ركّز الدكتور Weber على دراسة دمشق في أواخر العهد العثماني أي المائة عام التي سبقت نهاية الحرب العالميّة الأولى ودوال دولة الإمبراطوريّة عام ١٩١٨. كثيرة هي التغيّرات التي طرأت على المدينة في تلك الفترة التي تعاظم النفوذ المركزي من الفسطنطينيّة خلالها كما نرى عبر النشاطات العمرانيّة وتطوّر الفنّ والزخرفة وتنظيم البيوت (على سبيل المثال ظهور "الصوفا" أو الغرفة المركزيّة كبديل للصحن في بعض الدور).
وصلت المؤثّرات الأوروبيّة عبر العاصمة العثمانيّة إلى دمشق التي تبنّت بكلّ طوائفها (مسلمة كانت أم مسيحيّة أم يهوديّة) شعار النحمة والهلال في عمائرها كما تبنّت السلطات المحليّة الطغراء السلطانيّة (الطرّة كما في "طرّة ولّا نقش"؟) في منشآتها.
لا أدلّ على الهويّة الجديدة من انتشار اللوحات الجداريّة في البيوت الشاميّة كعنصر جديد في زخارف البيوت مع الروكوكو العثماني. تكرّرت صور القسطنطينيّة ومضيق البوسفور في هذه اللوحات التي تفاوت إتقانها بتفاوت إمكانيّات أصحاب البيت وإن ظهرت فيها نفس العناصر: سفن تمخر عباب اليمّ (شراعيّة في البداية ثمّ بخاريّة) وقصور أو مشيّدات عسكريّة على الضفاف ومآذن طويلة هيفاء القوام على الطراز العثماني. كثير من هذه المشاهد تخيّليّة بيد أنّها استوحت من نماذج أصليّة.
اللوحة أعلاه من بيت ديري-مرتضى وهو أحد بيوتات الطبقة المتوسّطة-المحدودة الإمكانيّات lower middle class حسب Weber.
قانون الجنسيّة في الدولة العثمانيّة
ساحة المرجة وانتقال مركز المدينة إلى الغرب
هويّة عثمانيّة أم هويّة عربيّة؟
No comments:
Post a Comment