Sunday, December 20, 2015

المزاودة أو مهاجمة الحكومة السورية من اليمين


لكل حكومة مناصريها و خصومها و لا تخرج الحكومة السورية عن هذه القاعدة. موقف المعارضة السورية منذ عام 2011 و من يدعمها من القوى الخارجية من حكومة الرئيس  الأسد معروف للقاصي و الداني و لا لزوم للإسهاب في شرحه و لا نية لي في التعليق عليه.  أريد هنا أن أتطرق إلى موقف بعض الموالين للقيادة السورية و الذي ليس لدي أدنى شك بحسن نواياهم و غيرتهم على وطنهم الأم و أيضاً موقف بعض المفكرين العرب أو من أصول عربية و الذين لا أشك في نزاهتهم و لا إلتزامهم بما يعتقدونه حقاً و عدلاً.

لعل الدكتور أسعد أبو خليل (مواليد لبنان و يحيا في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ثلاثة عقود و نيف) و مدونته "وكالة أنباء العربي الغاضب"  أفضل من يمثل هذه المدرسة الأخيرة. لا أخفي أنني أتابع هذه المدونة يومياً و كنت و لا زلت معجباً بسعة علم الدكتور أبو خليل و حدة ذهنه و الحضور الدائم لقريحته. أضيف هنا أن الدكتور أبو خليل كما يعرف نفسه شيوعي ملتزم و لا ديني و يكره الطائفية بكل أشكالها و يزدري الأنظمة العربية الرجعية و ما يسمى في هذه الأيام بالثورة السورية.  أخيراً و ليس آخراً الدكتور أبو خليل مناصر متحمس للقضية الفلسطينية و عدو لدود لإسرائيل و الصهيونية. 

قامت إسرائيل قبل يومين بإغتيال سمير قنطار في جرمانا و سارع الدكتور أبو خليل مشكوراً بكتابة و نشر مرثاة مؤثرة عن الفقيد لخص فيها خصوصاً تاريخ كفاحه ضد الصهاينة و يمكن الإطلاع على النص الكامل بالعربية على صفحة الدكتور أبو خليل و الإنجليزية على مدونته. 

لم يقتصر الدكتور أبو خليل على إدانة عدوان إسرائيل و نفاق عرب الخليج و أزلامهم بل تطرق كعادته إلى مهاجمة الحكومة السورية و إتهامها بالتقصير في حماية قنطار و أمثال قنطار من الأبطال و أن شغل هذه الحكومة الشاغل و همها الوحيد حماية رجال النظام القتلة الفاسدين و أن مقاومتها  لإسرائيل تتلخص "بالإحتفاظ بحقها في الرد في المكان و الزمان المناسبين".  


ليس عندي أدنى شك أن الدكتور أبو خليل مخلص و حسن النية و يشهد على إلتزامه سنوات طويلة كتب فيها و حاضر و تحدث و دافع عما يعتبره خيراً و حقاً. أضيف إلى ذلك أن الحكومة السورية ليست منزهة لا بل هي بعيدة عن الكمال و يوجد فيها حتى اليوم أشخاص فاسدون في أرفع المستويات و قصرت في الكثير و على سبيل المثال و ليس الحصر: فشلها في حماية البيئة و فصل الدين عن الدولة و إحتواء التزايد السكاني... و لن أدافع عنها بالقول أن كل هذه العيوب موجودة في معظم دول الشرق الأوسط بل و العالم أجمع بدرجات متفاوتة. 

بإختصار كل ما أطلبه هو بعض الواقعية و الموضوعية و محاولة التعرض بصدق و أمانة لبعض النقاط: 

١. سوريا كانت و لا تزال أضعف من إسرائيل بكثير و لأسباب لا علاقة لها ببطولة الإسرائيل أو جبن القيادة السورية لا من قريب و لا من بعيد. كنت و لا زلت أعتقد أنه لو تخلى الأسد عن الجولان و سمح بسفارة إسرائيلية في دمشق لما كان هناك "ربيع عربي" في سوريا و الدليل ما حصل أو بالأحرى لم يحصل في الأردن. 

٢. نعم لقد فشلت القيادة السورية في حماية سمير قنطار و لكنها فشلت أيضاً في حماية آصف شوكت و داود راجحة و حسن تركماني و غيرهم ممن يعتبرهم الدكتور أبو خليل مافيا من اللصوص و القتلة. صحيح أن إسرائيل لم تقتل هولاء و لكن يمكن القول أن من قتلوهم يلعبون لعبة إسرائيل عمداً أو جهلاً. 

٣. يعيب الدكتور أبو خليل على مناصري "النظام السوري" تهليلهم للتدخل الروسي و آمالهم المبالغ فيها فيما يمكن أن يحققه هذا التدخل. كلام جميل و لكن هل هناك بديل مقنع لروسيا؟ هل يستطيع أي مفكر شبه موضوعي أن يزعم أن سوريا تسطتيع مجابهة إعلام الغرب و  تسليح و تمويل الخليج و جهاديي العالم الذين يعبرون إلى سوريا من تركيا و غيرها دون أي مساعدة خارجية؟ 


ختاماً لا يوجد معارضة مشروعة عندما يكون الوطن في خطر لا تحت الأنظمة السلطوية و لا الديمقراطية ناهيك عن معارضة مسلحة مع كامل إحترامي لكل رأي مخالف من محبي سوريا و هم كثيرون و مع تقديري للدكتور أبو خليل و الذي تبقى نقاط الإتفاق بينه و بيني أكثر بكثير من نقاط الإختلاف. 








Monday, September 28, 2015

Johann Ludwig Burckhardt 1784-1817


A Swiss traveller, orientalist, geographer, and linguist. After studying Arabic language at the University of Cambridge, he left to the Near East in 1809 to spend some time in Aleppo where he perfected his Arabic and studied Quran and Islamic Law. He subsequently disguised himself as s Muslim and adopted the name of Sheikh Ibrahim ibn Abdallah. He proceeded to travel throughout the Levant and Egypt all the way to Hijaz and Mecca. Like most Orientalists, he was mainly interested in pre-Islamic monuments: Pagan as well as Judeo-Christian (for example the supposed place where the Hebrews crossed the Red Sea, the Lord fed the Israelites "manna" etc). He was keenly interested in deserted villages and towns the location of which he described and the related monuments he measured with the utmost care, making full use of the simple tools at his disposal. He meticulously copied whatever inscriptions he was able to discern: Greek, Latin, Arabic that he jealously guarded in his journal. All this he had to do while taking care not to rouse the Arabs' suspicion. To the nomads his weird behavior was often interpreted as aiming at locating hidden treasures that he would steal later on or as sorcery and witchcraft. He managed nonetheless to describe erxtensive landscapes (mountains, valleys, rivers, torrents) , fauna, flora, He enumretated the Arab tribes of Syria nd its surroundings and desribed their habits. He had, however, very little to say about the large cities and main urban centers. He was a contemporary to the rising Egyptian power under Muhammad Ali Pasha and the early reign of Emir Bashir al-Shihabi of Mount Lebanon. He also was an eyewitness to the late expansion of the First Saudi-Wahabi State (1744-1818) shortly before its destruction at the hands of Ibrahim Pasha, Muhammad Ali's son and lieutenant. He died of dysentery at the young age of 32. His most important discovery was that of the City of Petra in Transjordan. 




Wednesday, August 5, 2015

صناعة الأشرار. عن مصداقية السياسيين والصحافة الحرة في العالم الغربي المتمدن


حط الزمان بيوغوسلافيا مع سقوط الإتحاد السوفييتي في مطلع تسعينات القرن العشرين و رغم أنها لم تكن عضواً في حلف وارسو. تفككت هذه الدولة خلال سنوات قليلة إلى دويلات صغيرة متناحرة و فقدت صربيا -أحد أهم هذه الدويلات- سندها التاريخي في روسيا، حامية المسيحيين الأرثودكس عبر القرون ووريثة القسطنطينية في هذا الدور. 

