الحيّ اليهودي فهو يشغل مع كنسه العديدة الطرف الجنوبي للشارع المستقيم وهو أقلّ نظافة بكثير من نظيره المسيحي ومع ذلك نرى فيه بعض البيوت الرائعة الجمال للأثرياء من عائلات اليهود وعلى سبيل المثال آل لزبونا.

ذهبنا لزيارة السيّد لزبونا وذكّرته عندما دعاني لحفل زفافه قبل ثلاثين عاماً. تميّز هذا الحفل الجميل والبهيج بمآدب شديدة البذخ وجاشت عواطف هذا الرجل الممتاز عندما ذكّرته بكافّة التفاصيل بما فيها زيّه الوردي كعريس يبلغ من العمر سبعة عشر ربيعاً والنبل الطفولي لعروسه التي كان عمرها وقتئذ ثلاثة عشر عاما. 

مارس المؤلّف Lallemand (١٨٢٦-١٩٠٤) الترحال في مصر وبلاد الشام مع صديقه المصوّر Ludvico Hart (١٨٣٧-١٩١٩) وزيّن أكثر من مجلّد بصور تاريخيّة وثائقيّة ليس فقط للأماكن والمعالم وإنّما أيضاً الأشخاص والأزياء والتقاليد الشعبيّة التي خلّدها في كتاب نادر تسعيرته على أحد المواقع أكثر بقليل من ستّة عشر ألفاً وخمسمائة دولار!

الصورة الملحقة لسيّدات في بيت لزبونا في أواخر القرن التاسع عشر عن F.M.Good. مزيد عن هذا القصر في المستقبل القريب. 




Sunday, December 27, 2020

بيت الخواجا لزبونا‎

 

تعود الصورة الملحقة إلى أواخر القرن التاسع عشر والمصدر American Colony أمّا عن النصّ فهو تعريب توخّيت فيه الأمانة عن الصفحتين ١٧١-١٧٢ من الجزء الأوّل لكتاب "حياة سوريّا الداخليّة" لليدي Isabel Burton قرينة مستشرق معروف شغل منصب قنصل بريطانيا في دمشق Richard Francis Burton من ١٨٦٨ إلى ١٨٧١. صدر كتاب الليدي إيزابيل عام ١٨٧٥ (الرابط أدناه). 


امتطينا الدوابّ نحو الحيّ اليهودي لزيارة الخواجا لزبونا وهو أحد أغنى أغنياء أبناء دينه الأغنياء ومالك لأجمل بيوت دمشق مع استثناء واحد (١). استقبلنا في هذا البيت بأحسن ضيافة وابتهج كافّة أفراد العائلة برؤيتنا. نلاحظ في هذا البيت أيضاً (٢) تواضع المدخل والممرّ الضيّق المتعرّج ولربّما فناء الإسطبل قبل الوصول إلى مظاهر الثراء والجمال. التناقض في بيت لزبونا أقلّ منه في سائر البيوت ومع ذلك مدخل هذه الدار عادي ومكوّن من باحة خارجيّة حقيرة بينما يخفي باب ثانٍ خلفه الجمال الذي يسطع على الغرباء. البيت مربّع الشكل وتتساوى جميع مكوّناته على ما يبدوا في غنى زخارفها. 


نقف الآن أمام صحن جميل مبلّط فيه بحرات رخاميّة كبيرة يسبح فيها السمك الذهبي وفيه أيضاً أشجار البرتقال والليمون والياسمين وغيرها من الشجيرات العطرة التي تنتصب فوق الأرض المرصّعة بالفسيفساء ويرطّبها ندى اثنتين أو ثلاث من نوافير المياه. تتسلّق النباتات المزهرة والشجيرات على التعاريش لتوفّر الظلّ وتبثّ الروائح الزكيّة. الحجرات مفتوحة على الصحن وتطلّ عليه أيضاً القاعة (٣) وهي تجويف مفتوح الواجهة ترتفع أرضه المبلّطة بالحجر عن مستوى الصحن. تغطّي الوسائد المخمليّة المذهّبة أرض القاعة والقسم المرتفع منها أو المنبر (٤) أمّا الجدران فهي حشد من الفسيفساء المذهّبة والمرصّعة بالعاج والصدف مع سويريّات رخاميّة دقيقة وعديد من النقوش البارزة. غرفة الإستقبال في الداخل (٥) مماثلة للوصف السابق ولكنّها أكثر غنىً وثمّة سنجلس جميعاً حول فسقيّة جميلة من الرخام الأبيض التي يبقبق منها ماء لا نظير له في ترطيب الجوّ القائظ. 




