Sunday, December 13, 2020

لواء اسكندرون قبل هاتاي‎

 

نحن الآن في عام ١٩٣٦ عندما كان لواء اسكندرون لا يزال أرضاً سوريّة تحت الانتداب الفرنسي ولو إلى حين. الأسطر التالية مقتبسة ومختزلة عن مقال للدكتورة دلال الأرسوزي (ابنة أخ المفكّر العروبي الراحل زكي الأرسوزي الذي سنعود إليه لاحقاً) وألحق سيرتها في أحد الروابط أدناه. 


من الناحية الجغرافيّة بلغت مساحة اللواء ٤٨٠٥ كيلومتر مربّع وعدد سكّانه وقتها ٢٤٠٠٠٠ نسمة (توزيعهم الديموغرافي عام ١٩٣٠ على الخارطة الملحقة). فلننظر إلى المزيد من الأرقام:


شكّل العرب بعدد  ١١٧٠٠٠ نسمة نسبة  ٤٩٪ من إجمالي السكّان. من الناحية المذهبيّة ٢/٣ منهم علوييّن (سكّان الريف معظمهم من العلوييّن) بينما وصل عدد المسيحييّن الأورثوذوكس إلى ٢٠٠٠٠ أي ١/١٢ من سكّان اللواء أو أقلّ بقليل من ٢/١٠ من العرب. الباقي من مسلميّ السنّة أو الشيعة.


عدد الأرمن ٤٣٠٠٠ أي ١٨٪ من المجموع. 


التركمان ٢٠٠٠٠ (٨٪).


الأتراك ٥٥٠٠٠ (٢٣٪).


نصف سكّان أنطاكيا من الأترك أمّا مدينة اسكندرون (ميناء حلب في العهد العثماني) فبلغت نسبة العرب فيها ٧٠٪. 


تعطي هذه الأرقام فكرة عن توزّع السكّان اللغوي والإثني وليس بالضرورة عن ميولهم السياسيّة. ملّاك الأراضي -أتراكاً كانوا أم عرباً ناطقين بالتركيّة- تعاطفوا مع تركيّا أمّا الريف وصغار الكسبة في المدن فلهم شأن آخر. بالنسبة للأتراك نادى المحافظون منهم "المطربشون" أي من يرتدون الطرابيش بالتعاون مع دمشق وإعطاء حكم ذاتي لسنجق اسكندرون ورأوا في ذلك الوسيلة المثلى للحفاظ على  امتيازاتهم كملّاك أرض بالاشتراك مع علماء الدين. بالمقابل حبّذ أنصار التجديد "المقبّعون" (أي من يعتمرون القبّعات الأوروبيّة) الكماليّة "العلمانيّة" وطالبوا بضمّ اللواء إلى تركيّا. الغالبيّة العظمى من العرب بغضّ النظر عن الدين والمذهب كانت ضدّ امتصاص اللواء من قبل تركيّا لعدّة أسباب اقتصاديّة ولغويّة وإن تأرجحت مواقف البعض بين المدّ والجزر. 


لم تكن اسكندرون أوّل أو أهمّ المقاطعات التي تخلّى عنها الفرنسيّون لتركيّا أتاتورك ويبقى صغيراً نسبيّاً مقارنة مع الأراضي التي منحتها اتّفاقيّة أنقرة وعرّابها Franklin-Bouillon في العشرين من تشرين الأوّل عام ١٩٢١ للأتراك الكمالييّن.  بلغت مساحة هذه الأراضي ١٨٠٠٠ كيلومتر مربّع أو عشر مساحة سوريا الحاليّة. 


لمن يرغب في مقارنة المعطيات أعلاه مع ديموغرافيا اسكندرون عام ١٩٢٤ ووضعها في سياقها التاريخي أرفق رابطين أحدهما بالعربيّة والثاني - أكثر تفصيلاً - بالفرنسيّة.




دلال الأرسوزي


ديموغرافيا لواء اسكندرون





Dalal Arsuzi-Elamir.  Zakī al-Arsūzī and Syrian-Arab nationalism in the periphery: the Alexandretta crisis of 1936-1939


Stéphane YerasimosLe sandjak d'Alexandrette: formation et intégration d'un territoire

No comments:

Post a Comment