لا أدعي الخبرة في شؤون البلقان و كمعظم الناس حتى نهاية تسعينات القرن المنصرم لم يكن لدي إنترنت و بالتالي كنت أعتمد على الصحافة والراديو و التلفزيون في الولايات المتحدة كمصدر للأخبار. من الطبيعي أن أشكك بصحة خبر عن سوريا أو فلسطين كوني ملم بتفاصيل الشرق الأوسط و أعرف إنحياز أمريكا عندما يتعلق الموضوع بإسرائيل و النفط و لكن معرفتي عن أو حتى إهتمامي في أي مكان آخر في العالم أقل بكثير و بالتالي كلما بعدت الشقة كلما كنت أكثر إستعداداً لتصديق "الصحافة الحرة" و هذا ما حصل أو على الأقل كاد أن يحصل  فيما يتعلق بالبوسنة و كوسوفو.

سوق إعلام الغرب وقتها صورة مبسطة للغاية: مسلمو البوسنة المساكين يتعرضون لخطر التهجير و الإبادة الجماعية على يد الصرب الأشرار. إنتشرت روايات المقابر الجماعية و التطهير العرقي إنتشار النار في الهشيم و حملت السيدة مارجريت تاتشر لواء الدفاع عن إسلام البوسنة و دعت لتسليحهم أما في واشنطن فحدث و لا حرج حيث زاود الجمهوريون على الديمقراطيين و الديمقراطيون على الجمهوريين إلى أن قام كلينتون بقصف الصرب (و هو الحل الوحيد الذي يعرفه الإمبرياليون لجميع المشاكل) و قضي الأمر الذي كنتم فيه تختلفون. 

لربما كانت معلوماتي عن البلقان متواضعة و لكن يختلف الأمر جذرياً فيما يتعلق بالعراق و الذي أستطيع أن أدعي بدون تواضع زائف أنني أعرف عن تاريخه و جغرافيته أكثر من معظم "خبراء" الصحافة الحرة. بإختصار قام إعلام أمريكا بتوجيه من بوش "بشيطنة" بعث العراق تماماً كما فعل نفس الإعلام في التسعينات  عندما قام  بشيطنة الصرب: المقابر الجماعية، القتل للقتل مع بعض البهارات الشرقية عن أسلحة الدمار الشامل و المذابح ضد الشيعة و الأكراد إلى آخره حتى إقتنع عدد كافي من الأمريكيين بعدالة القضية خاصة عندما أطلق السيد بوش على غزو العراق الإسم الرومانسي "عملية حرية العراق". 

يقول المثل الشامي "يللي بدو يخانق يخلي للصلح مطرح" و لكن هذا لا ينطبق على المتغطرس الثمل بخمر القوة و الذي يعرف يقيناً أنه يستطيع أن يشن حرباً يختلق مبرراتها و دون أي خطر للهزيمة: الموضوع فقط موضوع كلفة مادية و بشرية يدفع الضعيف معظم فاتورتها. إذاً عندما يريد القوي أن يحارب الضعيف فمن المهم "شيطنة" الضحية حتى لا يفكر أحد بالتفاوض معها و بالتالي يحرم المعتدي ثمرات نصر مضمون و رخيص نسبياً كما حدث في العراق (إعتراض كثير من الأمريكيين ليس على "تحرير" العراق و إنما أكلافه لدافعي الضرائب و لا يزال الملايين منهم يعتقدون أنهم فضلو على العراقيين و الذين جحدو جميلهم و المنطق طبعاً مضحك لمن يعرف تفاصيل و خفايا الأمور).  كيف يمكن التفاهم مع قتلة الأطفال؟ إذا كان صدام حسين أو القذافي أو الأسد يقتل شعبه بالأسلحة الكيمياوية أو البراميل المتفجرة أو حتى بالسلاح الأبيض هل يحوز أخلاقياً مهادنته؟ عملية "صناعة الأشرار" و الذين تجوز مهاجمتهم و لكن لا يحق لهم الدفاع عن أنفسهم ليست جديدة بالطبع و إن كنت أزعم أن إعلام الغرب أتقنها إلى درجة التفنن و الغاية تبرر الواسطة.

خلاصة الأمر أن دبلوماسيو الغرب لا يقلون كذباً عن أقرانهم في الشرق لا بل هم أسفه و أوقح في كذبهم و أما صحافة الغرب فلربما كانت أكثر فعالية من إعلام ما يسمى بالدول الشمولية كونها على الأقل أفضل تمويلاً و لكنها قطعاً ليست أكثر مصداقية كان ذلك في البوسنة أو كوسوفو أو أوكرانيا أو تشتشنيا أو القرم أو العراق أو ليبيا أو سوريا أو اليمن السعيد.  

Monday, July 13, 2015

الجمهورية العلمانية السورية

من لا يعلم حب السناتور الأمريكي جون ماكين للشعب السوري و غيرته على مصالح هذا الشعب يكون من الجهل بمكان. ناصر المستر ماكين الربيع العربي في سوريا منذ عام 2011 و له صور تذكارية مع الثوار الأشاوس. علاوة على ذلك شجب هذا المدافع الغيور عن الحرية و الديمقراطية تردد الرئيس أوباما.و تقاعسه عن نصرة الشعب السوري بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن الرئيس الأسد ضرب مواطنيه بالأسلحة الكيميائية الفتاكة دون وازع من ضمير. 

مع كل هذا التفاني يبقى السناتور ماكين رجلاً ديمقراطياً على أتم الإستعداد في أي زمان و مكان لإستماع وجهات النظر المخالفة كما حدث في إجتماع له عندما قامت سيدة سورية مغتربة بشن هجوم عاطفي على السياسة الأمريكية في سوريا و دافعت بإنفعال عن الأسد بصفته قائداً علمانياً يدافع عن سوريا ضد إرهاب القاعدة و داعش و من شاكلهم من المتعصبين و المتشنجين. بطبيعة الحال ماكين يعرف مصلحة سوريا أكثر من السوريين و النتيجة كانت أنه -بعد أن سمح لها بعرض وجهة نظرها بكل تهذيب و الحق يقال- لم يعر وجهة النظر هذه أية أهمية.

للتوضيح فقط هذه السيدة مسيحية و تخشى كمعظم المسيحيين (و هذا ينطبق أيضاً على معظم الأقليات السورية ولربما أيضاً قسم كبير إن لم يكن معظم السنة) عواقب وصول مخبولي من يطلقون على أنفسهم لقب المجاهدين إلى السلطة و مخاوفها بالنسبة لي على الأقل مفهومة و مبررة مع كامل إحترامي للسيد ماكين و كل من يريد بحسن نية تحرير سوريا عن طريق إلقاء المزيد من القنابل على ما تبقى من المناطق الآمنة فيها. 

بإختصار السيدة المذكورة تناصر الأسد لأنه "علماني" و هذه بالنسبة لها صفة حميدة. حسناً، وماذا عن الإسلاميين؟ أو على الأقل المحافظين منهم؟ 

كلمة "علماني" مشبوهة في عرف الكثير من المتدينين حيث أنها من وجهة نظرهم تعبير ملطف للإلحاد و الكفر، و أحد أهم إعتراضاهم على حكومة الأسد أنهم يشكون في حقيقة إسلامه كما يشكون بالهوية الدينية الطائفة العلوية (أو كما يحلو لهم تسميتها النصيرية) ناهيك عن الدرزية و الإسماعيلية و اليزيدية و هلمجرا.. إذاً العلمانية من منظورهم مبعث للريب في أحسن الأحوال و قد تكون و الكفر سيان و العياذ بالله!

ما ينطبق على الرئيس الأسد و العلويين يمكن تعميمه للبعث و الحزب الشيوعي و القومي السوري و غيرها. كل هذه الأحزاب "علمانية" ترتع فيها الأقليات على حساب الأغلبية السنية.

لبعض الناس العلمانية نعمة و لبعضهم الآخر العلمانية نقمة.

مناصري الحكومة تجذبهم علمانيتها و أعداء نفس الحكومة يكرهون علمانيتها! و لكن هل سوريا علمانية فعلاً؟ هل كانت علمانية في يوم من الأيام؟ الجواب في إعتقادي لا و لا و ألف لا.

