Saturday, March 18, 2023

كنيسة دورا أوروپوس: ردهة الاجتماع

 


لنا أكثر من عودة لوصف كنيسة دورا المنزليّة وأقتصر اليوم على تعريب الأسطر التالية عن Seston


كانت الدهشة عظيمةً عندما اكتشف بناء مسيحيّ - عمارةً وزخرفةً وكتاباتٍ - عام ١٩٣١ في أنقاض دورا أوروپوس. الموقع قرب السور الغربي (مقابل البرج السابع عشر لسور المدينة) والبناء شبيه بسائر بيوت دورا باستثناء أبعاده الأكبر. يقودنا دهليز متعرّج (٨ في المجسّم الأبيض والأسود) من الباب المطلّ على الشارع إلى باحةٍ مركزيّةٍ (رقم ١مبلّطة يشغل رواق (رقم ٢) الجانب الشرقي منها (يقابله مطبخ في معظم الدور). يؤدّي باب كبير من الصحن الذي يتوسّط البناء إلى ردهة واسعة (رقم ٤ أو 4a في المجسّم الأبيض والأسود ورقم ٢ في المجسّم الملوّن) تذكّرنا أبعادها وزخارفها من الأقنعة والنايات (جمع ناي) والأكاليل الملوّنة على الجصّ في منتصف ارتفاع الجدران، بديوان (قاعات) البيوت الشرقيّة. استند مقعد آجريّ منخفض وعريض على جدران الردهة الأربع ونراه مرتفعاً في منتصف أحد هذه الجدران كما لو كان منبراً لرئيس الجلسة. تمّ توسيع الردهة (بدلالة كتابة اكتشفناها) عام ٢٣٢ - ٢٣٣ للميلاد بإضافة الحجرة المجاورة (رقم 4b وهي المحاذية للشارع أي غرب الردهة). يرى السيّد Clark Hopkins - ونتّفق معه في ذلك - أنّ الردهة ٤ (أو ٢ في المجسّم الملوّن) كانت غرفة الاجتماع في الكنيسة بدلالة أبعادها الكبيرة ويعتقد أنّ العائلة الموسرة التي قطنت المنزل قبل أن يصبح كنيسةً استعملتها قاعةً أمّا الغرفة الصغيرة المحاذية (المقصود على الأرجح رقم ٣ في المجسّم الأبيض والأسود) فكانت مصلىً خاصّ مزيّن باللوحات. 


انتشرت الديانة المسيحيّة إلى درجةٍ كبيرة في المنطقة بفضل السلام الذي ساد في عهد الإمبراطور سيڤيروس آلكساندر وبناءً عليه استحوذت الجالية المسيحيّة على البناء - بتخويل من التشريع الإمبراطوري - ووسّعت القاعة لتجعلها ردهةً للاجتماع. مع ذلك يتعيّن التنويه أنّ هذا المصلّى - شكلاً وأبعاداً - خارج عن المألوف ومن البدهي أنّ منزلاً  للسكن ليس بالمكان الطبيعي لبيت المعموديّة baptistère (رقم ٦ في المجسّم الأبيض والأسود و ٣ في الملوّن). هل احتلّ حرم مسيحيّ أكثر تواضعاً هذا المكان قبل أن تعدّله الجالية وتوسّعه؟ 



باختصار بيت العمادة بشكله الحالي يعود على الأرجح إلى الأعوام ٢٣٠ - ٢٣٥ للميلاد ولا نعرف بالضبط ما الذي غيّرته الجالية في هذا المنزل الخاصّ بهدف تحويله إلى دارٍ للعبادة ويبدو أنّها كانت على درجةٍ معيّنةٍ من التسامح بدلالة بقايا بعض اللوحات التي تعلّقت مواضيعها بإله الخمر باخوس لم يقم المسيحيّون بإزالتها.      


يتبع







No comments:

Post a Comment