  ١. المقصود بالطبع قصر العظم.

  ٢. أي كسائر البيوت الشاميّة. 

  ٣. الكلام كما هو واضح من سياق السرد عن الإيوان. 

  ٤. الطزر.

  ٥. المعني بالوصف هو القاعة.   


بيت لزبونا





Isabel Burton. The Inner Life of Syria, Palestine, and the Holy Land 1875


Khawaja Lisbona: Description of the House

Saturday, December 26, 2020

Khawaja Lisbona: Description of the House


Now we will ride to the Jewish quarter, and visit Khawaja Lisbona, one of the wealthiest of his wealthy faith; he has the most beautiful house, save one, in Damascus. We shall be received with the greatest hospitality—the whole family will be equally pleased to see us. You will again remark the mean doorways, the narrow, winding passage, perhaps a stable-yard, which precede riches and beauty. Lisbona affects less of this contrast, yet even in his establishment a mean entrance is a shabby outer court, and a second poor doorway masks the beauty which flashes upon the stranger. The house is in the form of a square, and appears to be all as richly ornamented. 


A beautiful paved Court stands before us, with large marble fountains and their goldfish, orange and lemon trees, jessamine and other perfumed shrubs, springing from a tesselated pavement, and kept moist by two or three little jets d'eauFlowering creepers and shrubs are trained about the lattice work, shedding shade and sweets. The apartments open into the court. The Ka'ah, or open alcove, with raised floor and open front, looks on the court; the stone pavement and raised daïs are covered with velvet and gold cushions on three sides. The walls are a mass of mosaics in gold, ebony, and mother-of-pearl, with tiny marble columns and many alto relievosThe reception-room inside is similar, but richer; we shall all sit round a beautiful white marble fountain, whose bubbling is most refreshing in the parched weather.



Isabel Burton. The Inner Life of Syria, Palestine, and the Holy Land 1875

بيت سليمان فارحي‎

 


أدين بهذا المنشور مع الخريطة والصورة الملحقتان إلى الأستاذ المهندس حازم خليف الذي لفت نظري مشكوراً إلى بيت لأسرة فارحي سهت عنه المصادر التاريخيّة. 


الشكل الملوّن بالأزرق كنيس يحدّه شرقاً (رقم ٢٧٧) بيت حاييم فارحي-المعلّم وغرباً (٢٦٨) بيت نيادو-اسطمبولي. هذان البيتان (اللون الأحمر على المخطّط) معروفان وهناك معلومات لا بأس بها عنهما في عدد من المراجع إضافة إلى كمّ معقول من الصور التاريخيّة لبيت اسطمبولي.


بيت القصيد رقم ٢٧١ (ملوّن بالأصفر) الذي درسه الأستاذ خليف وقدّر كونه بيت سلمون (سليمان) فارحي ولست متأكّداً إذا كان المعني سلمون عمّ حاييم-المعلّم أم ابن عمّه (سليمان أو سلمون ابن إسحاق الذي مات في عكّا). أضاف الأستاذ خليف أنّ هذا البيت متواضع نسبيّاً ولكنّه يحتوي على قاعة جميلة ويربط بينه وبين بيت فارحي المعلّم (إلى الجنوب والشرق) والكنيس (إلى الجنوب) ممرّ سرّي يفضي إلى الأقبية المشتركة بين العقارات الثلاث. يبدأ هذا الممرّ من قبو الخزنة في بيت فارحي وينتهي إلى خارج الحارة أمّا عن مدخله فيدلّ عليه السهم في الصورة الملحقة الملفتة للنظر بجمال وغنى زخارفها الجداريّة. 




