Friday, December 25, 2020

آل فارحي في القرن التاسع عشر


زار المبشّر الإسكتلندي John Wilson بيت فارحي في حزيران ١٨٤٣ عندما كانت الأسرة لا تزال في عزّها كإحدى أغنى أسر دمشق اليهوديّة بفضل تجارتها مع أوروبا - خصوصاً بريطانيا العظمى - واستثماراتها المصرفيّة والعقاريّة وعلاقاتها العامّة. كان بيت فارحي آنذاك مركز الحباة اليهوديّة في دمشق التاريخيّة ولم يكن الوحيد بين البيوت الباذخة للطائفة وإن كان أكبرها (الكلام قبل بناء مكتب عنبر بالطبع). اعتبر Wilson فارحي وهارون ولزبونا وهراري أهمّ عائلات تجّار اليهود في دمشق وقدّر رأس مال أربع وعشرين بيت يهودي يعملون بالتجارة الخارجيّة بستّ عشر إلى ثماني عشر مليون غرش أو ستّة إلى سبعة آلاف جنيه استرليني لكل بيت كما صنّف بيتيّ مراد ورافائيل فارحي كأغنى هذه الأسر وخمّن ثروة كلّ منهما التجاريّة بأكثر من مليون ونصف مليون غرش. 


تظهر الصورة المجسّمة الملحقة موقع البيت في قلب حارة اليهود وإلى الشرق منه بيت لزبونا الذي ربطت أهله مع عائلة فارحي علاقات مصاهرة أضف إليها ممرّاً تحت الأرض بين البيتين (ربط ممرّ آخر بين بيت فارحي والكنيس المجاور رغم احتواء البيت على كنيسه الخاصّ). يقع بيت اسطمبولي غرب بيت فارحي وإذا تابعنا السير مسافةً قصيرةً باتّجاه الغرب نصل إلى بيت الدحداح (لا يظهر في المصوّر) الذي كان ملكاً للسيّد مراد (موردخاي) فارحي أمّا تسمية الدحداح فتعود إلى عائلة مسيحيّة اشترته في سبعينات القرن العشرين وأقامت به حتّى ٢٠١١ على الأقلّ. 


تحسّن وضع اليهود من الناحية القانونيّة في عهد التنظيمات العثمانيّة ورغم  ذلك واكب هذا العهد بداية أفول نجم الأسرة وساهم في ذلك إشهار إفلاس الباب العالي عام ١٨٧٥ الذي سبّب أضراراً ماديّة جسيمة ليهود دمشق الأثرياء ممنّ استثمروا في سندات الدولة. لم يعن هذا بالضرورة إفلاس الفارحييّن الذين احتفظوا ببيوتهم الباذخة على أقلّ تقدير ومع هذا بدأ بعضهم بالهجرة إلى الغرب إلى أن غادر آخر من غادر من سليليّ العائلة في تسعينات القرن العشرين بينما اختارت حفنة منهم البقاء حتّى مطلع القرن الحالي كما رأينا. 


للحديث بقيّة. 





يهود دمشق


يهود دمشق في يوسيفوس


قصور دمشق اليهوديّة


اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين


بيت فارحي: المصادر التاريخيّة


سفارديم دمشق


حارة اليهود


يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي


حاييم فارحي



Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis





No comments:

Post a Comment