لا تزال دراسة الفرنسييّن Michel Écochard و Claude Le Coeur مرجعاً لا غنى عنه -إن لم نقل أهمّ المراجع إطلاقاً- لدراسة جمّامات دمشق رغم انقضاء قرابة ثمانين عاماً على صدورها. مع ذلك لا يتجاوز ما كتبه العالمان عن حمّام القيشاني ذكراً عابراً في جدول يحدّد موقع الحمّامات وما إذا كانت لا تزال ناشطة. السبب بكل بساطة أنّه فقد وظيفته الأصليّة قبل عهد الانتداب الفرنسي ليتحوّل إلى سوق.
يقع الحمّام داخل سور المدينة جنوب غرب الجامع الأموي وشمال خان الحرير وأترك الكلام عن تاريخه للعلّامة الدكتور Stefan Weber.
يعود حمّام القيشاني لعام ٩٨١ للهجرة (١٥٧٣-١٥٧٤ م) وشكّل في الأصل جزءاً من وقف الوالي درويش باشا. تبيّن سجلّات المحكمة كيف تبلورت فكرة تطوير هذا الحمّام الذي توقّف عن العمل عام ١٩٠٥ وتحويله إلى سوق في ذهن مستأجريّ الوقف وقتها حافظ أفندي الخربوطلي وشفيقة خانم الأرضرومي اللذان برّرا هذا المشروع بضرورته في سبيل دفع المعلوم لناظريّ الوقف وبالتالي مصلحة هذا الوقف ودعمهما المفتي محمّد صالح قطنا بفتوى أصدرها في هذا الخصوص.
كانت الخطوة التالية تشكيل لجنة من الخبراء مؤلّفة من نجّارين (محمّد بن أحمد التوّام وسعيد ابن كمال أصفر) ومهندس العمارة الخواجا حبيب المعماري ابن لطفي قروشان الذي قام بدراسة البناء مؤكّداً سوء حالته وموصياً بتحويله إلى سوق (عام ١٣٢٤ = ١٩٠٦). تلى ذلك التماس براءة من القسطنطينيّة وافتتح سوق القيشاني بعد ذلك بعام.
ألحق أدناه رابطاً لمزيد من التفاصيل.
ساحة المرجة وانتقال مركز المدينة إلى الغرب
Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas: monographies architecturales, Parts 1-2 . Institut français de Damas. Imprimerie catholique, Beyrouth 1942-1943.
No comments:
Post a Comment