-الدولة العلمانية لا تدرس التربية الدينية في المدارس الحكومية و إذا درست الكتب المقدسة يكون ذلك كنصوص أدبية و ليس حقائق إلهية أو تاريخية.
-الدولة العلمانية لا تعتمد في سن قوانينها المدنية على العهد القديم أو الجديد أو قرآن المسلمين لا في إرث و لا زواج و لا طلاق.
-إستفهام قانوني في الدولة العلمانية يجيبه المحامي و ليس الشيخ أو الخوري أو الحاخام.
-الدولة العلمانية لا ينص دستورها على دين رئيس الدولة و لا تحتاج لموسى الصدر كي يصدر فتوى أن العلويين مسلمون.
-الدولة العلمانية لا لزوم فيها لممارسة التقية و يستطيع أي مواطن فيها أن ينتمي للمعتقد الذي يريده أو أن يكون لا دينياً على عينك يا تاجر إذا أراد.
-تحريم أو تحليل الطعام في دولة علمانية يتبع تحليلاً علمياً لنفعه أو ضرره و ليس كون كتب الدين قالت كيت و كيت. نفس المنطق يطبق على المشروبات الروحية و التبغ إلخ..
-الدولة العلمانية لا تعدل دوام المدارس و الموظفين في شهر رمضان أو أي شهر. الصيام أو عدمه خيار شخصي و لا يجب أن يعطى ممارسيه أي إمتياز. 

الخلاصة سوريا ليست علمانية و أفضل ما يمكن أن يقال -بالنسبة لمناصري البعث- أنها تعددية و لكن شتان بين التعددية و العلمانية. 

حتى لا نظلم سوريا الحبيبة، لا يوجد أي دولة علمانية في الشرق الأدنى لا من قريب و لا من بعيد. إسرائيل يهودية و لبنان تعتمد على توازن طائفي مزعوم يستمد شرعيته من إحصاء عمره أكثر من 80 سنة أما تركيا أتاتورك فلم تصبح علمانية إلا بعد طرد الغالبية الساحقة من المسيحيين من آسيا الصغرى و ليس فقط الأرمن.


تتبع تعددية سوريا و لبنان نظام الملة العثماني القديم و الذي بموجبه تعترف كافة الطوائف بسيادة السلطان و تدفع له الضرائب و تدعو له بالنصر و بالمقابل يسمح الباب العالي لهذه الطوائف بحكم ذاتي فيما يتعلق بالمواضيع الدينية. يفهم من "الملة"طبعاً الدين أو بالأحرى المذهب فهناك مذهب السنة، الشيعة (أو الأرفاض)، اليهود، المسيحيين بكل طوائفهم إلى آخره و هنا يحسن توضيح بعض النقاط:

*الطوائف العلوية و الإسماعيلية و الدرزية يسلم بكونها مسلمة و لكنها مشبوهة العقيدة بالنسبة للسلطات السنية العثمانية (و "ثوار" اليوم) و هذا يفسر إلى حد ما فرارها أو على الأقل فرار بعضها إلى المناطق الجبلية تحت ضغط ظروف معينة في فترات معينة.

*يسمح للبعثات التبشيرية الأمريكية و الأوروبية أن تمارس التبشير بين الأقليات: أي يمكن محاولة إقناع الكاثوليكي أن يعتنق البروتستانتية مثلاً و أما التبشير بين المسلمين فهو خط أحمر و من البدهي أن هذا لم يمنع بعض المسلمين عن تغيير دينهم و أحد أشهر الأمثلة أمير لبنان بشير الشهابي و الذي تناقلت الألسنة "إرتداده" منذ عام 1812 على الأقل (حسب الرحالة السويسري جهان بوركهارت) ولكن بشير لم يتجاسر على المجاهرة بدينه الجديد حتى غزا إبراهيم باشا سوريا نيابة عن محمد علي في مطلع ثلاثينات القرن التاسع عشر.

*يقول المثل الشامي "يللي ما بياخود من ملتو بموت بعلتو" أي بالعربي الفصيح الذي لا يتزوج من دينه و مذهبه و إن دل هذا على شيء فهو يدل أن التسامح الديني في سوريا كان دوماً أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة.


و أختم بالقول أن سوريا ليست علمانية لا من منظور إيجابي و لا من منظور سلبي و لم تكن علمانية في يوم من الأيام و لا يبدو ما يبشر أنها ستصبح علمانية في المستقبل المنظور مع شديد أسفي. 


Saturday, July 11, 2015

Authoritarianism between Strongmen and Dictators


      The streets of Cairo erupted with riots in January 2011 as the “Arab Spring” moved with astonishing alacrity from Tunisia to Egypt. The “People of Egypt”, fed-up with the corruption of their aging president and his cronies, were chanting a slogan soon to contaminate the entire Near East: “The People Wants to Overthrow the Regime”!

      Not everyone was happy about deposing Hosni Mubarak, certainly not US Vice President Joe Biden who was ridiculed by many -myself included- when he opined that “Mubarak is not a dictator”. To be sure the US had invested in and propped-up the Egyptian president for 3 decades and Mr. Biden's anxiety was shared by many policymakers regardless of their true opinion about the nature of Mr. Mubarak's administration.

      But was Mr. Biden wrong after all? That Egypt was -and still is- not a Democracy is a no-brainer but does that necessarily mean that its ruler was a “dictator”, a most abhorrent appellation in today's climate of political correctness? Here we have to resort to the tried-and-true wealth of the English Language, an infinitely valuable asset to clarify all ambiguity and dispel every doubt.

      The year was 1986, well before Digital Technology had become ubiquitous. And I, full of curiosity, decided to tap into the Time Magazine archives neatly bound and available, from its first issue in 1923, free of charge to all visitors to Syracuse University's library in Upstate New York. How I wish Syria had comparable facilities with the resources to store its old literary heritage but I digress...

      Naturally, what interested me the most in that venerable publication, was just about any mention of the Near East in general and Syria in particular. I was not to be frustrated though of course -and in retrospect luckily for Syria- the Near East have not always been the focus of international media and the articles that I had sought were therefore few and far between.

      Back to the issue under consideration. The World according to the Time Magazine of the 1960's and prior was not as full of dictators as it now is sadly and ominously the case, that infamous epithet was reserved for super-villains such as Hitler (never mind that he was named Time's Magazine's “Person of the Year” in 1938), Mussolini, or Stalin (affectionately referred to by F.D. Roosevelt as “Uncle Joe” but that's another story). The Arab World -as far as I could tell- had no dictators back then, not in today's traditional and acknowledged sense in any case.

      But Authoritarianism did exist and there surely were despots all over the Arab World back then as now, they just were called differently. For you see, Colonel Adib Shishakily who dominated Syrian politics in the early 1950's was a “Strongman”, so were Colonel Salah Jadid in the late 1960's and President Saddam Hussein right until August 1990. Needless to say Authoritarian Rulers do not necessarily have to be divided into Strongmen or Dictators; we also have Monarchs, all sorts of them: Kings, Sheikhs, Sultans, Shahs..but somehow most -if not all- of them are tacitly treated as legitimate and “constitutional”. The implications are obvious: it is despicable when a “Dictator” passes his Seat to his son, that would be blatant usurpation, but perfectly natural and accepted for a “legitimate” Monarch to pass his Throne to his son and heir; if he happens in the process to disinherit his brother and -for decades- heir-apparent while agonizing, so be it! This is exactly what King Hussein of Jordan did on his deathbed back in 1999 and no none batted an eye.

      By now it should be axiomatic that “Dictators” are bad. They are corrupt; they kill their own people; they harbor ominous designs on peaceful democracies and their equally peaceful monarchical neighbors, not to mention their support of International Terrorism. But what about Strongmen? Are they good or bad? Don't they have the same authority as the Dictators? Had they not acquired the ultimate power through similar means? Well, not necessarily..

      For Strongmen fulfill an extremely important task, one that is essential for the Nation's peace, prosperity, even its very survival: they keep Law and Order. They also form -along with their Royal brethren- part and parcel of the “International Community” and identify their interests with those of the “Civilized World”. They are also legitimate: they hold elections (in reality referendums but who is counting), allow parliamentarian debates, participate in international organizations, open their countries to benevolent foreign investors, invest their wealth in purchasing the latest military technology (to defend their countries against dictators of course), and accept military assistance from disinterested foreign powers. Strongmen do not commit aggression, God forbid! They merely defend their Homeland as President Saddam Hussein did when he protected the “Eastern Gate of the Arab Nation” 1980-1988. Only Dictators attack their neighbors, as the very same Saddam Hussein -oops- did when he invaded the little Democracy that was Kuwait in 1990.