أخيراً - النقل دائماً عن الأستاذ خليف الأخصّائي في هندسة العمارة - يقع الممرّ بين الجدران واكتشف بفضل الفروقات بين المخطّط العقاري الفرنسي العائد لعهد الانتداب ومخطّط البيت حاليّاً كما رسمه الأستاذ خليف. 


للعالم المهندس الشابّ منّي أطيب تحيّة مع خالص شكري لمساهمته القيّمة في إحياء تراث دمشقنا الحبيبة. 






يهود دمشق


يهود دمشق في يوسيفوس


قصور دمشق اليهوديّة


اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


حارة اليهود


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي


حاييم فارحي


آل فارحي في القرن التاسع عشر




Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Friday, December 25, 2020

آل فارحي في القرن التاسع عشر


زار المبشّر الإسكتلندي John Wilson بيت فارحي في حزيران ١٨٤٣ عندما كانت الأسرة لا تزال في عزّها كإحدى أغنى أسر دمشق اليهوديّة بفضل تجارتها مع أوروبا - خصوصاً بريطانيا العظمى - واستثماراتها المصرفيّة والعقاريّة وعلاقاتها العامّة. كان بيت فارحي آنذاك مركز الحباة اليهوديّة في دمشق التاريخيّة ولم يكن الوحيد بين البيوت الباذخة للطائفة وإن كان أكبرها (الكلام قبل بناء مكتب عنبر بالطبع). اعتبر Wilson فارحي وهارون ولزبونا وهراري أهمّ عائلات تجّار اليهود في دمشق وقدّر رأس مال أربع وعشرين بيت يهودي يعملون بالتجارة الخارجيّة بستّ عشر إلى ثماني عشر مليون غرش أو ستّة إلى سبعة آلاف جنيه استرليني لكل بيت كما صنّف بيتيّ مراد ورافائيل فارحي كأغنى هذه الأسر وخمّن ثروة كلّ منهما التجاريّة بأكثر من مليون ونصف مليون غرش. 


تظهر الصورة المجسّمة الملحقة موقع البيت في قلب حارة اليهود وإلى الشرق منه بيت لزبونا الذي ربطت أهله مع عائلة فارحي علاقات مصاهرة أضف إليها ممرّاً تحت الأرض بين البيتين (ربط ممرّ آخر بين بيت فارحي والكنيس المجاور رغم احتواء البيت على كنيسه الخاصّ). يقع بيت اسطمبولي غرب بيت فارحي وإذا تابعنا السير مسافةً قصيرةً باتّجاه الغرب نصل إلى بيت الدحداح (لا يظهر في المصوّر) الذي كان ملكاً للسيّد مراد (موردخاي) فارحي أمّا تسمية الدحداح فتعود إلى عائلة مسيحيّة اشترته في سبعينات القرن العشرين وأقامت به حتّى ٢٠١١ على الأقلّ. 


تحسّن وضع اليهود من الناحية القانونيّة في عهد التنظيمات العثمانيّة ورغم  ذلك واكب هذا العهد بداية أفول نجم الأسرة وساهم في ذلك إشهار إفلاس الباب العالي عام ١٨٧٥ الذي سبّب أضراراً ماديّة جسيمة ليهود دمشق الأثرياء ممنّ استثمروا في سندات الدولة. لم يعن هذا بالضرورة إفلاس الفارحييّن الذين احتفظوا ببيوتهم الباذخة على أقلّ تقدير ومع هذا بدأ بعضهم بالهجرة إلى الغرب إلى أن غادر آخر من غادر من سليليّ العائلة في تسعينات القرن العشرين بينما اختارت حفنة منهم البقاء حتّى مطلع القرن الحالي كما رأينا. 


للحديث بقيّة. 





