تعود الصورة الملحقة إلى أواخر القرن التاسع عشر والمصدر American Colony أمّا عن النصّ فهو تعريب توخّيت فيه الأمانة عن الصفحتين ١٧١-١٧٢ من الجزء الأوّل لكتاب "حياة سوريّا الداخليّة" لليدي Isabel Burton قرينة مستشرق معروف شغل منصب قنصل بريطانيا في دمشق Richard Francis Burton من ١٨٦٨ إلى ١٨٧١. صدر كتاب الليدي إيزابيل عام ١٨٧٥ (الرابط أدناه).
امتطينا الدوابّ نحو الحيّ اليهودي لزيارة الخواجا لزبونا وهو أحد أغنى أغنياء أبناء دينه الأغنياء ومالك لأجمل بيوت دمشق مع استثناء واحد (١). استقبلنا في هذا البيت بأحسن ضيافة وابتهج كافّة أفراد العائلة برؤيتنا. نلاحظ في هذا البيت أيضاً (٢) تواضع المدخل والممرّ الضيّق المتعرّج ولربّما فناء الإسطبل قبل الوصول إلى مظاهر الثراء والجمال. التناقض في بيت لزبونا أقلّ منه في سائر البيوت ومع ذلك مدخل هذه الدار عادي ومكوّن من باحة خارجيّة حقيرة بينما يخفي باب ثانٍ خلفه الجمال الذي يسطع على الغرباء. البيت مربّع الشكل وتتساوى جميع مكوّناته على ما يبدوا في غنى زخارفها.
نقف الآن أمام صحن جميل مبلّط فيه بحرات رخاميّة كبيرة يسبح فيها السمك الذهبي وفيه أيضاً أشجار البرتقال والليمون والياسمين وغيرها من الشجيرات العطرة التي تنتصب فوق الأرض المرصّعة بالفسيفساء ويرطّبها ندى اثنتين أو ثلاث من نوافير المياه. تتسلّق النباتات المزهرة والشجيرات على التعاريش لتوفّر الظلّ وتبثّ الروائح الزكيّة. الحجرات مفتوحة على الصحن وتطلّ عليه أيضاً القاعة (٣) وهي تجويف مفتوح الواجهة ترتفع أرضه المبلّطة بالحجر عن مستوى الصحن. تغطّي الوسائد المخمليّة المذهّبة أرض القاعة والقسم المرتفع منها أو المنبر (٤) أمّا الجدران فهي حشد من الفسيفساء المذهّبة والمرصّعة بالعاج والصدف مع سويريّات رخاميّة دقيقة وعديد من النقوش البارزة. غرفة الإستقبال في الداخل (٥) مماثلة للوصف السابق ولكنّها أكثر غنىً وثمّة سنجلس جميعاً حول فسقيّة جميلة من الرخام الأبيض التي يبقبق منها ماء لا نظير له في ترطيب الجوّ القائظ.
١. المقصود بالطبع قصر العظم.
٢. أي كسائر البيوت الشاميّة.
٣. الكلام كما هو واضح من سياق السرد عن الإيوان.
٤. الطزر.
٥. المعني بالوصف هو القاعة.
Isabel Burton. The Inner Life of Syria, Palestine, and the Holy Land 1875
No comments:
Post a Comment