      So there exist two sorts of Authoritarian rulers: the first is bad by the mutual consensus of the entire Humanity and that is the Dictator. The second type is what an ignorant might call a “Good Dictator” but in reality that would be an insult to the gentle and caring Strongman, whose heart belongs to his People and who spares neither effort nor sacrifice to promote its welfare. Evidently what applies to Strongmen is just as valid in the case of Monarchs, we all know that the King of Saudi Arabia -a paragon of compassion and benevolence- has a Consultative Assembly, to give but one example.

      Dictator is bad, Strongman is better, an Oriental Monarch remains the best. Not all despots are alike, not by a long shot. The same analysis could be used to study the disparities between “Regimes” and “Governments” or “Administrations”. We all know that Regimes are bad and Governments are good but still, you cannot overemphasize such a glaring difference and we can always use friendly reminders.



      I look forward to the day when academics and pundits give this important debate the interest it so desperately needs and make their conclusions public for the benefit of mankind. 

Monday, July 6, 2015

عملية صنع القرار وكيف يكتب التاريخ

غلاء أسعار الأدوية الفاحش في أمريكا أمر معروف و مألوف لكل مقيم في الولايات المتحدة بينما يصعب على من يحيا خارجها أن يصدق أو يهضم المبالغ الأسطورية التي يدفعها المريض الأمريكي أو شركة تأمينه للحصول عليها. تبرر الشركات الصانعة هذه الأسعار بالكلفة الباهظة للبحث العملي حتى يتم تطوير الدواء و في هذا بعض الصحة و لكن لا يمكن أن تكتمل الصورة دون أن نأخذ بعين الإعتبار نفقات الدعاية و التسويق ناهيك عن تمويل الحملات الإنتخابية للمرشحين الذين يدعمون سياسات هذه الشركات.

من الناحية النظرية تخضع جميع الأدوية الجديدة إلى دراسات علمية دقيقة تعتمد أحدث التقنيات و أدق الإحصائيات لتمييز الدواء المفيد عن المضر عن عديم الجدوى و تقوم الجهات الحكومية المعنية بترخيصه فقط عندما تثبت فعاليته و سلامته و إلا يطرح جانباً و تخسر الشركة المبالغ الكبيرة التي إستثمرت في تطويره. من البدهي أن شركة المنتج -أي منتج- تحتاج أن تربح لتستمر و تتسع و بالتالي تحتاج إلى إبتكار عقار ناجح من حين لآخر و إلا طحنتها المنافسة عاجلاً أم آجلاً. 

تستطيع الشركة طبعاً أن تختلق أرقاماً و معطيات وهمية لتثبت نجاح منتوجها و لكن تزوير فاضح كهذا عرضة للإكتشاف و بالتالي الفضيحة و مشاكل قضائية لا تنتهي و بنهاية المطاف الإفلاس. هناك طرق أخرى أقل خطراً و أكثر مردوداً و أحد أهم هذه الطرق هو نشر الدراسات التي تظهر فعالية الدواء في المجلات العلمية و تجاهل الدراسات التي أظهرت فشل نفس العقار كونها لم تعط النتيجة المنشودة و المتوخاة و يسمى هذا علمياً "إنحياز النشر". 

ما يفعله الأطباء و الصيادلة يستطيع السياسيون بالتأكيد أن يفعلوه و طريقة تصنيع و تسويق القرار السياسي تشبه إلى حد كبير عملية تصنيع و تسويق العقار (أو أي سلعة) و لإيضاح الفكرة أدرج المثال التالي و الذي عاشه كثيرون في الشرق الأدنى في مطلع القرن الحادي و العشرين.

مع بداية عام 2003 أصبح واضحاً لكل إنسان ذو إلمام معقول بالمناخ السياسي المعاصر و حد أدنى من حسن المحاكمة أن السيد جورج بوش عازم على غزو العراق بغض النظر عن تعاون السيد صدام حسين في تدمير أسلحة الدمار الشامل المزعومة أو عدمه. الموضوع بالنسبة لبوش كان ببساطة كيفية تسويق هذا الغزو للشعب الأمريكي و إقناع ذوي النفوذ في الولايات المتحدة بدعم هذا الغزو. في هذا الصدد جند بوش المخابرات المركزية و أصدر تعليماته لهذه الوكالة بجمع الأدلة الدامغة التي تثبت بما لا يترك مجالاً للشك إمتلاك صدام حسين أسلحة كيميائية و حيوية و حتى برامج نووية.

كثير من يعتقد أن المخابرات المركزية مؤسسة شيطانية تتحكم بالعالم و تحبك الدسائس الكونية و لكن الحقيقة أبسط من ذلك و أقل شاعرية مع تقديري لجمس بوند و هاليوود. المخابرات المركزية هي بكل بساطة مؤسسة بيروقراطية أولاً و آخراً تتلقى تعليماتها من الإدارة الأمريكية. لدى السي آي أي كميات كبيرة من المعلومات ما في ذلك من شك و لكنها غير معنية بصنع القرار لا من قريب و لا من بعيد. مهمتها تكمن ببساطة بإختيار المعلومات التي يطلبها قادة الدولة لدعم سياستهم و تجاهل المعلومات التي يمكن أن تشككك في تبرير هذه السياسات. للتوكيد "السي آي أي" ليس لديها أي نفوذ يستحق الذكر في تقرير منهج أو سياسة و دورها يكاد ينحصر في تزويد الإدارة بمسوغات تبدو معقولة لقرار تم البت فيه سلفاً و يجب التركيز هنا أن العمل المخابراتي الذكي يتجنب قدر الممكن الأكاذيب التي يمكن كشفها بسرعة و سهولة و يقوم عوضاً عن ذلك بتسليط الأضواء على المعلومات "المفيدة" و "تسريب" هذه المعلومات إلى الصحافة التي يهمها بالدرجة الأولى الأخبار المثيرة مع إرجاء الإستفهامات المحرجة إلى بعد حصول الأمر الواقع أو إلى الحين الذي ينساها فيه معظم الناس اللهم إلا بعض الأكاديميين.

لا أقصد هنا أن أركز على بلد معين أو شخص معين. بعض الأمثلة السريعة من تاريخنا تكفي لمنع أي التباس: عندما يريد المسلمون الحرب يرفعون شعار "أعدوا لهم ما إستطعتم من قوة" و إذا أرادوا السلام يرفعون لواء "و إن جنحوا للسلم فاجنح لها" كما برر مشايخ الأزهر سلام السادات مع إسرائيل. بنفس المنطق يدير المسيحيون الخد الأيسر أو يستغيثون "برب الجنود" و كل هذا موجود في الكتب المقدسة إسلامية كانت أو مسيحية: متى تم إعتماد سياسة معينة أتى الفقهاء و العلماء بالتبريرات المناسبة دون أي تردد أو عناء. 

اعتمد معظم كتبة التاريخ منهجاً مماثلاً لتسويق سرد معين للأحداث بهدف تعظيمها أو تحقيرها حسب الظروف و المتطلبات و طبعاً يقومون في هذا الصدد بإتباع منهج علمي قد يبدو للوهلة الأولى منطقياً لا غبار عليه و مرة ثانية سأقوم بالإستشهاد ببعض الأمثلة من التاريخ الحديث نسبياً:

*في تشرين أول عام 1925 قام الفرنسيون بقصف حي سيدي عامود في دمشق و الذي دمر و أصبح بعدها -و إلى يومنا هذا- يعرف بإسم الحريقة. إذا أخذنا الرواية السورية التقليدية فهي تتلخص بقيام الشعب السوري البطل بثورة ضد المستعمر الغاشم و الذي إنتقم بقصف إعتباطي للمدينة قتل فيه من قتل و دمر ما دمر. ليس هدفي الدفاع عن فرنسا التي احتلت سوريا عنوة و لم تترد في إستعمال العنف للمحافظة على وجودها في الشرق الأدنى ولكن ما جرى فعلاً عام 1925 أن المتمردين هاجموا قصر العظم و الذي كان مقر الجنرال ساراي و نهبوا ما أمكن حمله و احرقوا و مزقوا الوثائق و الصور الموجودة فيه. طبعاً رد الفرنسيون عنف الثوار أضعافاً و قصفوا دمشق القديمة عدة أيام.

