Sunday, March 19, 2023

بيت الله


هل بنى مسيحيّو دورا أوروپوس كنيستهم من الصفر أم أنّهم حوّلو بيتاً سكنيّاً خاصّاً إلى كنيسة؟ لربّما كان هذا التساؤل مثيراً للفضول بيد أنّ أهميّته بالنسبة لمؤرّخيّ المسيحيّة ثانويّة إذا اقتصرت احتياجات المؤمنين في نهاية المطاف على بناءٍ عاديٍّ ليس فيه ما يلفت النظر. استمرّ المسيحيّون في النصف الأوّل من القرن الثالث للميلاد بالاجتماع في دورٍ بسيطة تماماً كما فعلو سابقاً عندما كانو معرّضين للاضطهاد. استعملت هذه المنازل بشكل مؤقّت أو دائم بيوتاً للّه domus Dei.


من المحتمل أنّ ردهتيّ كنيسة دورا المنزليّة (رقم ٤ على الجانب القبلي و ٥ على الطرف الغربي) استعملتا إحداهما للاجتماع والثانية للمآدب الدينيّة agapes. رأينا في منشور سابق أنّ باب المدخل (الزاوية الشرقية للجدار الشمالي) يؤدّي إلى دهليز (رقم ٨ عل المخطّط) ومنه إلى الصحن المركزي (رقم ١) مع الرواق (رقم ٢) على النهاية الشرقيّة لهذه الأخير. أدّى درج (رقم ٧) إلى الطابق العلوي الذي اندثر ولربّما كان هذا الطابق سكناً للأسقف. 


هل كان هذا النموذج عامّاً على امتداد الإمبراطوريّة الرومانيّة؟ الجواب في رأينا بالإيجاب مع التنويه أنّ الكنائس المسيحيّة اختلفت من إقليمٍ لآخر تبعاً لاختلاف بيوت المسيحييّن بين إقليمٍ وآخر. مع ذلك من الصعب أن نثبت فيما إذا اعتبر مسيحيّو رومية هذه الدور السكنيّة بيوتاً للّه والمقرّ المعتاد لاجتماعات جاليتهم وما إذا كانت ملكاً لهذه الجالية. بالمقابل نحن متأكّدون أنّ الحال كان كذلك في دورا وأنّ بيت الله فيها أقدم كنائس العالم المسيحيّة التي نعرفها إلى اليوم على الإطلاق. 


المخطّط الأوّل للبيت الخاصّ Private Dwelling والثاني نفس المبنى بعد تحويله إال كنيسة. كلاهما عن Pearson





يتبع.









No comments:

Post a Comment