Tuesday, December 8, 2020

سوق علي باشا




اعتبره الدكتور Weber أوّل أسواق دمشق الحديثة. وصل هذا السوق قبل هدمه في أواخر أربعينات القرن العشرين بين سوق الخيل شرقاً وساحة المرجة غرباً وشغل الزاوية الشماليّة الشرقيّة لهذه الساحة. 


النسبة إلى علي باشا ابن اسماعيل ابن محمّد الموره لي وأعتقد أنّ أصله من جنوب اليونان استناداً إلى صفة "الموره" أو Morea في لقبه وهي تسمية شبه جزيرة Peloponnesus في العصور الوسطى وتحت الحكم العثماني. 


بني هذا السوق عام ١٨٧٥ (١٢٩٢ للهجرة) كوقف أهليّ (ذريّ) وأجريت عليه بعض التعديلات عام ١٨٧٩. بلغ طوله ٥٠ متراً واحتوى طابقه السفلي على ٨٦ حانوتاً وتوسّطه صحن وبحرة وكان له مقهى على مدخله الغربي وآخر على الشرقي. تواجد خان في الطابق العلوي فيه ١٩ غرفة ومقهى ومطبخ ومخزن. تحوّل اسم الخان لاحقاً لإلى فندق علي باشا. استمدّ هذا السوق وملحقاته الماء من نهر أو قناة بانياس. 


سوق علي باشا هو الأوّل في دمشق من ناحية توزّع الواجهات المبنيّة بعناية على طابقين واحتوائه على متاجر فسيحة وإطلاله على شارع عريض وأصبح بذلك نموذجاً للأسواق التي بنيت في العقود التالية. اتّبع هذا السوق مبدأ الأسواق المقنطرة (المغطّاة) الأوروبيّة arcades التي دخلت القسطنطينيّة للمرّة الأولى حوالي عام ١٨٧٠. ألهمت الأسواق الشرقيّة التقليديّة المسقوفة أوروبا في بناء الأسواق المقنطرة وبالتالي فما حصل فعلاً أنّ أسواق دمشق "الحديثة" دارت ٣٦٠ درجة لتعود بشكلها المنقّح المجمّل الذي نعرفه إلى موطنها الأصلي: من الشرق الأدنى (البازار القديم) إلى أوروبا (arcade) لتعود إلى الشرق الأدنى عن طريق القسطنطينيّة. 


وافت يد المنيّة علي باشا قبل ١٨٨١ وكان موكلاً بالهدايا المرسلة مع قافلة الحجّ لمكّة والمدينة "صرّة أميني الحجّ". تشير سجلّات المحكمة من القرن التاسع عشر أنّ آل الموره لي معروفون في دمشق منذ القرن السادس عشر وسكنوا في حيّ القنوات ولدينا معلومات تفيد أنّ خديجة خانم الموره لي (قرينة علي باشا) أوقفت عدّة حوانيت في سوق الأروام وسوق النسوان والسوق الجديد (الحميديّة لاحقاً) وباب البريد والدرويشيّة. 



  




ساحة المرجة وانتقال مركز المدينة إلى الغرب


أسواق دمشق العثمانيّة الحديثة









Stefan Weber. Damascus Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.

No comments:

Post a Comment