*حصلت قصة مشابهة على تطاق أضيق عام 1945 عندما قصف الفرنسيون البرلمان. بعض الرواة السوريين يزعمون أن الفرنسيين الأشرار قاموا بجريمتهم النكراء بعد أن رفض الوطنيون الأباة تحية علم المستعمر و هذا طبعاً كلام فارغ من الألف إلى الياء حيث فرنسا الأربعينات كانت مرهقة و ضعيفة و مختلفة إلى حد بعيد عن فرنسا العشرينات أو حتى الثلاثينات. ما كانت تسعى إليه في هذه المرحلة بكل بساطة هو إنقاذ بقايا نفوذها في المشرق عن طريق إتفاقية ثقافية (و إذا أمكن عسكرية) تعقدها مع سوريا قبل إنسحابها و من غير المنطقي في سبيل تحقيق هذا الهدف القيام بإستفزاز السوريين بطلب أخرق كهذا لا يقدم أو يؤخر. ما حصل فعلاً هو إعتصام بعض القناصين السوريين في مبنى البرلمان حين أخذوا بتسديد بنادقهم على مقر مندوب فرنسا الجنرال اوليفا روجيه و رد الفرنسيون بقصف المبنى بالمدافع كما قام طيرانهم بضرب القلعة التي جعلها الثوار مقراً لقيادتهم و خلال 29 و 30 أيار قام الفرنسيون بقصف دمشق و لكن تدخل القوات البريطانية ارغمهم على التوقف و العودة إلى ثكناتهم و كان هذا آخر إسفين في نعش الوجود الفرنسي في سوريا. 

*في عهد الإستقلال و تحديداً شباط 1982 حصلت أحداث حماة والتي يعرفها جميع السوريين و إن كان هناك خلاف على خلفيتها و تفاصيلها. بالنسبة لعصاة الربيع العربي (أو ثواره حسب القناعة الشخصية) و من يدعمهم في الغرب و الخليج قام الشرير حافظ الأسد بقتل الحمويين لأهداف سلطوية و سادية دمر فيها بالنتيجة مدينة آمنة مسالمة و هلك في المجزرة عدد يتراوح بين 2,000 إلى 50,000 إنسان حسب المصدر المعتمد.

رواية "ليلى و الأسد" هذه ناقصة إن لم نقل كاذبة. ما حصل فعلاً أن "ثوار" حماة قاموا بالقبض على العديد من موالين و محاسيب الحكومة و قتلهم و بعدها إعلان الجهاد من المساجد و المباشرة بإنشاء دولة داخل دولة بدعم مادي و لوجستي من ملك الأردن حسين و زعيم العراق صدام حسين و هذا أصبح تاريخاً موثقاً يسلم به كل من يمتلك حداً أدنى من الموضوعية. لا زلت أذكر على سبيل المثال "صوت سوريا العربية" من بغداد وتحريضه الطائفي.

لربما أنه إذا نظرنا إلى ما يحدث في سوريا اليوم نستطيع أن نفهم أبعاد ما جرى في مطلع الثمانينات بشكل أفضل. هل كان رد الأسد العنيف على عصاة عام 1982 مبرراً؟  هنا يمكن إختلاف وجهات النظر إن لم يكن على وجوب الرد فعلى الأقل على كيفيته و مداه و لا أنوي الدخول في هذا الموضوع و كل ما أريد قوله أن رواية الطاغوت و الشعب المغلوب على أمره منحازة و ناقصة كرواية حريق سيدي عامود و قصف البرلمان و دون محاولة تبييض صفحة فرنسا أو الأسد والذي لا يربطهما إلا مبالغات الهدف منها تسويق سرد محدد لهدف معين. 

أفضل مصدر للمعلومات هو المراقب المحايد و المطلع و لكن قليل منا يملك ما يكفي من الموضوعية و الحيادية كي يطرح عواطفه جانباً في قضية حيوية تمسه مباشرة أو بشكل غير مباشر و لعل البديل هو محاولة إستقراء وجهات نظر متناقضة و تحليلها و تصفيتها عقلانياً قبل إعتماد وجهة نظر طرف واحد. 

من المهم للغاية التفريق بين الحقيقة ووجهة النظر. إجتياح العراق عام 2003, تراجيديا حماة عام 1982, قصف البرلمان عام 1945, قصف سيدي عامود 1925 أحداث حقيقية و الخلاف يكمن في كيف و لماذا و من وهذه التفاصيل تختلف جذرياً حسب الراوي تماماً كإختلاف رواية الطليق عن الطليقة عندما ينهار الزواج. 

Friday, June 26, 2015

The American Spring Is Upon Us

      The year is 2009 and we are in January. Barack Hussein Obama has just been inaugurated as the 43rd President of the United States of America. He is the first African American President ever and -to add shock to disbelief- with a name that has zero connection to the English Language.

      For millions of people, it is a time of hope and relief; it also is a time of anxiety and uncertainty. The country is in turmoil brought about by a combination of disillusionment abroad and financial crisis at home. The American People appears to have decisively repudiated costly foreign military adventures overseas while at home, panic struck Wall Street reeling under one financial scandal after another courtesy of a combination of reckless speculation, greed, and outright fraud. Unemployment has skyrocketed, homeowners have defaulted on their mortgage payments, the stock market has taken a nose dive, the banking System has all but declared bankruptcy.

      Along comes a new US President, fresh from a convincing victory in a highly emotional electoral campaign. He would recall the US troops from the treacherous Middle East, spare no effort to rescue Main Street and see to it that the days of shady business transactions on Wall Street are gone forever. POTUS is an outstanding orator; he inspires the masses as befits a true leader. In no time he would deliver an eloquent speech in Cairo calling for a new beginning and reaching out to a suspicious and understandably hostile Muslim World. So high are the expectations this young and handsome leader arouses that be would soon receive the prestigious Nobel Peace Prize, therefore joining distinguished predecessors such as Dr. Kissinger, President Sadat, Prime Minister Begin of Israel, and PLO Chairman Arafat among others.

      The dust of euphoria has eventually settled however, and some more controversial moves by the President start to raise at least few eyebrows. One of his first initiatives was to bail out Wall Street with hundreds of billions of dollars, those very same banks and insurance companies that have brought out the financial ordeal to start with; justification? they're “too big to fail”. He of course tries to help homeowners and the unemployed but his efforts in this regard are quite timid and hesitant. Even his much flaunted Affordable Health Care appears way too cumbersome and virtually perpetuates the reign of the health insurers and the Medical-Pharmaceutical Complex. Still more worrisome the interracial divide appears to tenaciously live on, the incarceration rate alarmingly high, allegations of police brutality are all over the media, the immigration mess -legal and illegal- as intractable as ever... Add to all that violence, inner city poverty, the crumbling infrastructure, the collapsing public school system, the exorbitant cost of higher education, the list goes on and on.

      The American People is angry and frustrated; men are particularly fed-up with the Two-Party system and the Main Media; many have already turned to the Social Media made possible by the explosion of Information Technology. Before you know it, Peaceful Demonstrations erupt in several places across the country and crowds start chanting “the People wants to dismantle the Regime”!

      We have always been a nation of Law and Order. Chaos shall not be tolerated. The National Guard is ordered to intervene to enforce the peace of the Land. It is inevitable that an altercation or two take place between the Unarmed Demonstrators and the not-so-unarmed police along with vigilantes popularly called "Shabbiha". Regrettably few casualties result and finger-pointing ensues. Anger mounts and the crowds swell. The President is accused of “killing his own people”. It is not at all helpful at this juncture for the Chinese and Russian Ambassadors travel the width and breadth of the Nation to urge the rioters to resist and to assure them that China and Russia are firmly on their side in their just quest for Freedom and Democracy; unfortunately, this is exactly what the did!

      Next comes outside opportunists, Russian TV and even the BBC initiate round-the-clock inflammatory coverage of what they describe as an “American Spring”. They provide the rebels with a free podium to air their views without the semblance of cross examination. They seize on real as well as imaginary grievances that no country is free of. They convince all US-born Americans of the necessity of ridding their beautiful country from the blood-sucking immigrants; they remind African Americans of centuries of slavery and racial discrimination perpetrated by Caucasians; they turn North against South, Black against Hispanic, poor against rich, city dwellers against countrymen, Amerindians against those of European stock, Evangelicals against Catholics, Muslims against Hindus..

      Evidently one can't turn a blind eye to police brutality against civilian protestors. Along come Canada and Mexico to the rescue. Refugees pour north and south and camps are established across the borders to train and arm Freedom Fighters, after carefully vetting them to weed out the extremists, needless to say. Democracy lovers from all over the World flock to the USA via land and sea to wage a Holy Crusade against tyranny and oppression. The United Nations Security Council meet to debate a No-Fly-Zone over America as to create “safe corridors” for non-combatants fleeing violence. The vote is almost unanimous but for the perfidy of two permanent members who had the audacity to deploy their veto thereby denying US rebels the Liberty they so desperately seek. Not one nation has even considered mediating between the warring parties. After all how can you negotiate with baby killers and terrorists?!

     In a nutshell, four years of incessant strife have desolated the US Homeland, claimed millions of lives, displaced tens of millions of innocent civilians, destroyed decades' investment in infrastructure, wasted trillions of dollars, virtually divided the country across racial and sectarian lines, spread poverty and famine from coast to coast. Erasing the effects of such a catastrophe would require a generation or two, under optimal circumstances.




     Luckily the US is not even close to imagining the possibility of such a cataclysm, and I hope my children and grandchildren never live to witness such a day. Still, this scenario is neither imaginary nor far-fetched as would testify anyone who currently lives through what passes for a Syrian Spring, or who has survived the Libyan Spring, or the Yemeni Spring...Just swap Obama for Assad, USA for Syria, China and Russia for USA and France, RTV and BBC for aljazeera and al arabiya...Of course  many other changes need be done given the numerous and monumental differences between mighty USA and small countries like Syria or Libya.

      Indeed the comparison appears preposterous at first sight: there exists a tremendous gap between those countries at almost every level: political, cultural, financial, scientific, religious etc.. Still, the only difference that counts at the end of the day, is MIGHT, to put it bluntly.

      For no country is liberal enough, peaceful enough, democratic enough, prosperous enough, tolerant enough, educated enough, homogeneous enough...to withstand a barrage of propaganda, money, weapons, armed men, foreign meddling all aimed at it from so many powers regional as well as global.

     You can “liberate” Iraq, for instance. Liberating a country like China is altogether a different undertaking and this has zero relation with who is “democratic” and who is not, who is “free” and who is not. An Iraqi “Spring” is therefore far more likely than a Chinese one and a corollary to this statement is that we are not likely to experience an American Spring anytime soon no matter how good or bad a US president, what the contradictions inside the US society might be. America is simply too powerful for anyone to mess with. Not only are US domestic affairs off limits, the Western Hemisphere in its entirety is a forbidden land. Interfere at your own risk, as the Soviets found out during the Cuban Missile Crisis in the early 60's. The Monroe Doctrine applies to the American Continent north and south, not just the USA.


     When a Spartan king was asked how far Sparta’s borders reached, he held out his spear and said, “As far as this will reach.”

Wednesday, June 17, 2015

الخيار البديل

يحنّ كثيرون من السوريين لماضٍ مثالي مزعوم عاش فيه الشعب ناعماً آمناً في كنف الحرية و الديمقراطية و الرخاء. دامت هذه الجمهورية الفاضلة منذ أن استقلت سوريا عام 1946 إلى إنقلاب 8 آذار 1963 أو على الأقل إلى الوحدة مع مصر في شباط 1958 ثم أتت سنوات الطغيان والقمع والفساد والمحسوبية والطائفية التي أوصلت الوطن إلى الوضع الحزين الذي يعيشه الآن. 

هذه وجهة نظر كغيرها و يمكن مناقشتها. على سبيل المثال كانت الخمسينات فترة إنقلابات عسكرية وكان الجيش هو القوة الحاكمة سواء مباشرة (الشيشكلي) أم من خلف الكواليس (عبد الحميد السراج) وكانت سوريا حلبة صراع بين محور القاهرة - الرياض من جهة ومحور بغداد - عمّان من جهة ثانية كما شرح باتريك سيل في كتابه الشهير "الصراع على سوريا". ولكن بهدف الاختصار لنسلمّ جدلاً أنّ الجمهورية السورية كانت جنة نعيم تحت حكم أعيان المدن و أنها كانت تعيش عهداً ذهبياً لم تعرفه البلد منذ أيام الأمويين والخلفاء الراشدين، ما هي الخيارات في الوقت الحاضر؟

هب أن حكومة الأسد سقطت غداً، من سيشغل فراغ القوة الناجم؟ 

1. يحلم البعض بعودة قديسي الأربعينات والخمسينات: آل العظم، القوتلي، الأتاسي، الجابري، الشيشكلي، البرازي، مردم بك، وهلم جرّا... و هذا إن لم يكن مستحيلاً فهو شبه مستحيل. إذا حالف سوريا الحظ سيقودها في القرن 21 أبو  محمد الجولاني، أبو بكر البغدادي، أبو عمر الشيشاني، أبو بصير الطرطوسي، أبو الفرج الليبي، إلى آخر الأبوات...

2. على هول الخيار رقم واحد يبقى أفضل من الفوضى والحرب الأهلية إلى ما لا نهاية والتي لا تزعج أحداً في العالم إلا السوريين والذين يستقبلون المهجّرين السوريين. 

3. تقسيم سوريا وارد طبعاً ولكن قلما جرى تقسيم سلمي. على الأغلب يحتاج التقسيم إلى سنوات وسنوات من سفك الدماء والتهجير والدمار والتطهير العرقي والديني قبل رسم حدود جديدة.


بعد التفكير العميق لربما كان العهد العروبي ليس بهذه الدرجة من السوء. 

Wednesday, May 27, 2015

في قديم الزمان وسالف العصر و الأوان.....



في أيلول عام 1961 قام الضابط السوري عبد الكريم النحلاوي بإنقلابه الأول و الذي أنهى الوحدة السورية المصرية بعد تجربة دامت ثلاث سنوات و نصف بحلوها و مرها و تلتها فترة ما سمي بمفعول
رجعي بالإنفصال و التي لم تتجاوز عاماً و نصف العام تحول فيها جمال عبد الناصر بقدرة قادر من بطل أمة العرب إلى طاغية مستبد، أو هذا على الأقل ما زعمه الصحفي نهاد الغادري في كتابه "الأسود" عن "حقيقة عبد الناصر  وموقفه من الوحدة والاشتراكية وقضية فلسطين".

لم يكن "الكتاب الأسود" عملاً مهنياً أو سرداً تاريخياً و لم يجشم كاتبه نفسه عناء المقارنة بين إيجابيات الوحدة و سلبياتها و إنما كان هجوماً عاطفياً على عبد الناصر مع ترديد أقوال أعدائه دون ذكر المصدر أو المصادر و على سبيل المثال و ليس الحصر:

1. عبد الناصر إضطهد الشيوعيين (و هذا صحيح) و قام ممثله في سوريا عبد الحميد السراج بقتل فرج الله الحلو و الذي تم تذويب جثته بالأسيد. ليس في نيتي هنا الدفاع لا عن عبد الناصر و لا عن السراج و لكن لماذا الأسيد و هو باهظ الثمن و لا لزوم له في وقت قل فيه من يجسر على مفاتشة السراج في الإقليم الشمالي و ما هي قيمة حياة إنسان واحد لدى رجل المخابرات الأول وقتها؟

2. عبد الناصر كان عميلاً للمخابرات المركزية الأمريكية و الدليل؟ أدخل المختار (الريدرز دايجست) إلى الجمهورية العربية المتحدة! 

3. عبد الناصر إشترى الصحافة اللبنانية -أنيس فريحة مثلاً و الذي قال له بعد أن "قبض": أبو خالد لعينيك، لبنان كلو بين رجليك!


