رأينا كيف اعتمد du Mesnil du Buisson في تفسير لوحات كنيس دورا أوروپوس اليهودي بالدرجة الأولى على كتاب العهد القديم وبالفعل نجح في معظم الحالات في الربط بين اللوحة ونصّ الكتاب المقدّس بطريقةٍ لم تترك مجالاً للالتباس في ماهيّة المشهد وهويّة أبطاله.
الوضع مختلف تماماً في كنيسة المدينة المسيحيّة إذ نوّه Peppard أنّ النصوص المسيحيّة لم تكن في القرن الثالث الميلادي نهائيّةً أو على الأقلّ "قانونيّة" أي متّفق عليها من قبل المرجعيّات الكنسيّة والمقصود بالدرجة الأولى كتاب العهد الجديد.
الاعتماد على النصّ writing إذاً لا يكفي لتفسير اللوحات ومنه ضرورة تحليلها من منظور شعائري أو riting حسب Peppard (أضف إلى ذلك اللجوء إلى النصوص الغير قانونيّة أو apocrypha) وبالفعل جميع نماذج الفنّ المسيحي المبكّر التي وصلتنا عمليّاً تتعلّق بالشعائر: العمادة، المسح، الحجّ، الدفن، المواعظ، الصلوات، وهلمّجرّا.
ركّز الفنّ الكلاسّيكي (أي اليوناني - الروماني) ومن بعده فنّ عصر النهضة Renaissance على الطبيعة (الواقعيّة والمثاليّة) والاعتبارات الجماليّة بيد أنّنا في دورا المسيحيّة أمام أسلوب فنيّ يربط الأيقونة مع الطقوس والشعائر (المواكب الدينيّة مثلاً) في عصر كان معظم الناس فيه أميّون يعتمدون في ممارساتهم الدينيّة على ما يسمعونه من الخطيب أو الواعظ وما يرونه من الرسوم واللوحات التي شكّلت بالنسبة لهم قصّة مصوّرة graphic novel. يمكن إسقاط هذا التحليل على كنيسة دورا المنزليّة وسراديب رومية.
الخلاصة اعتمد Peppard في تفسير لوحات الكنيسة على ثلاثة عناصر: الصورة + النصّ + الشعائر.
Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.
No comments:
Post a Comment