يهود دمشق


يهود دمشق في يوسيفوس


قصور دمشق اليهوديّة


اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


حارة اليهود


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي


حاييم فارحي



Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis





Thursday, December 24, 2020

حاييم فارحي

 

ولد حاييم الابن البكر لشاؤول (شحادة) فارحي حوالي عام ١٧٦٠ وعيّنه أحمد باشا الجزّار رئيساً لصيرفة عكّا عام ١٧٩٠ استمرّ فارحي في شغل هذا المنصب حتّى قتل عام ١٨٢٠. 


لا نعرف عنه الشيء الكثير قبل دخوله في خدمة الجزّار باشا وإن كانت هناك مؤشّرات على ذكائه كلقب الحكيم (لضلوعه في التلمود) والمعلّم ومعرفته بعدّة لغات: التركيّة والعربيّة والعبريّة والإيرانيّة ولغة اليهود الإسبان (Ladino). 


يخبرنا الفيلسوف بيدبا في كتاب كليلة ودمنة (على لسان كليلة وأعتذر سلفاً للجنس اللطبف نيابة عنه) عن ثلاثٍ هنّ مجلبة للمهالك: "صحبة السلطان وائتمان النساء على الأسرار وشرب السمّ للتجربة". السلطان في هذه الحالة أحمد باشا والي عكّا (ودمشق وصيدا) الذي استحقّ لقب الجزّار عن جدارة ومن مآثر حكمه سمل إحدى عينيّ حاييم فارحي وصلم إحدى أذنيه وجدع أنفه ثمّ سجنه عام  ١٧٩٤ (الصورة أعلاه للإنجليزي القبطان Francis Spilsbury يقف فيها فارحي على يمين الجزّار باشا). هناك خلافات في هذه الرواية ومن غير المؤكّد أنّ أحمد باشا (الذي كان يحجّ إلى مكّة وقتها) أمر بالتمثيل بفارحي أم أنّ أحد نوّابه أخذ المهمّة على عاتقه. في كلّ الأحوال استعاد فارحي حظوته بعد فترة وجيزة ولعب دوراً مفتاحيّاً في التصدّي لنابوليون عندما حاصر هذا الأخير عكّا عام  ١٧٩٩.



سجن فارحي مجدّداً قبيل موت الجزّار عام ١٨٠٤ في ظروف غامضة واستردّ مكانته من جديد في عهد سليمان باشا الذي خلف الجزّار في ولاية عكّا. روى الحاخام Joseph Schwarz الذي أقام في القدس من ١٨٣٣ إلى ١٨٤٦ أنّ بيت فارحي كان ملاذاً للمضطهدين من جميع الأمم والأديان أمّا عن ثرائه فقد شهد Buckingham الذي زاره عام  ١٨١٦ أنّه شاهد في الدار إثني عشر إلى خمسة عشر خادماً على أقلّ تقدير وهناك أيضاً شهادة الرحّالة السويسري Johann Ludwig Burkhardt عام ١٨١٢ الذي قدّر ثروة فارحي بما لا يقلّ عن ثلاثمائة ألف من الجنيهات الإسترلينيّة وهو مبلغ خيالي في مقاييس ذلك العصر يعادل عشرين مليوناً بعملة اليوم.  أصبح فارحي كتخدا (بمثابة مدير للإقليم وحاكمه الفعلي) عام ١٨١٤ ودام نفوذه ما دامت ولاية سليمان باشا.


كان فارحي في أوج سلطانه لدى موت سليمان باشا عام  ١٨١٨ واستعمل نفوذه ليضمن تعيين ربيبه عبد الله باشا (مملوك شركسي تبنّاه حاييم فارحي) إلى الولاية ولكن هذه الخطوة كانت شؤماً ووبالاًَ عليه إذ غار الوالي الجديد من ثروة وجاه ولي نعمته ووكلّ نسيبه ابراهيم بك بقتل فارحي في خان الفرنجي في عكّا وهكذا وصل المعلّم إلى خاتمته عام ١٨٢٠ بعد طويل عهد من المجد والسؤدد. 





يهود دمشق


يهود دمشق في يوسيفوس


قصور دمشق اليهوديّة


اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


حارة اليهود


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي



Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis