Friday, March 31, 2023

داود وجليات (جالوت): الوصف

 


عن Kraeling.


المكان على الجدار القبلي لغرفة المعموديّة في كنيسة دورا أوروپوس المنزليّة بين البابين وتحت المحراب الحداري مباشرةً. حالة اللوحة سيّئة مع الأسف ومنه ضرورة استعمال رسم إيضاحي لتمييز معالمها ومع ذلك ليس في هويّتها ذرّة من الشكّ بدلالة الكتابة اليونانيّة ΔΑΟΥΙΑ داود على ساعده و ΓΟΑΙΟΔ جليات فوق العملاق الصريع. قصّة انتصار داود على جليات غنيّة عن التعريف ويمكن لمن يريد التفاصيل الرجوع إلى الإصحاح السابع عشر من سفر صموئيل الأوّل



يحيط إطار بهذه اللوحة المستطيلة الشكل أمّا عن أبعادها فهي بطول ١٢٨ وارتفاع ٣٥ من عشيرات المتر. يحتلّ داود مركز المشهد ويرتدي زيّاً يونانيّاً (خيتون) قصيراً يكشف ساعديه وركبتيه. القسم العلوي من جسم داود تالف وبالكاد نستطيع تمييز بقايا الشعر الأحمر على رأسه. يقبض داود سيفاً يشهره فوق عنق جليات. يسير داود إلى الأمام باتّجاه غريمه ونرى ركبته اليمنى مثنيّةً بينما يصعب تمييز طرفه السفلي الأيسر. 



جثّة جليات ممدّدة على يسار الناظر نميّزها بصعوبة من سلسلةٍ من الخطوط المنحنية. الخطّ المنحني الأوّل هو الأقرب إلى داود ويمثّل رأس جليات - الذي يتأهّب داود لضرب عنقه - أو على الأقلّ القسم الأعلى منه وهو مصوّر جباهيّاً وفوقه كتابة جليات اليونانيّة الآنفة الذكر. باقي الخطوط المنحنية تمثّل جسد العملاق ودرعه أو دروعه وسائر أسلحته.



السؤال هنا هو الآتي: ما الذي أتى بهذا المشهد من العهد القديم إلى قلب دار عبادة للمسيحييّن وما محلّه من الإعراب فيها؟ 


يتبع







Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Thursday, March 30, 2023

كتابات كنيسة دورا أوروپوس

 


عثر على عشرين من الكتابات خلال تنقيب الكنيسة المنزليّة في دورا أوروپوس عهد إلى المؤرّخ Bradford Wells بوصفها والتعليق عليها في "التقرير النهائي" الذي تولّاه Kraeling كما رأينا. 


الكنيسة إذاً أغنى مواقع المدينة بالكتابات من ناحية الكثافة. اللغة السائدة يونانيّة باستثناء كتابتين بالآراميّة إحداهما على كفل حصان رامي السهام سبق ذكرها.  هناك بعض الكتابات الصعبة القراءة ومنها ما هو أشبه بصفّ الأحرف دون معنى معيّن. تحمل خمس من هذه الكتابات أسماءً أحدها محلّي (من دورا) والبقيّة أجنبيّة ولكن الأهميّة الأكبر تكمن في الكتابات المؤرّخة التي لا نملك منها إلّا إثنتين:


- الأوّلى على الجدار الغربي للصحن المركزي تذكر الشهر واليوم فقط (الموافق العاشر من أيلول) دون تحديد العام.

- الثانية والأهمّ بما لا يقاس على الجدار الغربي للغرفة الرابعة (ردهة الاجتماع) تعطينا العام (بالتقويم السلوقي) الموافق للفترة بين تشرين أوّل ٢٣٢ و أيلول ٢٣٣. نستطيع بفضل هذه الكتابة (+ تاريخ تدمير المدينة عام ٢٥٦) تحديد فترة حياة الكنيسة بدقّةٍ معقولة للغاية.


كتابات لوحة داود وجليات (على النسق الأدنى للجدار الجنوبي لغرفة المعموديّة) ذات أهميّة خاصّة إذ يتعذّر دونها قراءة اللوحة التي أصابها الكثير من التلف. سيأتي دور هذه الكتابات لدى التعرّض للّوحة وأقتصر اليوم على الكتابة على إطارها العلوي وهي باليونانيّة تمتدّ على طول ١,٣ متر ويبلغ ارتفاع الأحرف فيها ٤-٥ من عشيرات المتر. نصّها اليوناني هو الآتي:


ΤΟΝ ΧΝ ΙΝ ΥΜΕΙΝ ΜΝ[Η]CΚΕC[ΘΕ] [ΠΡ]ΟΚΛΟΥ


التعريب: إلى مسيحنا يسوع. تذكّر پروكلوس Proklus.     





Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

https://www.textkit.com/greek-latin-forum/viewtopic.php?t=67889

Wednesday, March 29, 2023

David et Goliath

 


 Avant de sortir du baptistère, le néophyte avait encore sous les yeux, à côté d'autres images qui ont disparu, un tableau bien fait pour exalter l'ardeur de sa jeunesse: un jeune héros, David, brandissant l'épée de Goliath, s'apprête à massacrer le géant. Par Éphraem nous savons que cet exploit était regardé comme le type de la victoire de Jésus sur la Mort. « Jésus prit la croix des mains de la mort, et par elle il eut raison de la mort. Ainsi mourut Goliath tué avec son propre glaive. » Au quatrième siècle tout au moins, en Syrie, on voyait aussi dans cet épisode une préfiguration du baptême: « David, ayant reçu l'onction d'huile, a combattu avec ses propres armes, et il a jeté à terre le géant qui voulait mettre Israël sous le joug. Voici, l'orgueil du Malin, qui voulait mettre le monde sous son joug, est abattu par l'huile du Christ et les armes cachées dans l'eau du baptême.»



توزيع لوحات بيت معموديّة كنيسة دورا أوروپوس

 


تتوزّع لوحات بيت معموديّة (الغرفة السادسة) كنيسة أوروپوس على النحو التالي (عن Kraeling) على نسقين: 


- الجدار الغربي

  الراعي الصالح (يوحنّا الإصحاح العاشر الآيتان الحادية عشرة والرابعة عشرة). 

  آدم وحوّاء



- الجدار الشمالي (النسق الأعلى)

  شفاء المفلوج (مرقس الإصحاح الثاني الآيات ١-١٢).

  المشي على الماء (متّى الإصحاح الرابع عشر الآيات ٢٢-٣٣).



- الجدار الجنوبي (النسق الأعلى)

  الفردوس أو الجنّة (الذكر الأوّل في لوقا الإصحاح الثالث والعشرون الآية الثالثة والأربعون).  


- الجدار الجنوبي (النسق الأدنى)

  السامريّة وبئر يعقوب (يوحنّا الإصحاح الرابع). طرح Peppard تفسيراً مختلفاً كما سنرى. 

  داود وجليات - جالوت - (صموئيل الأوّل الإصحاح السابع عشر). 



- الجدارين الشرقي والشمالي (النسق الأدنى)

  سلسلة مشهد القيامة (لوقا الإصحاح الرابع والعشرون الآيات ١-١٢ و ٢٣-٢٤). هنا أيضاً تحفّظ Peppard على هذا التفسير واقترح تأويلاً بديلاً.  


للحديث بقيّة. 







Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 


Tuesday, March 28, 2023

كنيسة دورا أوروپوس: وصف بيت المعموديّة (تتمّة)‎‎


تغيّرت الردهة السادسة أو بيت المعموديّة في كنيسة دورا أوروپوس بالكامل عندما تحوّل البناء من منزل سكني إلى دار للعبادة. شمل التغيير تعديلات بنيويّة + تغطية الجدران باللوحات وأصبحت الردهة نتيجةً لهذه التعديلات أجمل مكوّنات البناء وأكثرها قدسيّةً.


رأينا أنّ هذه الردهة تحتلّ الزاوية الشماليّة الغربيّة من البناء أمّا عن أبعادها الدقيقة فهي ٣,١٣ و ٣,١٦ (أضلاعها القصيرة) و ٦,٨٧ و ٦,٨٠ (أضلاعها الطويلة). الزاوية الشماليّة الغربيّة منفرجة قليلاً (٩,٤٣ درجة) والشكل بالتالي ينشز عن المربّع إلى حدّ يسير. 


فجوات ارتكاز العوارض والروافد


شملت التعديلات البنيويّة استحداث سقيفة باستعمال عوارض خشبيّة beams وروافد rafters أمكن التعرّف على آثارها من خلال الفجوات التي تلقّت نهاياتها في الجدران. الهدف من هذه الغرفة العلويّة غير معروف وعلّه بكل بساطة تخفيض سقف الردهة وبالتالي الحدّ من السطوح التي وجبت زخرفتها وكسوتها باللوحات. لا يتجاوز ارتفاع السقف الأدنى (تحت العوارض والروافد) ٣,٢ متر أمّا ارتفاع السقف الإجمالي فيبلغ ٥,٢٢ متر. 



تمثّل التعديل البنيوي الثاني في جرن المعموديّة على الجدار الغربي. لا يوجد ما يشير إلى تواجد بلّوعة تصريف لمياه الجرن أمّا عن أبعاده فهي الآتية:


- الطول (ش-ج) ١.٦٣ متر. 

- العرض (ش-غ) ٩٤٨, و ١,٠٦٥ من الأمتار (الجدار الشرقي أو الواجهة على الغرفة أعرض).

- العمق ٩٥٥, من الأمتار (قسم منه تحت مستوى أرض الغرفة). 



يبرز الجرن والمظلّة في الغرفة ١,٥٨٣ متر ولا تصل نهاية هذه البنية إلى الجدارين الشمالي والجنوبي بل تفصلها عنهما مسافة قصيرة (٢٢٨, متر شمالاً و ٣١٦, جنوباً). 


تغطّي مظلّة canopy هذا الجرن وهي محمولة على عمودين columns في الأمام ارتفاعهما ١,٤٤ و ١,٤٧ (أي باتّجاه الغرفة) وعمودين جدارييّن pilasters في الخلفيّة لا يزيد ارتفاع الواحد منهما عن ١,٠٧٥ متر. تحمل هذه العمد الأربعة قبوةً دائريّةً barrel vault نصف قطرها ٨٧١, متر ومداها span ١,٧٤ متر.









Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Monday, March 27, 2023

كنيسة دورا أوروپوس: وصف بيت المعموديّة

 


الوصف التالي مقتبس ومختزل إلى أقصى درجة عن الصفحات ٢٤-٢٨ من Kraeling و"الجزء الثاني من التقرير النهائي للتنقيب في دورا أوروپوس". 


رأينا أنّ غرفة لمعموديّة هي الرقم ٦ في مخطّط Pearson وأنّها في الزاوية الشماليّة الغربيّة من الكنيسة المنزليّة. شكل الردهة أقرب إلى المستطيل وأبعاده - على وجه التقريب - ٦,٨ متر في ٣,٢ متر أمّا الدخول إليها فيتّم عن طريق بابين كلاهما في الجدار الجنوبي الأوّل (وهو الأكبر) يصلها مع الغرفة الخامسة والثاني إلى الشرق منه يتّصل مع الصحن المركزي (رقم ١). يدخل الزائر إلى غرفة المعموديّة هابطاً على درج قليل الإرتفاع وتلاحظ مقعداً (دكّة) على زاويتها الجنوبيّة الشرقيّة يستمرّ على طول الجدار الشرقي. يحتلّ جرن المعموديّة القسم الغربي من الغرفة وهو مبني من مربّعات من  اللبن طول ضلعها ثلاثة أعشار المتر وسماكتها  خمس وثلاثون من معاشير المتر. طول الجرن زهاء ١,٦ متر وعمقه حوالي ٩٦ من عشيرات المتر. 


تعلوا الجرن مظلّة canopy معقودة دائريّاً ومحمولة فوق عمودين columns في الأمام وركيزتين جداريّتين pilasters في الخلف. يشغل مشهد الراعي الصالح (مع آدم وحوّاء) الجدار خلف الجرن أمّا توزيع سائر اللوحات فهو الآتي:


الجدار الشرقي

مشهد القيامة؟ الجزء الأوّل. 



الجدار الشمالي

النسق الأعلى: شفاء المفلوج والمشي على الماء.

النسق الأدنى: سلسلة مشهد القيامة؟ (الجزء الثاني). 



الجدار الجنوبي

النسق الأعلى (لا يتعدّى ما تبقّى القسم الغربي منه): المشهد المفترض للفردوس (الجنّة). 

النسق الأدنى من الغرب إلى الشرق: 

السامريّة وبئر يعقوب ؟ 

الباب الأوّل (المتّصل مع الردهة الخامسة).

محراب بين البابين وتحته لوحة داود وجليات (جالوت).

الباب الثاني (المتّصل مع الصحن المركزي). 








Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Sunday, March 26, 2023

المسيحيّة قبل الصليب

 


عبثاً يفتّش الباحث عن صورة للصليب في لوحات كنيسة دورا أوروپوس المنزليّة أو إشارة إليه في كتاباتها. لا مناص والحال كذلك من الاستنتاج أنّ الفكر المسيحي أو على الأقلّ الرموز والشعائر قبل قسطنطين الكبير والقرن الرابع للميلاد اختلفت عنه بعدها. أنقل الأسطر التالية عن Seston مع إضافاتٍ بسيطة هدفها الإيضاح وليس المساس بالنصّ الأصلي. 


لا يمكن تفسير لوحات بيت الله domus Dei في دورا أوروپوس بمعزلً عن المعموديّة وليست الردهة السادسة في الكنيسة المنزليّة domus ecclesiae مصلّى خاصّ بأهل البيت ولا مثوى لرفات شهيد martyrium بل هي غرفة عمادة جالية المدينة المسيحيّة في زمنٍ - القرن الثالث للميلاد - تناول فيه المؤمنون القربان Eucharist في قاعةٍ بسيطة وليس في باسيليكا مهيبة كما في العصور اللاحقة. بإمكان الحضور أن يتعلّموا معتقدهم بالتأمّل في قصص الجدران المصوّرة. أوّل شروط الخلاص الإيمان ببعث المسيح وانتصاره على الموت وقوى الطبيعة ومن ثمّ يغفر يسوع - نبيّاً ومسيحاً - آثام الناس ويحرّرهم من وطأة الخطيئة الأصليّة وقيود الشريعة الموسويّة وبعدها تزوّدهم المعموديّة بالسلاح الضروري لمواجهة الشرّير ويقودهم الراعي الصالح (يوحنّا الإصحاح العاشر الآية الحادية عشرة) إلى المثوى الأبدي لأبناء الله (قورنثوس الثانية الإصحاح الخامس الآية الأولى وغيرها). 


لا ريب أنّ لوحات بيت المعموديّة في كنيسة دورا تعكس فكر جاليتها المسيحيّة الصغيرة بمنتهى الأمانة وهذا الفكر لا يستمدّ الخلاص من تضحية يسوع على الصليب (كما في Theologia Crucis أو لاهوت الصليب الذي اعتمده مارتن لوثر عن القدّيس بولس) بل بالأحرى من لاهوت المجد Theologia Gloriae المتمثّل بانتصار المسيح على الطبيعة والردى + أسرار الكنيسة المقدّسة.  


تينّى مسيحيّو رومية في ذلك العصر نفس المعتقدات المتعلّقة بالقيامة والبعث بيد أنّ فنونهم اقتصرت على عرض الصور المقتبسة من النصوص المقدّسة وكأنّ أحبارهم ومريديهم عجزوا عن الربط بينها لتشكّل فكراً شاملاً. بالمقابل ألهم لاهوت الشرق في القرن الثالث فنونه وتجلّى عبرها. زيّنت كنائس رومية في مطلع القرن الرابع باللوحات والفسيفساء وعكست صورها بالنسبة للمؤمنين الكتاب المقدّس دون مزيد وتطوّرت العقيدة فهيمنت على الفنّ وأصبح اللاهوت الظافر بعد مائتيّ عام مختلفاً تماماً عمّا نستشفّه من دراسة مخلّفات كنيسة دورا. احتّل الصليب المتلألىء بالذهب والأحجار الكريمة بعد قسطنطين الكبير مركز الصدارة في الكاتدرائيّات وحنايا الكنائس وسبّح الوعّاظ والخطباء بمجده وسؤدده وقدرته الإلهيّة ليصبح مركز العقيدة والتعليم الكنسي الديني بامتياز.







THEOLOGIA GLORIAE


 Les peintures de la domus Dei de Doura Europos n'ont de sens que si on songe au baptême. Cette petite salle n'est ni un oratoire privé, ni un martyrium; c'est le baptistère de la communauté qui se réunissait au début du troisième siècle non dans une basilique, mais dans une salle banale, pour y célébrer l'Eucharistie. Le catéchumène pouvait lire sur les murs du baptistère, traduit en images, le credo qu'on lui avait enseigné: la foi dans le Christ ressuscité, vainqueur des forces de la Nature et de la Mort, est la première condition du salut; puis les péchés sont pardonnés; par Jésus, prophète et Messie, les hommes sont affranchis du péché originel comme des entraves de la Loi mosaïque; enfin le baptême leur donne une arme contre le Malin; et le Bon Berger les introduira dans « la demeure éternelle » des enfants de Dieu.


Les peintures de ce baptistère nous livrent sans doute la pensée intime de cette petite communauté de Doura; elle ne croit pas qu'elle tient son salut directement du sacrifice de Jésus sur la croix; la mystique paulinienne semble lui être étrangère. Elle croit dans Jésus vainqueur de la Nature et de la Mort; les sacrements de l'Église, exaltés par la liturgie, soutiennent cette foi. A la même époque, les chrétiens de Rome professaient la même théologie de la résurrection; mais leur art se contentait de juxtaposer les images tirées de l'Écriture sainte, comme si les prêtres ou les fidèles étaient incapables d'y mettre le lien d'une pensée systématique. En Orient, il existait au troisième siècle une théologie dont l'inspiration pénétrait l'art. Quand à Rome, au début du quatrième siècle, les églises seront décorées de peintures et de mosaïques, les fidèles ne verront dans ces images qu'une Bible historiée; ou bien, quand, près de deux siècles après les peintures de Doura, la pensée dogmatique s'emparera de l'art, la théologie triomphante sera tout autre que celle de Doura. La croix, resplendissante d'or et de pierreries, sera dressée dans les basiliques sur le fond des absides; les prédicateurs ne se lasseront pas d'exalter sa puissance divine, car l'Église vient de la mettre au centre de son enseignement dogmatique.






Saturday, March 25, 2023

كنيسة دورا أوروپوس: رسوم ردهة الاجتماع

 


بيت المعموديّة (الغرفة السادسة في مخطّط Pearson) أهمّ مكوّنات الكنيسة على الإطلاق ومثوى لوحاته التي سنتعرّض لها بالتفصيل. ماذا عن بقيّة الحجرات؟ 


عثر بالفعل على رسمين على الجدار الجنوبي لردهة الاجتماع  (الغرفة الرابعة) درسهما Rostovtzeff بالتفصيل وارتأى أنّهما يمثّلان فارسين پارثييّن أو ساسانييّن أحدهما نبّال دارع على وشك إطلاق سهم (خيّالة خفيفة) والثاني رمّاح دارع (خيّالة ثقيلة إذ غطّت الدروع الفارس والمطية) يعتمر خوذةً مخروطيّة الشكل لها شريطين وتشبه غطاء رأس ملوك الساسانييّن. عثر على صور مشابهة للنبّال في معبد آلهة تدمر وعدد من مباني دورا العامّة والخاصّة وللرّماح في قصر Dux Ripae (قائد ضفّة النهر وهو أكبر مباني المدينة كما سبق ذكره). يجدر التنويه في هذا السياق أنّ خيّالة دورا آنذاك كانوا تدمرييّن.   



يبلغ طول الرسم الأوّل ٢٦ وارتفاعه ٣١ من عشيرات المتر أمّا أبعاد الرسم الثاني فهي ٣١ x ٤٠. بالتدقيق نرى كتابةً مشوّشة المعالم على كفل الحصان في الصورة الأولى يرجح كونها آراميّة.  


يصعب تفسير هذين الرسمين في إطار كنيسة دورا المنزليّة أمّا عن تاريخهما فهو في رأي Kraeling سابق لتحويل البيت السكني إلى كنيسة. يحقّ هنا التساؤل عن السماح بوجودهما في ما نعتقد كونه ردهة الاجتماع حيث يتمّ تناول القربان المقدّس وعلّه يتعلّق بمكانة المدينة الحدوديّة وأهمّيتها العسكريّة الدفاعيّة بما فيها جاليتها المسيحيّة.







William SestonL'église et le baptistère de Doura-Europos.

Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016. 

Friday, March 24, 2023

نهج تفسير لوحات كنيسة دورا أوروپوس

 


رأينا كيف اعتمد du Mesnil du Buisson في تفسير لوحات كنيس دورا أوروپوس  اليهودي بالدرجة الأولى على كتاب العهد القديم وبالفعل نجح في معظم الحالات في الربط بين اللوحة ونصّ الكتاب المقدّس بطريقةٍ لم تترك مجالاً للالتباس في ماهيّة المشهد وهويّة أبطاله. 


الوضع مختلف تماماً في كنيسة المدينة المسيحيّة إذ نوّه Peppard أنّ النصوص المسيحيّة لم تكن في القرن الثالث الميلادي نهائيّةً أو على الأقلّ "قانونيّة" أي متّفق عليها من قبل المرجعيّات الكنسيّة والمقصود بالدرجة الأولى كتاب العهد الجديد. 


الاعتماد على النصّ writing إذاً لا يكفي لتفسير اللوحات ومنه ضرورة تحليلها من منظور شعائري أو riting حسب Peppard (أضف إلى ذلك اللجوء إلى النصوص الغير قانونيّة أو apocrypha) وبالفعل جميع نماذج الفنّ المسيحي المبكّر التي وصلتنا عمليّاً تتعلّق بالشعائر: العمادة، المسح، الحجّ، الدفن، المواعظ، الصلوات، وهلمّجرّا. 


ركّز الفنّ الكلاسّيكي (أي اليوناني - الروماني) ومن بعده فنّ عصر النهضة Renaissance على الطبيعة (الواقعيّة والمثاليّة) والاعتبارات الجماليّة بيد أنّنا في دورا المسيحيّة أمام أسلوب فنيّ يربط الأيقونة مع الطقوس والشعائر (المواكب الدينيّة مثلاً) في عصر كان معظم الناس فيه أميّون يعتمدون في ممارساتهم الدينيّة على ما يسمعونه من الخطيب أو الواعظ وما يرونه من الرسوم واللوحات التي شكّلت بالنسبة لهم قصّة مصوّرة graphic novel. يمكن إسقاط هذا التحليل على كنيسة دورا المنزليّة وسراديب رومية.      


الخلاصة اعتمد Peppard في تفسير لوحات الكنيسة على ثلاثة عناصر: الصورة + النصّ + الشعائر.









Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.

Thursday, March 23, 2023

مخطّط وتوزيع كنيسة دورا أوروپوس المنزليّة

 


الفضل في المخطّط (والرسم المجسّم) الملحق يعود إلى جامعة Yale الأمريكيّة ومهندس العمارة Pearsonسبق وتعرّضنا إليه وأقتصر اليوم على مراجعته بسرعة مع بعض التفاصيل الإضافيّة.


تقع الكنيسة داخل سور المدينة الغربي مقابل البرج السابع عشر ويفصل بينها وبينه شارع السور أو Wall Street. 


يؤدّي باب المدخل قرب الزاوية الشماليّة الشرقيّة إلى الدهليز (٨) ومنه إلى الصحن المركزي (١) الذي يحدّه رواق معمّد (٢) من جهة الشرق. الصحن المركزي محفوف بدكّة bench للجلوس من أكثر من جهة نراها أيضاً خارج البناء مستندةً على جداره الشمالي. 


تقع غرفة الاجتماع (٤) جنوب البناء وبها يتمّ تناول القربان Eucharist. تتّسع هذه الردهة لحوالي ٧٥ شخصاً وبقي على جدرانها بعض الرسوم البسيطة التي سيأتي دورها ولكنّها عدا ذلك خالية من اللوحات. على الأرجح كان الجدار الشرقي لهذه الغرفة قبلة أنظار المصلّين ومقرّ المنبر والواعظ.. مع الأسف تلف هذا الجدار أثناء ردم البناء بهدف الدفاع ضدّ الساسانييّن. 


لا نعلم على وجه اليقين وظيفة الحجرة ٣ (الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة) ولم يحاول Kraeling تحديدها أمّا الغرفة ٥ (الجدار الغربي) فقد اعتقد Seston أنّها كانت مخصّصة للمآدب الدينيّة بينما أثار Kraeling أيضاً احتمال كونها للنساء أو لتعليم المريدين قبل تعميدهم أو لربّما للتعوّذ والتطهير (exorcisterium) قبل الدخول إلى غرفة العمادة baptisterium وأخيراً الخروج منها إلى حيث يجري المسح بزيت الميرون chrism في consignatorium.  


من المحتمل أنّ الطابق العلوي فوق غرفة العمادة  كان سكناً للكاهن بيد أنّ Kraeling استبعد أن يقطنه أيّ كان بعد ردم حفرة الصرف الصحّي إبّان تحويل البيت الخاصّ إلى كنيسة وإن أقرّ باحتمال استعماله بشكل مؤقّت من قبل الخفير أو الحارس الليلي. يمكن الدخول لهذا الطابق (أو السقيفة) من بيت الدرج (٧)


بيت المعموديّة (٦) - على الزاوية الشماليّة الغربيّة - بالنسبة لنا أهمّ مكوّنات البناء ومستقرّ لوحاته التي لا تقدّر بثمن والتي سنتعرّض لها بالتفصيل. حفر جرن العمادة في القسم الغربي لهذه الردهة تحت مظلّة canopy ترتكز على عضائد pillars واصطنع محراب في الجدار الغربي بشكل المظلّة وغطّيت الجدران الأربعة باللوحات على نسقين تلف الأعلى منهما واندثر.








William SestonL'église et le baptistère de Doura-Europos.

Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.