إلى آخر التفاهات و الترهات و السخافات.



يقول المثل الشامي: "موت يا أبي و شرفني قللو ليموت مين يعرفني". فلنقفز أربعين سنة إلى الأمام و نتعرف على زعيم "حزب الإصلاح السوري" فريد الغادري، إبن الوطني الشريف نهاد الغادري والذي شكل حزبه في أمريكا في بداية القرن الحادي و العشرين بهدف "تحرير سوريا" من حكم البعث و الأسد بمعونة نفس الولايات المتحدة و التي إتهم أبوه عبد الناصر بالعمالة لمخابراتها. فريد ذهب أبعد من ذلك حيث أنه فهم من البداية أن الطريق لقلب أمريكا يمر من إسرائيل تماماً كما يمر الطريق إلى قلب الرجل (بالنسبة للأنثى) عن طريق معدته و هكذا كان فريد في طليعة من زار إسرائيل و حتى نصحها (كما أنها تحتاج لنصيحة) بعدم إعادة الجولان لسوريا طالما كان الأسد على رأس حكومتها. 

لم يكن هناك نقص في العرب المتعاملين مع إسرائيل في يوم من الأيام بداية من هاشميي الأردن مروراً بالكتائب اللبنانية و نهاية بعرب الخليج و في مقدمتهم قطر و لكن تبادل الحب مع إسرائيل علناً كان من التابوهات حتى زيارة السادات للقدس عام 1977 و كانت تهمة العمالة لأمريكا تكفي للطعن بمصداقية أي زعيم عربي و نستطيع دوماً الإستشهاد بكتاب نهاد الغادري "الأسود" و الذي يغازل حالياً ابنه فريد إسرائيل على عينك يا تاجر بل و يستعديها على سوريا دون حياء أو خجل و الأنكى من كل ذلك أن أمثال فريد الغادري تكاثروا إلى درجة مشينة و مخزية مع بداية ما يسمى بالربيع العربي.

البديهيات التي إتفقت عليها الغالبية العظمى من السوريين الذين سعوا للوحدة مع مصر قبل ثلاثة أجيال أصبحت مثاراً للسخرية و الإحتقار في مطلع القرن الحادي و العشرين والذين كانوا يتهربون من تهمة العمالة الأمريكا أو يتهمون خصومهم بالعمالة لها أصبح أولادهم يخطبون ودها من خلال إسرائيل. 

Thursday, April 9, 2015

أرض النفاق




جرى عرض هذا المسلسل قبل قرابة 40 سنة و هو متوافر على اليوتوب لمن تستهويه مثلي النوستالجيا لكوميديا القرن الماضي. مثل فيه مجموعة من النجوم بينهم فؤاد المهندس، صفية العمري، نبيلة السيد، و نظيم شعراوي حيث لعب هذا الأخير دور وكيل الوزارة الفاسد أحمد بيه الجمال. القصة بالمختصر المفيد أن أحد العلماء إخترع "حبوب منع النفاق" و التي بمجرد أن يتناولها المنافق يصبح صادقاً و صريحاً إلى درجة الوقاحة كما حصل لنادل المقهى الذليل "حليشة" و الذي تحول من مداهنة الزبون إلى مصارحته و حتى إهانته. 

ما أريد التعرض إليه هنا هو حالة خاصة جداً من النفاق و متفشية في جميع بلاد "الوطن العربي" من المحيط إلى الخليج ألا و هي تملق الحاكم و عبادة الفرد. من البدهي أن هذه الظاهرة قديمة للغاية منذ أيام النابغة الذبياني و علي إبن الجهم بل منذ أيام الإله-الملك أو فرعون و لا تزال حية في أوج عنفوانها في مطلع القرن الحادي و العشرين مع إرتقاء التقنية على أكثر من صعيد: في الزمن القديم كان الكتاب و الشعراء أما اليوم فلدينا أيضاً المغنين و الملحنين و الفرق الموسيقية ناهيك عن الصحف و الراديو و التلفزيون و الأقمار الصناعية و الشبكة العنكبوتية. علاوة على كل ذلك زاد عدد الناس كثيراً و أصبح من الممكن إنزال حشود غفيرة إلى الشوارع و تسجيل مسيراتها و هتافاتها بالصوت و الصورة.

هذا لا يعني بالضرورة أن كل من نظم شعراً و كل من غنى لحاكم منافق و منتفع. على سبيل المثال كان شاعر دمشق العظيم نزار قباني ناصرياً على حياة عبد الناصر و أصبح أكثر ناصريةً بعد موت عبد الناصر و لكن أمثال نزار قليلون بينما ما أكثر أمثال "أصالة" نصري و التي غنت "حماك الله يا أسد فداك الروح و الجسد" قبل أن ينزل عليها الوحي و تباشر بتمسيح الجوخ لملك البحرين على نمط "من تزوج أمي فهو عمي" و يبقى مطرب و ملحن مصر العظيم محمد عبد الوهاب -و هذا دون إنكار مواهبه الفريدة و أفضاله التي لا يمكن جحودها في تطوير الموسيقى الشرقية- أكبر مداهن في تاريخ الشرق الأوسط و لعشرات السنين.

أطلق على عبد الوهاب في النصف الأول للقرن العشرين لقب "مطرب الملوك" و لم يكن في هذا أي مبالغة كونه غنى لملك العراق فيصل، لملك مصر فاروق، و لملك السعودية عبد العزيز قبل أن "يهتدي" و يغني لعبد الناصر و الثورة و من بعدها يصبح ساداتياً و "جنرالاً" في آخر عمره! 

مع ذلك يبقى عبد الوهاب مبدعاً حتى عندما يمارس النفاق الرخيص كما فعل في أغنية "أنشودة الفن" الجميلة و التي غنتها أيضاً ليلى مراد بصوتها العذب. لنستمع سوية إلى عبد الوهاب يخاطب الملك فاروق:

الفن مين يوصفه الا اللى عاش فى حماه
والفن مين يعرفه الا اللى هام فى سماه
والفن مين انصفه غير كلمة من مولاه
والفن مين شرفه غير الفاروق و رعاه
انت اللى اكرمت الفنان ورعيت فنه
رديت له عزه بعد ما كان محروم منه
ورويت فؤاده بالألحان برضاك عنه








Saturday, January 31, 2015

Monotheism Between Martyrdom and Intolerance


Islam



      Bilal the Abyssinian was a Companion of the Prophet Muhammad and Islam's first Muezzin. His tomb -if we are to believe popular tradition- is located in Bab al-Saghir's ancient Cemetery in Damascus, the alleged resting place of several holy men and women, including the first Omayyad Caliph Muawiya, Om Habiba the daughter of Abu Sufian and one of Muhammad's numerous wives, Fatima the daughter of Imam Hussein, etc. There exists, needless to say, no shortage of ancient mausoleums in and around Damascus; heck, I personally paid a visit to Abel's tomb many years ago (Abel was of course Adam's son & was slain by his brother Cain).

      Whether or not those graveyards host the remains they claim to, whether or not those men or women ever set foot in Damascus, if they existed at all, is not the subject of this essay. Various Muslim countries may dispute the honor of possessing the tomb of this or that saint; the Wahhabi may reject the whole concept of necropolis and frown at visiting the deceased; but the existence of those people, their lives, their achievements, are never in doubt. Their biographies have meticulously been collected, “authenticated”, commented, and adopted by hundreds of millions of Muslims worldwide from time immemorial.

      Bilal was one of Islam's first Martyrs (so was Ammar ibn Yasser and his ilk but that's another story). Every Muslim knows how he eagerly adopted the Mohammedan Faith when the Believers were a tiny minority and how much he suffered for it. Bilal was a slave of the cruel Umayya ibn Khalaf, one of Islam's deadliest enemies (along with abu Jahl, abu Lahab and many others) and a member of a powerful Qurayshite clan. The ruthless Umayya was hellbent on reclaiming his renegade slave to the old pagan faith and to that purpose, he'd put the faithful Bilal to all kinds of torture, such as having the Martyr lie down on burning desert sand with a heavy stone placed on his chest as to bring him to the verge of suffocation. Bilal had adamantly refused to renounce the one-and-only True Faith, of course and somehow survived the greatest ordeal of his life to the great relief of the Community of the Faithful. He went on to become Islam's first Muezzin (caller to prayer) and his beautiful voice is the stuff of legends.

