اكتشف كنيس دورا أوروپوس اليهودي وكنيستها المسيحيّة في نفس موسم التنقيب عام ١٩٣٢ على الطرف الغربي للمدينة يفصلهما عن سورها "شارع الجدار" (Wall Street). يحتلّ الكنيس المربّع L7 والكنيسة المربّع M8 على بعد مائتيّ متر إلى الجنوب من الكنيس. كلاهما فريد من نوعه: الكنيس ولوحاته أهمّ مثال ودليل على وجود فنّ التصوير لدى اليهود في زمن معيّن إذ لم يكن لدينا حتّى القرن التاسع عشر ما يشير إلى وجود هذا الفنّ على الإطلاق خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار الوصيّة الثانية من وصايا الله العشر. الكنيسة بدورها - الكلام للدكتور Peppard - "الفضاء الوحيد المكرّس للشعائر الذي لا يزال موجوداً من المسيحيّة قبل قسطنطين" باستثناء هناتٍ من البقايا الفنيّة والمعماريّة بالدرجة الأولى من سراديب رومية قبل القرن الرابع للميلاد.
كلا الكنيس والكنيسة كانا في الأصل بيتاً للسكن تمّ تحويله إلى دارٍ للعبادة ومنه تعبير domus ecclesiae أي الكنيسة المنزليّة. ارتأى White أنّ البيت بني عام ٢٣٢-٢٣٣ للميلاد وأنّه تحوّل إلى كنيسة عام ٢٤٠-٢٤١ م وبالتالي استعمل للعبادة لفترة لم تتجاوز خمسة عشر عاماً دمّرت بعدها المدينة على يد الساسانييّن.
الصورة الملحقة لأطلال الكنيسة المنزليّة بعد إزالة الأنقاض عن Yale.
William Seston. L'église et le baptistère de Doura-Europos.
Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.
No comments:
Post a Comment