تأسّست المستعمرة الهلنستيّة في موقع الصالحيّة عام ٣٠٣ قبل الميلاد في بداية العهد السلوقي لتشكّل نواة مدينة دورا أوروپوس التي حدّد Kraeling أربعة عهود في تاريخها كما يلي:
- العهد الهلنستي (حتّى ١١٣ ق.م.).
- الفترة الپارثيّة المبكّرة (١١٣-٥٠ ق.م.).
- الفترة الپارثيّة المتأخّرة (٥٠ ق.م. حتّى ١٦٥ للميلاد).
- العهد الروماني (١٦٥ م إلى تدمير المدينة على يد الساسانييّن عام ٢٥٦).
بدايات المدينة متواضعة ولا يوجد ما يشير إلى امتداد العمران إلى السور حتّى الفترة الپارثيّة المتأخّرة. ما يهمّنا هنا هو تاريخ مبنى الكنيسة المسيحيّة الذي وزّعه Kraeling على ثلاث فترات:
- البناء المبكّر Early Building.
- البيت السكني Private House.
- الكنيسة المنزليّة أو المبنى المسيحي Domus Ecclesiae أو Christian Building.
يتبع المبنى طراز العمار في المشرق ويتميّز هذا الطراز بتحلّق مكوّنات الدار أو الآبدة حول صحن مركزي. معلوماتنا عن البناء المبكّر محدودة للغاية إذ تعتمد أوّلاً وآخراً على التنقيب الذي اقتصر على الصحن. ما يمكن استنتاجه من الحفريّات أنّ البناء المبكّر كان أصغر من الكنيسة اللاحقة وأنّه لم يمتدّ لا إلى شارع السور ولا إلى الشارع الثالث (الخريطة الملحقة). شيّد هذا البناء على الأرجح في الفترة الپارثيّة المتأخّرة دون مراعاةٍ لتخطيط المدينة الشطرنجي وبالنتيجة آل للتداعي أو هدم.
المخطّط الملحق للبيت السكني الذي بني في مطلع القرن الثالث للميلاد وهنا اتبع عمران دورا النموذج الشطرنجي الذي روعي في تنظيم مقسم الدار. يعتقد أنّ حامية المدينة وملحقاتها شغلت ربع مساحة المدينة بعد ٢٠٨ للميلاد. نلاحظ في المخطّط الغرفة 4B التي شكّلت صلة الوصل بين الجناح الغربي والجناح الجنوبي في الدار وعلّها كانت ملتقى القسم المخصّص للنساء مع نظيره المخصّص للرجال. أزيلت هذه الغرفة بهدف توسيع ردهة الاجتماع في الكنيسة (الغرفة الرابعة) كما سنرى لاحقاً وتركت لنا كتابةً تعود إلى العام ٢٣٢ للميلاد (٥٤٥ حسب التقويم السلوقي) يمكن اعتبارها التاريخ التقريبي لبناء البيت السكني.
على الأغلب تحوّل البيت السكني إلى كنيسةٍ في أربعينات القرن الثالث للميلاد (أي تزامن مع لوحات الكنيس اليهودي ومعبد ميثرا). بعبارةٍ ثانية لم تتجاوز حياة الكنيسة المسيحيّة عشراً إلى خمسة عشر من الأعوام.
William Seston. L'église et le baptistère de Doura-Europos.
Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.
No comments:
Post a Comment