      The Forces of Darkness met their first defeat at the hands of the Muslims in the Battle of Badr. It was to be a day of reckoning for Umayya ibn Khalaf who was made prisoner by Abdul Rahman ibn Awf, a Companion of the Prophet Muhammad and one of the Ten Promised Paradise. Bilal sighted his old nemesis Umayya, helpless and defeated, and lost no time killing him despite the vociferous protestations of ibn Awaf, who captured Umayya and promised him protection.


      Let's assume, for the sake of argument, that Bilal and Umayya did exist and that the above narrative is truthful (for the sake of this post the veracity of the above narrative or the lack thereof are irrelevant since Muslims treat it as bona fide history of which they are proud); I find this anecdote particularly illuminating. The beastly Umayya may have tortured Bilal but HE DID NOT KILL HIM when he could have easily done so with zero accountability. On the contrary, it was Bilal who needlessly butchered a captured (and henceforth harmless) Umayya; worse, he committed the deed despite the fact that Umayya was under the protection of another Companion of the Prophet, just like himself.



      To the Muslim Community, the Martyr was Bilal the executioner, not the victim he slayed! This is almost as comical as the martyrdom of Bassel al Assad, though in the latter case there was no good guy versus bad guy, merely a tragic car accident transformed by obsequious flatterers into an occasion to shed crocodile tears as their ancestors did under the French and before that the Ottomans.

      Bilal's was by no means a unique example. An even more egregious insult to common sense was the treatment the Muslims visited on the Jews of Medina, exiled, murdered, or enslaved to the last man and woman and yet perversely accused of “plotting” against the Muslim Community in cahoot with “Pagan” Quraysh. Even were this to be true, that is some of them did indeed conspire against Muhammad, would that justify such a brutal and collective punishment (Saad ibn Muaz notoriously advised Muhammad to kill Qurayza's men and enslave the women and the children and the Prophet -with the eager collaboration of Allah- concurred)? Once again, one can't but marvel at the ease with which credulous Muslims have always accepted at face value that the Jews of Medina were the villains of the story and amply deserved their grim fate and much more.


      There exists no shortage of such tales throughout history, of course, and they're by no means restricted to Christianity or Islam. There is a major difference, however: the Assyrians, Greeks, Romans, Arabs, Mongols, Turks, European Powers, may commit atrocities on a large (sometimes genocidal) scale but criticizing them and denouncing their crimes is perfectly permissible, if not encouraged. This is true particularly for events that are ancient history (many choose to refrain from condemning powerful nations or leaders who could silence and kill their opponents). It is acceptable to point to the butcheries of, say, Alexander the Great in Tyre; exposing Genghis Khan for the mass murderer he was is perfectly alright, Hitler remains the favorite super villain of many.

      Highlighting misdeeds of prophets and their companions, objectively pointing to the crimes committed by organized religion, subjecting pious criminals to the same scrutiny one does secular leaders, are an altogether different story. Do that at your own risk and blame no one but yourself for the consequences.



      As would say George Orwell, War is Peace, Freedom is Slavery, Ignorance is Strength. At least as far as Monotheism and its bogus Martyrs go. 

Wednesday, January 28, 2015

Monotheism Between Martyrdom and Intolerance

Christianity






Marcus Vinicius was a Roman patrician who fell in love with a beautiful Christian maiden named Ligia. Their romance is prominently featured in Henryk Sienkiewicz' historical novel Quo Vadis, subsequently adapted by Hollywood in 1951 in an epic movie.

Vinicius was young, dashing, handsome, and fabulously wealthy. He was also a pagan who knew next to nothing about the then new Christian faith prior to meeting the love of his life. Ligia returned his affection but had to restrain her feelings until their union could be sanctioned by the Holy Church. The young lovers lived during the reign of Nero, the infamous Roman Caesar whose assistance was initially sought by Vinicius to help win Ligia's hand, and -eventually- her heart.

Vinicius would spare no effort to get Ligia. When he found out that she was Christian, he proposed to add Jesus to the gods of his household in order to please her, after all what harm could result from one extra deity when there already existed so many who had been getting along somehow from time immemorial? Ligia, needless to say, was horrified by this proposal. She was a devout young woman and fiercely monotheistic. Luckily for them the end of their passionate attachment was a happy one and Vinicius ended-up adopting the faith of his beloved but not before witnessing the genocidal massacre of her coreligionists by the monstrous Nero.

History is unkind to losers and Nero is no exception. The bulk of what is known about him was transmitted by his enemies, from murdering his mother Agrippina all the way to “fiddling while Rome burns” then blaming the catastrophe on the Christians and sending them to be devoured by wild beasts in his circuses. While Nero most certainly was no saint -saints seldom if ever make successful emperors-, he was very unlikely the ogre his biographers would have you think. As for the butchery to which he subjected the Christians, it is virtually certain that it was wildly exaggerated, if not altogether made-up.

For Rome of the 1rst Century AD was unlikely to host significant numbers of Christians. Arguably the entire Roman Empire at the time had very few Christians, way too few to provide for a gory spectacle in the spacious Roman circuses for the heathen -and beyond savage- Roman spectators. In a nutshell, if Nero had heard about the Christian faith at all, he in all probability hardly gave it a thought. He had way too many powerful foes to worry about to waste his time oppressing a harmless and an obscure minority.

This is not to say that the Christians endured no persecution under the Romans. They suffered under Decius and Diocletian but that was 200 years after Nero by which time the new faith was firmly established and patiently anticipating its triumph with the Edict of Milan under Constantine the Great. Paganism was to make a final desperate reaction under Julian the Apostate in the second half of the fourth century AD but that was essentially the end of it. The old gods had to yield to Christ and the pagans joined the new faith en masse, of their own free will or -if necessary- by brutal force. Jupiter's temples were transformed into churches and cathedrals or demolished wholesale; the old gods morphed into the Christian saints; the Vestal Virgins became nuns. It is well established that by the time of Theodosius the Great, it was the turn of Paganism to be persecuted by the turn-the-other-cheek Christians! So thoroughly did the Christians hound the adherents of the old faith that they'd soon run out of them and turn their weapons against each other in a long and forlorn struggle to define orthodoxy and identify what each sect considered to be the authentic form of Christianity.

Back to Ligia and Vinicius. The young man was more than willing to accommodate Jesus in his pantheon but the lovely young woman was too pure and too jealous of her God to tolerate any other deity, however much she loved her suitor. It does not take too much imagination to extend the comparison to Polytheism versus Monotheism, the first by definition far more tolerant than the second no matter what the followers of the latter proclaim.

And yet it's all about the suffering of the Monotheists. No one cares for or talks about martyrs for Paganism. It is taken for granted that Polytheism is bad and Monotheism is good; the latter is logical and the former is not; faith in the old gods equals superstition whereas faith in one God is somehow scientific. To add insult to injury is the presumptuous claim of the victimizer that he was tormented and persecuted by none other than his victim.

If indeed the early Christian Community was hounded by the ruthless heathen from Nero to Julian (spanning 300 years), wouldn't one expect the Christians to be exterminated rather than the other way round? Did Christianity employ purely peaceful means in its relentless conquest of the world? How exactly did Charlemagne convert the Saxons? The Europeans preached Jesus to the native Americans and Africans? And let's not go into the Crusades.


A victor needs not apologize for his triumph, legions of scholars would be more than happy to justify his most unjustifiable excesses. Volumes would be written to whitewash every crime, to rationalize every absurdity, to make sense out of utter nonsense, to smear each and every opponent, to brainwash one generation after another into docile obedience.

Some may proudly point out how tolerant modern “Christian” Europe and America are but this is false: the West is tolerant because it is secular, because of its separation of Church and State. The Christian West was never tolerant, not only of Jews and Muslims, but of “different” Christians. In Spain it was the Inquisition, in France the massacre of the Huguenot, in Britain the persecution of the Catholics and the Puritans, etc....


The notion of a “tolerant monotheistic faith” is not only totally out of the theater of the absurd, it also is an oxymoron.